عرض الصحف

الجمعة - 17 يناير 2020 - الساعة 02:08 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

رصدت تقارير صحافية رهان الدول الأوروبية على استعادة زمام الأمور في ليبيا بعد فشل محادثات رعتهما روسيا وتركيا في موسكو.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن الدول الأوروبية تحاول حجز مكان لها مع تراجع دورها بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية في ليبيا، في مقابل هيمنة تركيا وروسيا على الملف.

فرصة أوروبية

عكس انصياع أطراف القتال في ليبيا للهدنة التي اقترحتها أنقرة وموسكو التأثير الكبير للعاصمتين في النزاع، خاصة أن هذا الانصياع يأتي بعد تسعة أشهر من القتال.
وقالت صحيفة "العرب" اللندنية في تقرير لها، إن الدور الروسي في ليبيا يهدد نفوذ أوروبا جنوب المتوسط كما تقلق أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الأوروبية التي رفضت الاعتراف باتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع ليبيا والتي تتيح لتركيا التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، ما دفع بالأوروبيين إلى التدخل جدياً لمحاولة حل الأزمة الليبية.
وعرضت الصحيفة آراء عدد من المراقبيين ممن قالوا إن المشير خليفة حفتر لم يخسر موسكو، كما تدعي أنقرة، مبررين ذلك بأن عدم التوقيع على الوثيقة كان مرتبطاً أساساً بضرورة تبني وسائل تساهم في الحد من انتشار الإرهاب في ليبيا وإنهاء حكم الميليشيات والكتائب المسلحة، والتي تقف روسيا في مقدمة الدول المناهضة لها، ويرى المراقبون في ذات الوقت بأن التعاون الروسي – التركي بشأن ليبيا لا يخفي تباعد المواقف بشأن الجماعات المتشددة التي تفاخر أنقرة باحتضانها ودعمها، بينما تدينها وتحاربها موسكو بشتى الطرق.

كواليس

بدوره رصد جبريل العبيدي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أسباب فشل مفاوضات موسكو، قائلاً إنها فشلت لأنها بنيت على جرفٍ هارٍ، كان أساسه تقاسم مصالح تركية - روسية تتقاطع من إدلب السورية إلى طرابلس الليبية وغاز المتوسط على حساب الليبيين.
وقال العبيدي "فشلت مفاوضات موسكو بسبب نقاط خلافية جوهرية، من أبرزها مطلب السراج بانسحاب قوات الجيش الوطني الليبي من مواقعه التي سيطرت عليها في معركة طرابلس، وهو ما رفضه المشير حفتر، بينما رفض السراج تسليم الميليشيات سلاحها للجيش الليبي، كما رفض تجميد الاتفاقية مع تركيا".
واختتم الكاتب مقاله بالقول "إن الذهاب بالأزمة الليبية إلى برلين عجل بفشل مفاوضات موسكو، فرئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، يرى أن مؤتمر برلين لا يزال قائماً. وعلى الرغم من رفض المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع حكومة الوفاق، تبقى حقيقة لا يمكن القفز عليها هي أنه لا يمكن لليبيا أن تستقر إلا بدحر الميليشيات، وأن لا مهادنة معهم".

أين ليبيا؟

من جهته طرح الكاتب والمحلل السياسي أحمد الفيتوري تساؤلات عن ليبيا قائلاً في مقال له بصحيفة "الوسط" الليبية .. أين ليبيا؟
وقال الفيتوري إن الكثير من دول العالم والمؤسسات الدولية لم تعني برصد الحالة الليبية، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات، موضحاً أنه وحتى مؤتمر برلين فمن الممكن أن تغيب عنه الأطراف الليبية. وأشار الفيتوري قائلاً "حتى مؤتمر برلين الثاني، المزعم عقده حول ليبيا، الأطراف الليبية غير مدعوة له، كما تسرب عن اللحظات الأولى للإعداد له، وغير ذلك من تفاصيل".
وأضاف الكاتب أن ليبيا تعتبر بمثابة حجر الأساس المنسي، فهي مؤشر إقليمي هام على أفول (الإسلام السياسي) وأثبتت ليبيا أيضاً أنه لا يوجد أي مستقبل لمشروع الدولة الدينية.

وأشار الكاتب إلى أهمية ليبيا قائلاً "ليبيا حجر أساس منسي، في بحر متوسط ولكنه قلب في عالم قديم، يعاد استحداثه، فالتاريخ يمكن نسيانه، لكن الجغرافيا لا يمكن نسيانها...ليبيا حجر أساس منسي، حتى وإن نسي، لا يمكن استبعاده إلا إلى أجل محتوم، كما أستراليا، حيث الحرائق تنبئ، بأن العالم لم يعد العالم ما نعرف".