تحليلات سياسية

الأحد - 22 ديسمبر 2019 - الساعة 06:05 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص:



قال مراسل صحيفة (المرصد) في مدينة تعز اليمنية إن قيادات إخوانية مقربة من نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر مولت معسكرا طائفيا أسس بتمويل قطري وتركي ويشرف عليه القيادي الإخواني حمود المخلافي المقيم في مدينة اسطنبول التركية؛ في اجراء يدحض بيان احزاب يمنية بينها الاصلاح والرشاد والنهضة وهي احزاب إخوانية، أعلنت رفضها تحويل تعز إلى ساحة للصراعات الاقليمية.
وعلى الرغم من ان تلك الاحزاب لم تؤكد "بشكل صريح وجود معسكر إخواني طائفي في تعز"، الا انها نسبت ذلك لتقارير اخبارية، "مقللة من شأن التحشيد الذي تم في منطقة يفرس بدعوى استقبال أبناء تعز العائدين من جبهات الحد الجنوبي السعودي"، في خيانة واضحة للجانب السعودي الذي قدم دعما كبيرا لهذه القوات التي تشارك في المعارك بمحافظة صعدة الحدودية.
وعلى الرغم من أن الأحزاب اليمنية أكدت دعمها للسلطة والحشد الشعبي الإخواني بتعز، إلا انها "حاولت التملق للرياض من خلال التأكيد على ما وصفتها بمتانة العلاقة الأخوية والمصير المشترك مع الاخوة في دول التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة المشروع الانقلابي واستعادة الدولة".
ونقل مراسل (المرصد) في تعز عن مصادر يمنية في تعز قولها "إن اغتيال العميد عدنان الحمادي في تعز، كان بمثابة تمهيد الطريق لاجتياح العاصمة الجنوبية عدن من بوابة تعز"، بدعوى الدفاع عن شرعية عبدربه منصور هادي التي عجزت عن العودة الى الشمال اليمني بفضل التحالفات الاقليمية التي حالت دون استمرار القتال ضد الحوثيين حلفاء ايران.
وبعيدا عن التحشيد في تعز، تواصل حكومة مأرب الإخوانية الدفع بالمزيد من التعزيزات صوب أبين في محاولة لاجتياح العاصمة زنجبار.
وكشفت قيادات جنوبية محلية في أبين عن دفع مسؤولين في مأرب باتباع وزير داخلية اليمن المقيم في المنفى الى القيام بممارسات جهوية ضد ابناء أبين الذين يتنقلون بين المحافظة وشبوة المجاورة.
وأكد عضو القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بأبين محمد شملق أن "مليشيات الإخوان وأتباع الميسري نصبوا نقاط تفتيش في غربي بلدة المحفد، وان لديهم كشوفات بأسماء ابناء القبائل والناشطين الجنوبيين، وانه جرى اعتقال العديد منهم، ونقلهم الى سجون سرية في شبوة ومأرب".
وقال شملق "ان الممارسات الجهوية والتدقيق في هويات ابناء القبائل، اجراء ما كان له ان يتم لولا تعاون أتباع الميسري الذي اعلن انحيازه إلى تحالف الإخوان في مأرب وتعز".
وقال مصدر اعلامي مقرب من وزير الداخلية المقيم في سلطنة عمان "انه أكد لأتباعه قدرة من وصفها بقوات اليمن الاتحادي الوحدوي على السيطرة على عدن".. كاشفا عما قال انه دعم اقليمي لمواجهة الانفصاليين في الجنوب والدفاع عن الوحدة اليمنية التي تتعرض لمؤامرات اقليمية لم يسمها المصدر الذي عاد خلال اليومين الماضيين الى عدن.
على الصعيد ذاته، قال مصدر عسكري في اللواء 39 مدرع الذي يقوده الإخواني عبدالله الصبيحي ان الأخير "كلفهم للقيام بأعمال ارهابية في عدن، وان الجيش في شقرة سوف يدخل لمساندتهم حينما ينجحوا في تفجير الاوضاع داخل العاصمة".
وأكد المصدر ان "الصبيحي رفض صرف مرتباتهم ما لم يحددوا موقفهم مع تحالف مأرب ضد المجلس الانتقالي الجنوبي".
هذا التحشيد والاعلان عن الاستعداد لاجتياح عدن من اتجاه مأرب وتعز، يؤكد ان معركة اجتياح الجنوب والسيطرة على الممرات الدولية لم تعد مهمة او استراتيجية يمنية إخوانية، بل تؤكد العديد من المصادر ان ذلك أصبح مطلبا رئيسا واستراتيجيا لتحالف (إيران وقطر وتركيا)، هذا التحالف الذي اعلن عن نفسه في شبوة ومأرب وتعز.
مصادر سياسية قالت لـ(المرصد) "إن تنظيم الإخوان يستخدم كُل خبثه ودسائسه ليجعل مأرب وتعز نقاط الانطلاق لاحتلال الجنوب بغطاء شرعية يتحكم فيها حلفاء الدوحة".
المصادر ذاتها أكدت أن "الجنوب وأهله يمتلك كامل الحق بالرد الحاسم وافشال مخططات الإخوان، وسيتحمل أبناء مأرب وتعز نتائج صمتهم المخزي على تمرير جرائم التنظيم المتطرف".
وعبرت المصادر عن خشيتها من تبعات أي اجتياح عسكري قد يطال الجنوب هذه المرة من مأرب وتعز على المستقبل بين ابناء الجنوب وهذه المحافظات وخاصة الأخيرة التي يتهم الجنوبيون ساستها بالتورط في صراعات الجنوب السابقة، الأمر الذي قد يعيد احياء تلك الصراعات مجددا وقد يتضرر ابناء تعز الذين يقيمون في عدن منذ نحو 40 عاما.
أبعاد اجتياح عدن من تعز تبدو مخيفة، فالحرب العدوانية التي يحضر لها حمود المخلافي في تعز بهدف السيطرة على باب المندب، تأتي بغطاء الدفاع عن الشرعية التي يتحالف المخلافي فيها اليوم مع من انقلب عليها، وهم الحوثيون الذين يحتلون اجزاء واسعة من تعز.
كذلك الحال بمأرب التي تقع على حدود شبوة وترتبط القبائل الجنوبية مع قبائل في مأرب بعلاقات اجتماعية، الأمر الذي قد يولد نزعة ثأرية لدى القبائل الجنوبية التي تضررت كثيرا من الحرب العدوانية التي شنها الإخوان في اغسطس الماضي وانتهت بالسيطرة على المحافظة الغنية بالثروات النفطية.
تضرر مأرب ربما يكون اقل بكثير من تضرر تعز فيما اذا اصر الاخوان على اجتياح عاصمة الجنوب انطلاقا من المدينة المجاورة.
كما ان أي حرب عدوانية جديدة على الجنوب قد تلقي بظلالها على الشماليين الذين يقطنون في الجنوب، وخاصة النازحين الهاربين من بطش الحوثي، فالاجتياح ان تم لن تتمكن مليشيات الإخوان من احكام سيطرتها على عدن والجنوب، بل انها قد تولد مقاومة جديدة ضد هذا الغزو الجديد، الأمر الذي يعني ان اثار هذا الاجتياح ستكون على الشماليين في الجنوب دون غيرهم، وهو ما كان يرفضه العميد عدنان الحمادي الذي اغتاله الإخوان لاستكمال السيطرة على تعز.