تحليلات سياسية

الخميس - 17 ديسمبر 2020 - الساعة 01:54 م بتوقيت اليمن ،،،

(المرصد)متابعات

كشف مسؤول جنوبي سابق، معلومات خطيرة عن تسليح ميليشيات الحوثي الانقلابية وذراع إيران في اليمن، بالصواريخ البالستية ، التي تقصف بها الميليشيات الحوثية أراضي المملكة العربية السعودية، التي تقود تحالفا عربيا لدعم حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.

وقال ناصر بن حدور مدير شركة النفط الوطنية السابق في عدن، في تصريحات تلفزيونية "إن نائب مدير مكتب هادي، رجل الاعمال الإخواني، أحمد صالح العيسي، ومدير مصافي عدن محمد البكري، الوزير في حكومة التصريف نجيب العوج، بأنهم متورطون في عملية تهريب كميات كبيرة من وقود الصواريخ التي كانت موجودة في مصافي عدن، إلى ميليشيات الحوثي"؛ والاخيرة قامت بإعادة تطوير صواريخ قالت انها محلية الصنع لاستهداف الجنوب واراضي المملكة العربية السعودية".

وعين حدور في منتصف نوفمبر 2016م، مديرا لشركة النفط الوطنية في عدن، بقرار من نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية الأسبق حسين بن عرب، قبل ان تتم اقالته في مطلع مارس من العام 2018م، بقرار من الرئيس هادي، وتعيينه وكيلا لمحافظة لحج.

وتحدث بن حدور في تصريحات تلفزيونية عن من وصفه بالمستشار الاقتصادي للرئيس هادي والتاجر الإخواني” احمد العيسي ” والإخواني الأخر محمد البكري، المقرب من الوزير نائف البكري، والوزير في حكومة التصريف نجيب العوج، بتهريب وقود الصواريخ للحوثيين، وسعيهم الحثيث لتدمير المنشآت الاقتصادية في عدن ممثلة بشركة النفط ومصافي عدن .

وأكد المسؤول الجنوبي السابق في مقابلة مع قناة AIC.TV"ان لوبي النفط احرم شركة النفط من اهم اصولها وهي خزانات كالتكس، واجرها لصالح العيسي بثمن بخس، وكشف عن مليارات سلمها لمدير النفط الحالية انتصار العراشة، والتي كانت قد انكرت في تصريحات تلفزيونية سابقة استلامها أي أموال، قبل ان يعرض بن حدور وثائق تثبت استلامها أموال كبيرة، وهو ما يؤكد انها قد قامت بالتصرف بها، وفق تلك الاتهامات.

وخلال السنوات الماضية، كشفت صحيفة اليوم الثامن في سلسلة تقارير موثقة عن فساد العيسي وسعيها لخصخصة مصافي عدن، آخر المؤسسات الجنوبية التي لم يطالها التدمير الممنهج الذي طال مؤسسات وطنية عريقة عقب حرب الاجتياح الأولى.

ويعد العيسي أحد أبرز المهربين للمشتقات النفطية للحوثيين، وتشير العديد من التقارير والمصادر الى وجود تفاهمات بين الانقلابيين الحوثيين ورجل الاعمال الإخواني في الحديدة، والتي يوجد فيها أكبر استثماراته الداخلية.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم التأكيد فيها على تورط نائب مدير مكتب هادي، في تمويل الحوثيين بوقود الصواريخ، في حين كشفت مصادر لـ(اليوم الثامن) "عن أن نجيب العوج، قام ببيع مركبات قديمة كانت في مصافي عدن للحوثيين الذين نقلوها الى المتحف الوطني في صنعاء، على اعتبار انها اثر الدولة اليمنية".

وظل العوج محل اتهام بعلاقته بالحوثيين ، لكن هذه الاتهامات رد نائب مدير مكتب هادي، احمد صالح العيسي، بتعيينه العوج وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي، ليفتح الباب امام لوبي الفساد الذي التهم كل ما يقدمه المانحون لسكان البلد الذين يعانون من جراء الحرب.

لكن عملية تهريب وقود الصواريخ وربما الأسلحة للحوثيين، تمثل خيانة وطنية، كما يصفها سياسيون يمنيون وجنوبيون، متسائلين ماذا بعد "فضيحة استهداف السعودية من داخل أراضيها وخيانة التحالف العربي بأمداد الانقلابيين الحوثيين بوقود الأسلحة الفتاكة".

وتعرضت السعودية والعاصمة الرياض، لقصف صاروخي متواصل كان مصدره من اليمن، ومن ابرز ما تعرض له القصف الحوثي، هي شركة أرامكو النفطية، وهو ما قد يضع العديد من التساؤلات حول من يتعاون مع الميليشيات الانقلابية في رسم الاحداثيات للصواريخ التي يطورها في الداخل اليمني، خبراء إيرانيون.

وتساءل الصحافي الجنوبي ماجد الداعري، باقول "هل يعقل أن مسؤولا حكوميا بمنصب نائب مدير مكتب الرئيس وتاجر ملياردير كأحمد العيسى، متورط في تهريب وقود صواريخ سكود الباليستية وغيرها إلى الحوثيين بصنعاء، وما هو ثمن هذه الفضيحة الإجرامية بحق الوطن إذا ما صح الأمر "صفقة تجارية أم مهادنة وتبادل منافع أم انتقام اخواني من السعودية".

ويؤكد بن حبتور، تورط رئيس حكومة اليمن السابق أحمد عبيد بن دغر في عملية تهريب وقود الصواريخ للحوثيين، حيث قال "انه ابلغ الحكومة حينها بعملية اختفاء وقود الصواريخ، لكن لم تفعل أي شيء"؛ واقيل بن دغر من رئاسة الحكومة منتصف أكتوبر 2018م، وجاء في قرار اقالته، احالته للتحقيق بتهمة فساد، لكنه عاد مرة أخرى كمستشار للرئيس هادي.

وعمل منذ اقالته على تنفيذ الاجندة القطرية التركية، بالتنسيق مع رجل الاعمال الإخواني حميد بن عبدالله الأحمر، وتحركاته قوبلت بحالة من السخط السياسي والإعلامي، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها الإشارة اليه بتهمة تتعلق بتهريب وقود الصواريخ للحوثيين الموالين لإيران.

وبدأ واضحا منذ مطلع العام 2016م، عدم جدية حكومة هادي في قتال الحوثيين الموالين لإيران، بل على العكس حصلت حالة من الانهيار في صفوف القوات الحليفة للتحالف العربي في مأرب وساحل ميدي.

الانهيار العسكري جاء في اعقاب، تعيين أحمد بن دغر وهو أحد رموز الانقلاب على سلطته هادي، رئيسا للحكومة، وعلي محسن الأحمر المتهم بتسليم العاصمة اليمنية للحوثيين، في منصب نائب الرئيس، وكلاهما عينها خلفا لخالد محفوظ بحاح.