الاستطلاعات والتحقيقات

الثلاثاء - 07 يناير 2020 - الساعة 06:48 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ خاص:

استطلاع / أشرف وجدي:
تعيش مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين في الآونة الأخيرة وضعاً مأساوياً لا تحسد عليه، بعد أن سيطرت عليها مليشيات الإخوان في شهر أغسطس من العام الماضي، وافتقد الأهالي في هذه المدينة بطابعهم المسالم إلى الأمن والاستقرار والسكينة العامة التي كانت تشهدها في ظل وجود أبنائها من الحزام الأمني في السابق الذين بعد أن خسروا عملهم بالحزام عادوا إلى ما كان يعتمد عليه غالبية السكان في مصدر دخلهم، صيد الأسماك.

حشود عسكرية تتوالى من مأرب والجوف
تواصل الحشود العسكرية المستمر لمليشيات الإصلاح تحت عباءة الشرعية والآتية من محافظات الشمال صوب مدينة شقرة أثار قلقا واستهجانا كبيرا لدى المواطن الشقري لجعل المدينة شبه محاصرة عسكرياً من جميع الاتجاهات وخاصة جبال العرقوب المطلة على المدينة من الشرق وفيها الأسلحة الثقيلة والموجهة باتجاهها، حيث تعرضت الكثير من المنازل للضرر عند نزول تلك القوات من العرقوب واشتباكها مع قوات الحزام الامني، ناهيك عن القلق الذي استبد بالنساء والأطفال، وكذلك من الغرب عند جبل قرن امكلاسي حيث تتواجد قوات تتبع مليشيا الإخوان.

رفض قبلي للحشود العسكرية وعسكرة المدينة
بعد أن أصبحت مدينة شقرة مأوى لقوات الشرعية عقد اللقاء التشاوري الأول لأهالي وقبائل شقرة والذين عبروا عن رفضهم القاطع لعسكرة المدن وإقلاق السكينة العامة، وطالبوا القوات المتواجدة بالرحيل وأبناء شقرة هم من سيتكلفون بالأمن الداخلي للمدينة وأن الطريق الى صنعاء من نهم وليس من طريق شقرة، ومن خلال لقائهم دعوا الأمم المتحدة للتدخل العاجل لسحب القوات العسكرية من شقرة وإخضاعها للمراقبة وفتح خط المساعدات العاجلة.

اعتقالات ومداهمات
في الأسبوع الماضي من شهر ديسمبر اعتقلت قوات الشرعية المسيطرة على مدينة شقرة عددا من النشطاء والمنتمين لقوات الحزام الامني وابرز من تم اعتقاله مدير عمليات قطاع حزام شقرة ناصر الصلاحي ومرافقيه وترحيلهم إلى محافظة شبوة، وفي وقت سابق قامت تلك القوات باعتقال العشرات من أبناء الضالع ويافع وردفان بنقطة قرن الكلاسي في عمل مناطقي مقيت.

مضايقات للصيادين وتحويل المتنفسات لمواقع عسكرية
شكا عدد من الصيادين بمدينة شقرة من مضايقات تعرضوا لها من قبل قوات الشرعية بإطلاق الرصاص فوقهم عند اصطيادهم بالقرب من مواقع عسكرية استحدثوها بعد الاحداث، وهي كانت متنفسات لأهالي المنطقة وعائلاتهم ولم يتركوا متنفسا إلا وحولوه لموقع عسكري ولا يستطيع الاهالي الذهاب بعائلاتهم لغرض النزهة.

موجه من الغضب والاستياء تعم المدينة
أثار تواصل التواجد اليومي والكثيف للأطقم العسكرية والجنود المدججين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بسوق مدينة شقرة حالة من التذمر والغضب في صفوف المواطنين بعد أن أصبح سوقهم العام ثكنة عسكرية بها جنود معظمهم من أبناء الشمال وقلة من ابناء الجنوب يبثون الرعب والخوف كل فترة وحين يحدث خلاف بين افراد شماليين وجنوبيين وسبب الخلاف دائماً ما يكون (الصرفة اليومية) والقات، حيث يتطور الخلاف بينهم الى اطلاق رصاص واقتتال بين الجنود بوسط السوق المكتظ بالمواطنين وطلاب المدارس ويوقع قتلى وجرحى في صفوف قواتهم التي تقول انها أتت لتأمين المناطق التي تحت سيطرتها.

خطيب الجامع الكبير يعبر عن غضب شقرة
في يوم الجمعة الماضي عبر الشيخ بن سند من على منبر جامع شقرة عن غضبه وغضب المواطنين بشقرة بلهجة غاضبه وقال "يا من تسمون أنفسكم بالأجهزة الامنية المتواجدة بشقرة بالأمس دعيتم الناس والوجهاء والأعيان بهذه المنطقة لمنع ظاهرة اطلاق الرصاص في الهواء في الاعراس وقوبلت هذه الدعوة بترحيب والتزام وطبقها الجميع ليس حباً فيكم أو اتباعكم في مشروعكم انما الناس تبحث عن السكينة والاستقرار الذي فقدناه بعد أن جئتم إلينا، ولكن تفاجئ الجميع بأن اطلاق الرصاص يأتي من جنودكم في الاسواق فيما بينهم".
وأضاف "يا من تسمون أنفسكم بالأجهزة الامنية جعلتم من سوقنا ثكنة عسكرية ومسرح قتال فيما بينكم وجئتم لنا بكل من هب ودب من الجنود يتقاتلون من اجل القات بوسط سوق مكتظ بالمواطنين".
وطالب الشيخ بن سند بنقل سوق القات خارج المدينة لينعم المواطن بالأمان، وحمل من يسمون انفسهم بالأمن عواقب ما اقترفه جنودهم.

سياسة الإقصاء وتكميم الأفواه
يقول احد الشخصيات الاجتماعية بالمنطقة، الأخ ناصر صلعان، إن مدينة شقرة المنسية تعاني من قبل السلطات في جميع المراحل وليس اليوم، حرمت من الكثير من المشاريع والبنى التحتية، وما زاد الطين بلة الوضع الامني الذي نشهده اليوم، وضع نشعر من خلاله بالقلق وعدم الاستقرار ويمارس علينا سياسة الاقصاء وكتم الأفواه كل من تكلم عن رفضه للتواجد العسكري قاموا باعتقاله وترحيله الى عتق او مأرب وكأننا لازلنا نشهد مليشيا الحوثي متواجدة منذ العام 2015 حيث قاموا باعتقال مدير عمليات الحزام قطاع شقرة ناصر امصلاحي وعدد من قبيلة المقور ونقلوهم الى عتق وذهبنا نبحث عنهم ومن مسؤول الى مسؤول وطالبناهم بإطلاق سراح المعتقلين من ابناء شقرة وتلقينا وعودا وحتى اللحظة لم يتم الافراج عنهم.

مدينة تحتضن السياسيين الهاربين في الحروب

وقال احد الوجهاء بالمنطقة الأخ وجدي سعيد: شقرة منطقة ساحلية يعتمد غالبية سكانها على الاصطياد البحري، وهي حاضنة لكل السياسيين الذين يهربون من سياساتهم الفاشلة في الحروب السابقة التي شهدها الجنوب، واخرهم الرئيس علي ناصر محمد.
وأضاف: وببقائهم تجرع ساكنوها أسوأ الممارسات و"الاستعراضات" العسكرية، وآخرهم من يسمى بجيش الشرعية الذي خرج منهزما من قوات الانتقالي في عدن بعد أن حاصر أبناء عدن والجنوب عامة وافقدهم أبسط مقومات الحياة، واليوم يحط في هذه المدينة مدينة التعايش ليعكر صفو حياة اهلها ويحول أسواقها الى مسارح لجرائمه.
وطالب وجدي التحالف العربي بالتدخل ووضع حد لهذه التصرفات التي تنذر بكارثة لأبناء مدينة شقرة، كما وجه رسالة الى القيادة المرابطة في المدينة لوضع حد وضوابط تلزم كافة المرابطين من جنود وما يمتلكونه من معدات عسكرية ووضع ضوابط رادعة، ما لم فإننا نحن أبناء المنطقة بكل شرائحها المجتمعية لن نقف مكتوفي الايدي.

عودة القوات الشمالية إلى الجنوب
قال الناشط الشاب أنور أبو آية، من أبناء شقرة، سئمنا كثيراً من هذا الوضع المزري في منطقتنا بعد أن شاهدنا عودة عسكر شماليين من جديد بعد أن طردناهم عقب حرب الحوثيين، وللأسف عادوا من جديد بأيادي جنوبيه للنيل من حرية شعب الجنوب الذي ضحى بالآلاف من الشهداء في سبيل الحرية والاستقلال، ومن جانب اخر اصبح وجود قوات الاصلاح بكثافة داخل الأسواق عائقا للمواطين في حركتهم ويشعرون بقلق شديد لأنه اكثر من مرة يحصل اطلاق رصاص بين الجنود انفسهم، وشاهدت قتيلا بأم عيني امام شركة العمقي، ومقتل جندي من قبل زميل له، فهم لا يبالون بوجود طلاب مدارس عائدين من مدارسهم ولا يبالون بمواطن يريد قضاء حاجته من السوق، وكل مشاكلهم بالسوق سببها (الصرفة).

مطالبات بخروج قوات الإخوان من المدينة
وشرح لنا الأخ يسلم أبو علي، قائلا: مدينة شقرة الساحلية تقع في محافظة أبين تتبع إداريا مديرية خنفر وسياسيا تتبع مديرية زنجبار عاصمة المحافظة ويتعامل معها كمركز تابع للمديرية في نشاطها وتربط باقي مديريات المحافظة بالعاصمة زنجبار وبعض المحافظات.
وأضاف: ظلمت شقرة في التقسيم الاداري، فمساحتها مساحة مديرية وبها مقومات اقتصادية ترفد البلد بمنتجاتها السمكية، ومعظم سكانها صيادون، ويتوافد إليها الصيادون من مختلف المحافظات للعمل فيها، لكن الأحداث التي مرت بها أثرت على حياة الصيادين والمواطنين، حرب القاعدة في العام 2011م وحرب الحوثي في العام 2015م وأخيراً حرب الإخوان المسلمين باسم الشرعية، حيث كان المواطن يتعشم خيرا بعد اتفاق الرياض ولكن تعنت شرعية الإخوان لا يريد حلا لمعاناة المواطن البسيط الذي يعتمد على البحر في مصدر عيشه، ونحن في المنطقة تأثرنا من هذه القوه المتواجدة من خلال مضايقة الصيادين والمواطنين حيث توجد مواقع عسكرية بالقرب من سكنى المواطنين، بالإضافة إلى الاقتتال فيما بينهم في السوق العام، وإطلاق الأعيرة النارية، وعليه نطالب هذه القوات بالخروج من المدينة.