عرض الصحف

الثلاثاء - 28 يناير 2020 - الساعة 11:06 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

يطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أو ما يطلق عليها إعلامياً "صفقة القرن".
وأشارت صحف عربية صادرة، اليوم الثلاثاء، إلى أن طرح هذه الصفقة يأتي وسط رفض فلسطيني يؤمن بأن الصفقة ستمثل إسفيناً جديداً في نعش القضية الفلسطينية وتصفيتها بالكامل.

إسفين جديد

أجمع الفلسطينيون على أن ما يفعله ترامب ليس بالجديد على السياسة الأمريكية، بل يدخل في خانة الامتداد لسياسات متراكمة تدفع إلى استكمال ما فرضته اتفاقية أوسلو عام 1993 من واقع سياسي وأمني استيطاني.
وأشارت صحيفة "العرب" اللندنية إلى أن هذا الواقع الذي ساعدت الولايات المتحدة في بلورته حققت عبره إسرائيل إنجازات على حساب حقوق الفلسطينيين المعترف بها دولياً، وقالت الصحيفة إن "توقيت الإعلان عن الصفقة مشبوه يأتي خدمة لمصالح شخصية وحزبية لكل من ترامب ونتانياهو".
فضلاً عن خدمة هذه الصفقة لترامب سياسياً، حيث يواجه محاكمة لعزله، وفي ذات الوقت من المقرر أن يبتّ البرلمان الإسرائيلي خلال الساعات المقبلة في طلب رئيس الوزراء الحصول على الحصانة من المحاكمة بتهم الفساد.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني وديع أبونصار، إن "توقيت صفقة القرن يأتي لإنقاذ نتانياهو، مستبعداً أن تقدّم الصفقة أي حق للفلسطينيين".
وأضاف أبو نصار في حديثه للصحيفة "توقيت الصفقة مشبوه ويأتي بالتوازي مع بداية جلسات الكنيست للبت بحصانة نتانياهو، ترامب يريد أن يساعده، ويساعد نفسه كي يظهر أمام اليمين المتطرف بالولايات المتحدة أنه قادر على تقديم شيء لحماية إسرائيل"، واعتبر أبو نصار أن الوضع الذي تمر به القضية من أصعب الأوضاع بسبب غياب "الاستراتيجية الوطنية".

مولود ميت

من جهته وفي مقال له بصحيفة "البيان" الإماراتية أشار الكاتب أمجد عرار، إلى ان صفقة القرن ليست سوى مولود ميّت من الناحية الدبلوماسية والسياسية بسبب سياسات ترامب.
وقال الكاتب: "إنه من النادر في الدبلوماسية الدولية، أن يرتدي طرف ما عباءة الوساطة بين طرفين متحاربين، ويقدم على طرح مبادرة "تسوية" بعدما يشبعها تنسيقاً ونقاشاً مع أحد طرفي الصراع، ويتجاهل تماماً الطرف الثاني".
وأشار إلى أن هذا ما فعله ويفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في طرحه خطته التي باتت تعرف بـ "صفقة القرن" والتي يرفضها الفلسطينيون قبل إعلانها، ذلك أنهم عرفوا مضمونها مسبقاً من خلال التنفيذ الفعلي على الأرض.
وأضاف "الرئيس الأمريكي خلال السنوات الثلاث الماضية التي يجري فيها تداول الصفقة غير المعلنة، أهدى القدس موحّدة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، وأقفل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية، أحد طرفي اتفاقية أوسلو الموقّعة برعاية واشنطن، وأوقف المساعدة الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".

اعتبارات انتخابية

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي المصري حسن أبو طالب إن "طرح صفقة القرن يأتي على وقع محاكمة عزل الرئيس ترامب في مجلس الشيوخ"، موضحاً أن الرئيس الأمريكي كان يمكن أن يطرح هذه الصفقة سابقاً، إلا أنه يرغب في طرحها الآن لعدة عوامل.
وأجمل أبو طالب هذه العوامل في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" قائلاً إن "ترامب يرغب في أن تساعده هذه الصفقة سياسياً من أجل تجنب أزمته السياسية التي تتصاعد مع طرح مشروع قانون لمحاكمته، والتأكيد في ذات الوقت على إنه رئيس ناجح يستطيع طرح صفقات السلام وضمان أمن إسرائيل ودعمها ، الأمر الذي يمثل قاسماً مشتركاً بين مكونات المؤسسة السياسية والأمنية الأمريكية".
وتطرق إلى رؤية السلطة الوطنية والقوى الفلسطينية للصفقة قائلاً "من الممكن أن يعتقد بعض من كبار مسؤولي السلطة الوطنية الفلسطينية، أن التأييد العالمي للحقوق الفلسطينية كفيل بأن يعيد الحق المشروع، ويسهم في تحوله إلى واقع، وكفيل بأن يفشل "صفقة القرن" وكفيل بأن يقنع الولايات المتحدة بأن تكون أقل انحيازاً، بيد أن المؤكد تاريخياً أن الحقوق مهما كانت مشروعيتها لا تتحقق بالأماني؛ بل بالعمل والإرادة والدعم الشعبي وتماسك المجتمع، وهي شروط غائبة عن الحالة الفلسطينية في الوقت الراهن".

الموقف الأردني

وأشار الكاتب الصحفي فهد الخيطان إلى استباق الأردن للإعلان الأمريكي المقرر عن خطة السلام "صفقة القرن" منتصف الأسبوع الحالي، بخطاب سياسي يذكر الجميع بثوابت الموقف الأردني، التي طالما رددها في المحافل الدولية، وعنوانها الرئيسي، السلام كخيار استراتيجي، وفق مبادئ الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأشار الخيطان في مقال له نشرته صحيفة "القدس" الفلسطينية إلى ضرورة أن يعرف الجميع حدود الدور الذي يجب أن يلعبه الجميع في المواجهة مع الإدارة الأمريكية، معتبراً أن أي مواجهة ستمثل خسارة صافية للأردن، في ضوء موقف عربي ضعيف ومتهالك.
ونبه الخيطان إلى أهمية نبذ القوى الفلسطينية للخلافات قائلاً: "يتعين على القوى الوطنية الفلسطينية أن تعلن فور إطلاق الخطة الأمريكية عن نبذ خلافاتها والالتفاف حول وحدة الهدف الفلسطيني، وتشكيل جبهة وطنية موحدة تخاطب العالم بصوت فلسطيني واحد، وتتقدم لعمقها العربي ببرنامج عمل للمرحلة المقبلة".