تحليلات سياسية

الأربعاء - 02 أكتوبر 2019 - الساعة 06:38 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص:




تقرير/محمد مرشد عقابي:


كانت أولى طلائع المقاومة الجنوبية في المسيمير الحواشب بمحافظة لحج قد تشكلت على يد الثائر الوطني الجسور رمز الرعيل الأول لثلة المناضلين الأفذاذ البطل المجاهد محمد علي احمد مانع الفجاري الحوشبي فمن خلال بصمات هذا القائد المحنك ظهرت المقاومة الجنوبية بالمسيمير لتتصدى للعناصر الحوثية خاصة تلك التي بدأت بالإنتشار في الخطوط والضواحي المتاخمة لمنطقة عقان الإستراتيجية من المنظور العسكري والحربي والواقعة على الممر الدولي المؤدي الى عدن.


استطاع هذا القائد الهمام ان يبدأ مشواره الجهادي ومسيرته المظفرة من نقطة الصفر وبجهود ذاتيه بحته هو وزمرة رفاقه الأفذاذ من مغاوير المقاومة الذين وضعوا ارواحهم على أكفهم وخطوا بإقدامهم الحافية السهول والروابي والهضاب والتلال والجبال والوديان، من هذه النقطة كان الإنطلاق الذي وثبت منه وانبثقت روح الإبآء للتصدي لهذا المشروع الكهنوتي والضلالي في بلاد الحواشب قاطبة.

بعد ذلك اقبلت مجاميع من الرجال للإنخراط الطوعي في إطار المقاومة الجنوبية تحت لواء المقاوم البطل القائد الفذ خلقاً واخلاقاً وشجاعة وأقدام محمد علي احمد لتبدأ تفاصيل قصة الإنتصارات العظيمة وملحمة البطولات المخلدة في بطون كتب التاريخ والتي صنعها هذا القائد الهمام ورفاق دربه من المناضلين الاشاوس من رجال الله الذين تعفرت وجهوههم بسمرة الأرض وهم يذودون مسطرين اروع ملاحم التضحية والفداء دفاعاً عن الارض والعرض وعن شرف وعزة وكرامة هذه الأمة المسلمة وعن حياض هذا الوطن الغالي.

في تلك المرحلة التي اختفت فيها الكثير من الوجوه التي كانت تركب الموجة وتطفوا على السطح في هذه اللحظة بالذات والتي عانى فيها الجميع شحة في الدعم وضعف في الإمكانيات والقدرات التسليحية حيث بالكاد كان يحصل المقاوم على السلاح الذي يعينه لمواجهة الاعداء من قوى البغي الطائفي والمجوسي وكان العديد من الابطال يقومون بشراء ما يلزمهم ويعتمدون على ذواتهم لتوفير ما يعينهم على الصمود والثبات والمقاومة، انطلقت رحى المعارك الضارية وبرز رجل المواقف الصعبة والمهام المستحيلة القائد البطل الجهبذ الأشم رمز البطولة والفداء محمد علي احمد مانع الحوشبي كالأسد الثائر مقتحماً صفوف ومتراس ومواقع وخنادق العدو ومتصدياً هو ومن معه من رجاجيل الوغأ لزحوفات جحافل الغزاة، تمكن هذا القائد برجاحه عقل قيادي حكيم ان يفرمل ويفشل مخططات العدو ويبطل مفعول ترسانته التسليحية الهائلة.


في وقت كان فيه العدو الحوثي يعيش في أوج قوته وصلابته واكتماله عناصره وفي ظل امتلاكه لكامل العدة والعتاد التي يستطيع من خلالها ان يفرض هيمنته وسيطرته على كل شيء، خاض ابن الحاج علي ومعه المقاومين الشرفاء من ابناء الحواشب ضد العدو الحوثي اشرس المعارك التي دونها التاريخ ولن تمحى من سجلاته مهما كانت المكايدات والمناكفات والنكايات، فقد تمكنت هذه المقاومة بامكانياتها البسيطة والمتواضعة مقارنة بإمكانيات العدو وترسانته من تلقين العدو دروساً قاسية في فنون ومهارات الحرب ومن قلب موازين المعادلة الحربية وترجيح الكفة وتحقيق الإنتصارات المتتالية على الأرض، وفي هذه المرحلة بالذات وجد رجال المقاومة في المسيمير والجنوب عامة انفسهم بين خيارين إما إن يتركوا الجنوب لمليشيات الحوثي والقوات اليمنية المتحالفة معها التي معظمها هي من اجتاح الجنوب خلال الحقبة الزمنية السوداوية الماضية يعيثون فيه فساداً وأن يجتاحوه مرةً ثانية ويخضعوه لمرحلة جديدة من الإستبداد والإضطهاد والظلم والوصاية والجور في مرحلة ربما تكون اشد وطأة واسواء ظلامية من سابقاتها.

وإما أن يتصدروا الموقف لمقاومة هذا المد الغاشم وهذه القوى الباغية والمليشيا الإجرامية دفاعاً عن الارض والعرض والدين على أمل أن تفضي هذه الوقائع لفرض مشهد جديد يمثل للجنوبيين طوق النجاة الوحيد لنفض غبار الماضي التليد وللخلاص من براثن اسواء حقبة استبدادية مظلمة مرت عليهم وللوصول نحو تحقيق مطلب الشعب بالتحرر والإستقلال وهو الشيء الذي يواكب غايات وتطلعات ونداءات الجميع بحمل السلاح لمقاومة الواقع المفروض عليهم عنوة بعد ان سئموا التظاهرات السلمية التي لم تلبي لهم تطلعاتهم ومطالبهم السياسية والحقوقية العادلة، وبعد ان تحقق حلم ابناء الشعب في دحر جحافل وفلول الغزاة من الجنوب وتحرير الرقعة الجغرافية من دنس مليشيا الإحتلال اليمني اعلن الرئيس هادي عن تشكيل ما يعرف بقوات الحماية الرئاسية جاء ذلك بقرار جمهوري رقم (32) لسنة 2012م والذي قضى بموجبه تشكيل أربعة ألوية تتبع عملياتياً رئاسة الجمهورية وتتمتع بكامل الإستقلالية الإدارية والمالية، وجاء قرار هادي هذا بهدف انشاء قوة عسكرية تابعه له بعد ان اكتشف بان جميع القوات والتشكيلات العسكرية والأمنية المختلفة في صنعاء لا تخضع او تأتمر بأوامره بل وخذلته، وعلى إثر الإنتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية ومن بينها مقاومة مسيمير الحواشب في لحج بقيادة المجاهد البطل محمد علي احمد مانع الحوشبي والتي تعد من ابرز المقاومات الجنوبية التي ناهضت وناوئت المشروع الحوثي الكهنوتي الطائفي السلالي وتماشت تلك المواقف متزامنة في خط واحد مع مواقف التحالف العربي.

واستشعاراً منها بمخاطر هذه المقاومة الحية وخوفاً من ان تشكل واقعاً جديداً بدلاً عنها خصوصاً مع عدم تقدم الجيش التابع لها في المحافظات الشمالية المحسوبة اغلبها على القادة الشمالية المتواجدين في صفوفها عملت حكومة الشرعية على احتوى المقاومة الجنوبية عبر محاولات عديدة لتفتيتها وتشتيتها وتمزيقها وإظهار وتسويق بعض العناصر الثانوية المحسوبة عليها والتابعة لها بوصفهم قيادات للمقاومة وهم في الحقيقة والواقع لايمتون بصلة للمقاومة الجنوبية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تم إعادة تأسيس ألوية الرئاسة في عدن واستيعاب كم هائل من شباب الجنوب العاطل عن العمل بهدف تفريغ محتوى تشكيلات المقاومة الجنوبية وضربها من الداخل، حيث وجه حينها نائب الرئيس بتجنيد حوالي ثلاثة ألف شاب وضمهم إلى ألوية الحماية الرئاسة من هذا المنظور يظهر ان مهمتها كانت لمواجهة قوات الدعم والإسناد وقوات الحزام الأمني والتي جرى تأسيسها بعد الحرب بقرار رئاسي ايضاً وبدعم من التحالف العربي لضمان تأمين المحافظات المحررة ومكافحة عصابات وخلايا وجيوب الإرهاب، فقد تشكلت قوات الحزام الأمني في شهر مارس آذار من العام 2016م بعد تحرير مدينة عدن والمحافظات الجنوبية من قبضة الحوثي والمليشيات اليمنية التابعة له بثمانية أشهر تقريباً.

وقد تأسست هذه الألوية في ظل حالة فراغ أمني في عدن وبقية المدن المحررة بعد انهيار المنظومة العسكرية والأمنية التي تدار من قبل نظام الإحتلال في صنعاء وفي غمرة ذلك الفراغ والتدافع الأمني وتشتت المقاومة الجنوبية وتوزعها في اتجاهات وجبهات وجهات مختلفة الأمر الذي فاقم من تردي الوضع الأمني وظهور الأنشطة والعمليات الإرهابية على السطح في العاصمة عدن صاحب ذلك تنامي لعمليات الإغتيال والتصفية الجسدية التي طالت العديد من القيادات ورموز المقاومة الحقيقين والضباط والقادة الأمنيين والعسكريين والقضاة ورجال الدين من بينهم محافظ عدن الاسبق اللواء جعفر محمد سعد.

في ظل هذه الاجواء الملغومة ادركت قوات التحالف العربي والمقاومة الجنوبية مخاطر هذا الوضع الناشئ في عدن المحافظات الجنوبية المحررة وتداعياته المؤثرة على الأمن والسلم الإجتماعي حيث اعلنت عن البدء بتأسيس الحزام الأمني في عدن ومحيطها جنوباً كمؤسسة وطنية تقوم على الأسس والقواعد النضالية والثورية الجنوبية وعلى مبادئ وقيم الأحرار، حيث تألفت ألوية الحزام في البداية من لوآئين عسكريين لحماية العاصمة عدن.

ومنذ الوهلة الأولى ظهرت بصمات الحزام الأمني الإيجابية في رفد المدينة بالأمن والأمان، فقد اسهمت قوات الحزام الأمني وبشكل كبير في مواجهة قوى الإرهاب وتقويض انشطتها المتناميه وامعنت في إرساء دعائم الإستقرار والسكينة وتثبيت عجلة الأوضاع الأمنية وديمومتها، وامام تردي الأوضاع العامة في عدن والمحافظات المحررة وبعد تمادي الحكومة الشرعية واستفزازها للمواطن الجنوبي وتهميش قوى المقاومة الجنوبية الحقيقية الفاعلة على الساحة ونصبها العداء لقضية الجنوب والمجلس الانتقالي لم يتحمل المواطن الجنوبي هذا الوضع المزري بعد كل التضحيات التي قدمها أبناء الشعب الحر العزيز في هذه الحرب حيث دعت النقابات العمالية ومؤسسات المجتمع المدني في بيان مشترك لها إلى تظاهرات شعبية سلمية حاشدة في عدن يوم 18يناير تحمل فيها الحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة ازاء تردي الأوضاع في جميع المناطق المحررة.

تماشياً مع ذلك اصدر نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية بياناً شديد اللهجة رداً على بيان النقابات ومؤسسات المجتمع المدني الجنوبي عشية الدعوة للمظاهرة واحتوى البيان على العديد من عبارات التهديد والوعيد للمتظاهرين في حال خروجهم الى الساحة كما أمر بنشر قوات الشرطة والحرس الرئاسي في شوارع ومداخل عدن وحول الساحة المقرر ان تشهد الفعالية السلمية.

واقدم حينها جنود من اللواء الرابع والثالث حماية رئاسية في منطقة دار سعد لتقطع المواطنين المتجهين إلى ساحة التظاهر وانتشرت قوات الحرس الرئاسي والقوات الخاصة في مداخل المدن والطرقات لمنع المواطنين من المشاركة في الفعالية السلمية وهو ما يؤطر لبدء مرحلة جديدة من الضم والإلحاق والظلم والجور ويترجم النوايا المبيتة لإستمرار نهج الممارسات القمعية ويكرس لثقافة البغي والعدوان بحق ابناء شعب الجنوب الأعزل ويتماهى مع مشروع الغطرسة التي كانت تفرضه قسراً وعنوة قوات نظام الإحتلال اليمني ضد شعب الجنوب قبل 2015م، كما أقدمت عناصر من قوات الحماية الرئاسية واللواء 39 في معسكر بدر بإطلاق النار المباشر على المواطنين المتجهين إلى الساحة واسفرت تلك الجريمة عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى مما دفع بقوات الدعم والاسناد والحزام الأمني الجنوبي الهوى والهوية للرد على هذه الأعمال الغوغائية الغير مسؤولة والافعال المشينة وجرت حينها اشتباكات مباشرة بين الجانبين في أكثر من مكان في محافظة عدن تمكنت على أثره قوات الدعم والإسناد والحزام الأمني من فرض السيطرة المطلقة على الوضع في اليوم الثاني ووصل ابطال الحزام الأمني إلى مقر الحكومة الشرعية في معاشق لتتدخل على خلفية ذلك قوات التحالف العربي وتأمر بوقف الأعمال القتالية التي تدور على مقربة من بوابة مقر الحكومة ودعت جميع الاطراف حينذاك إلى وقف القتال والجلوس على طاولة الحوار.

بعد ذلك اتت عملية غادرة استهدفت احد ركائز النضال والثورة الجنوبية وفحول قادتها النادرين انه الشهيد البطل العميد منير محمود اليافعي ابو اليمامة ففي الأول من أغسطس 2019م استشهد هذا القائد العسكري الهمام قائد اللواء الأول دعم واسناد في معسكر رأس عباس في عملية غادرة استهدفت ضرب قطاعات وألوية الحزام ورجاله العظماء والشرفاء فعندما كان يستعد هذا القائد الجسور لإفتتاح حفل تخرج الدفعة الأولى من اللواء (12صاعقة) ودفعة من اللواء الثالث اسناد وقبل بدء الحفل بدقائق معدودة خرج العميد أبو اليمامة إلى جوار المنصة على ضوء استلامه لمكالمة هاتفية انطلق الصاروخ ليصيب القائد أبو اليمامة و17 شخص من افراد اللواء.

ويعد هذا القائد من أبرز القيادات الذين انجبتهم ارض الجنوب والمشهود لهم بالكفاءة العسكرية والشجاعة النادرة والمواقف الثابتة في محاربة قوى التطرف والارهاب وفي حسن السيرة والسلوك، مثل هذا الحدث زلزالاً هز ابناء الشعب الجنوبي بشكل عام، لينتفض بعد هذه الجريمة المروعة والشنعاء هذا الشعب الثائر من أنقاض معاناته ويثور كالبركان الهائج وتتفجر براكين الغضب الشعبي والجماهيري حمماً لاهبه حمراء في وجوه الأعداء مستنكره ومنددة بإسلوب الغدر والإغتيال الآثم الذي اودى بحياة هذا البطل المثالي الجسور، ليخيم الحزن الشديد عقب هذه الفاجعة المدوية على الناس ويجثم الأسى بسبب رحيل هذه القامة النضالية الجنوبية على صدور الجميع ويخسر الجنوب واحد من خيرة رجاله وتفقد مؤسسة الإسناد والحزام الأمني الجنوبي احد ابرز قياداته الأشداء والشجعان.

حيث أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً سياسياً هاماً عن تداعيات جريمة قتل هذا القائد واوضح فيه بان هذه العملية تعتبر مؤامرة دنيئة وفعل جبان تورطت بإرتكابه جهات بداخل الشرعية تتواطئ مع مليشيا الحوثي ضد ابناء شعب الجنوب.

وفي الرابع من أغسطس أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك في مؤتمر صحفي متلفز التفاصيل الذي توصل إليها فريق التحقيق الذي كما قال حدد طريقة الأغتيال وأهدافها، وفي اليوم التالي أعلن عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الشيخ عبدالرب النقيب دعوته لقبائل الجنوب للإحتشاد في العاصمة عدن واتخاذ التدابير والموقف الوطني الحازم تجاه هذه التصرفات والمؤامرات.

كما دعت النقابات ومكونات وتشكيلات المجتمع المدني كافة ابناء الجنوب الشرفاء والأحرار إلى الهبة والإحتشاد الغفير في ساحة العروض بمديرية خور مكسر للتعبير عن الرفض القاطع لتواجد العناصر الشمالية التي تتخذ من عباءة الشرعية غطاءً لها لتنفيذ اجندتها الإجرامية بحق ابناء الجنوب داخل العاصمة عدن ولوضع حد لمسلسل الإغتيالات التي تطال ابرز قادة ورموز المقاومة الجنوبية، حيث شهدت ساحة العروض بمدينة عدن تظاهرة مليونية كبرى شارك فيها الملايين من ابناء الشعب المتعطش للحرية والتواق للإنعتاق ونيل الإستقلال، وفي السابع من شهر أغسطس صدر عن الحشد الشعبي بياناً هاماً حمل فيه الحكومة المسؤولية الكاملة اي اي تداعيات ناجمة عن تدهور الأوضاع العامة في الجنوب وجدد البيان تمسكه بتفويض المجلس الانتقالي ممثلاً شرعياً للجنوب ومخولاً لإدارة شؤونه.

وفي الثامن من أغسطس شيع جثمان العميد أبو اليمامة وسبعة عشر شخص من الشهداء الميامين الذين سقطوا في ذلك الحادث الإجرامي الأليم إلى مقبرة القطيع في مدينة كريتر وهتف المشيعون حينها مطالبين بطرد الحكومة من عدن وقد تجمع البعض منهم بالقرب من الطريق المؤدية إلى قصر المعاشق والقريبة للمقبرة.

جراء ذلك باشرت قوات الحماية الرئاسية بأطلاق الرصاص الحي على المواطنين المشيعين وسقط حوالي أربعة شهداء وعدد من الجرحى في ذلك اليوم وأدى هذا الحادث الى خلق جو من التوتر والإحتقان بين قوات الحرس واللواء 39 جيش والقوات الخاصة والنجدة من جهة والقوات التابعة للمجلس الإنتقالي من جهة ثانية ودارت معارك طاحنة واشتعل فتيل المواجهة المسلحة لتشمل مناطق مختلفة في عدن حيث تمكنت القوات التابعة للمجلس الانتقالي من أحكام السيطرة على كافة المواقع في العاصمة عدن التي كانت تابعة للحرس الرئاسي في غضون ساعات قليلة، وفي 21 أغسطس من العام الجاري 2019م اندلعت اشتباكات مسلحة في محافظة شبوة نشبت بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات حكومة الشرعية التي تركت مواقعها في المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي واتجهت بكامل عدتها وعتادها للإنقضاض على المحافظات الجنوبية المحررة لتتصدى لها القوات الحنوبية بعد معارك امتدت إلى يوم 25 أغسطس وبعد تعزيز قوات الشرعية بالقوات المتواجدة في محافظة مارب تمكنت هذه القوات من السيطرة على محافظة شبوة التي تعد المحافظة اليمنية الغنية بالنفط الذي تذهب عائداته المالية لصالح الحكومة الشرعية في مارب لذا لا غرابة ان تستميت تلك الحكومة في القتال من أجل الأحتفاظ بهذه المحافظة ومنعها من السقوط في يد المجلس الانتقالي الجنوبي خوفاً من تصاعد وتعزيز دوره على امتداد الساحة الجنوبية المترامية.


عقب ذلك تدخلت المملكة العربية السعودية ودعت الأطراف إلى وقف الصراع واصدر المجلس الإنتقالي الجنوبي بياناً رحب من خلاله بمضامين البيان السعودي الإماراتي المشترك الصادر 26 اغسطس 2019م مجدداً التاكيد على إلتزامه التام والمطلق بإستمرار الشراكة مع دول التحالف العربي في محاربة المشروع الإيراني في المنطقة والمتمثل في ميليشيات الحوثي وكذا مشاركته وبفاعلية في مجال مكافحة الإرهاب، وحمل المجلس الإنتقالي الجنوبي في بيانه الحكومة اليمنية المسؤولية الكاملة عن استهداف قوات النخبة الشبوانية وتفكيكها وتسليم شؤون المحافظة لقوى اخرى في مخطط مقيت لإعادة فرض ما يسمى بالوحدة اليمنية بالعنف والقوة بعدما كانت هذه المحافظة الجنوبية مؤمنة تأمين تام من قبل قوات النخبة الشبوانية.