اخبار محلية

الجمعة - 08 يناير 2021 - الساعة 01:05 ص بتوقيت اليمن ،،،

كتب: انعم الزغير البوكري


في مثل هذا اليوم قبل اربعه اعوام فجعت الأرض الجنوبية لاسيما الصبيحة منها بنبأ مزلزل كانت حينها قرى ومدن الجنوب وناسها يضعون أياديهم على قلوبهم فيقت يعرفون من ذاك الذي أن تقدم للمعركة لايعود أو يولي الأدبار فكما عهدته الأرض الجنوبية،اذا تقدم لايعود إلا منتصراً أو بما يليق بالقادة.

في السابع من يناير 2017 سقط العميد الركن عمر سعيد سالم الصبيحي قائد اللواء الثالث حزم شهيداً في جبال كهبوب الشماء اخر الحد الجنوبي .

وينحدر الشهيد القائد العميد الركن عمر سعيد الصبيحي من قرية صيح"الفرشة" مديرية طور الباحة، حيث عاش حياة بسيطة مكافحاً صامداً،متمسك بمبادئه الوطنية ولم يحيد عنها لحظة واحدة حتى استشهد في معارك الدفاع عن أرض الجنوب.


بمثل هذا اليوم رحل الشهيد القائد العميد الركن عمر سعيد رحيل العظماء، ومات موت الابطال،عاش رافع الهامة أبياً ،ومات كما عاش ،فالرجل رضع لبان الرجولة منذو نعومة أظافرة .

آمن عمر سعيد بقضية ونذر لها عمره، ودفع حياته ثمناً لما انتهى إليه من قناعات ومبادئ،وهكذا هم الصادقون يعطون في صمت ولا ينتظرون من الناس جزاء أو شكورا

رحل القائد عمر سعيد الصبيحي ، مخلفا وراءه قصة فارس ، وموت بطل ، قصة سترويها الأجيال ، وسقف أمامها مليا .

ذهب عمر سعيد إلى مكانه الذي يستحق ، ومات الموتة التي تليق به ، بدأ حياته جنديا مقاتلا وأنتهى قائدا مقاتلا ، ليختم مشواره بما بدأ به .

لم احضى بالتعرف عن الشهيد القائد عمر سعيد عن قرب، ولكن سمعت آذني بطوﻻته ومآثره ، منذ زمن طويل ، روى لي شخص كان برفقه الشهيد القائد عمر سعيد في نيابة البحث عدن وهذه شهادة أقولها لله ثم للتاريخ كما سمعتها : ( قال تم القبض على عمر سعيد الصبيحي ، واحضر إلى نيابة البحث في عام 2008م بصحبة قائد حراكي أخر، حيث - قال لي ذلك الرجل : بينما كان وكيل نيابة البحث العقيد / سالم السنباني يستجوب أحد من المعتقلين ويقول له أتريد جنوبا ؟؟؟

وكان الرجل يبكي ويقسم أيمانا مغلظة محاوﻻ إثبات براءته أنه ليس له علاقة بالجنوب وﻻ بقضيته ، قال : فالتفت إلى المناضل الجسور عمر سعيد الصبيحي وقال : أتريد جنوبا هاه ؟ قال فرد الصبيحي بصوت قوي وكله ثقة من نفسة ، وإيمانا بقضيته فقال : نعم أريد جنوبا وعلى عينك ، اقسم بالله سترحلون ، اقسم بالله سترحلون .



حقاً لقد بر القائد عمر سعيد الصبيحي قسمه ، ورحل سجانه ، ورحلت معه قوى الشر الظلام ، ورحل المناضل والقائد عمر سعيد إلى مكانه الذي يليق به .

هكذا يبدو أن الرجل أنهى مهمته ، فمهمته التي أقسم عليها صادقاً ، انتهت مع آخر حد جنوبي، القرون الخمسة"كهبوب" ، مدرسة القائد عمر سعيد الأولى التي رضع منها لبان الرجولة والأباء .

اقسم بالله ستخرجون ، أطلقها عمر سعيد الصبيحي وهو في مرحلة ضعف ، وبر قسمه وهو في مرحلة قوة ومنعة .

سقط عمر سعيد في صمت ، وهكذا هم العظماء لايخدشون حياء المكان ، وﻻ وقار السكينة ، صال وجال عمر سعيد في ميادين الوغي بسنانه كما صال وجال قبلها بلسانه .

أجزم بأن الجميع ﻻيعرف له صورة ؛ إﻻ صورته المضرجة بالدماء ، وكان الرجل كان نهاية بلا بداية ، رغم أن الرجل كان برتبة عميد ، يقود لواء ،الا انه ليس من هواة الصور ، فالصور تقليد لم يصل إلى شهيدنا عمر سعيد

رحمك الله أيها القائد المغوار ، وسلام على أم انجبتك ، وأب عشت في كنفه .