عرض الصحف

الأربعاء - 29 يناير 2020 - الساعة 10:45 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

طرحت عدد من الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء معالجات للخطة الأمريكية للسلام في فلسطين، وأجمعت هذه الصحف على محاولة هذه الخطة فرض أمر واقع يكرس تصرفات دولة الاحتلال الإسرائيلية في ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية بصورة تسلب الفلسطينيين حقوقهم.
ووفقاً لهذه الصحف فإن مصير هذه الخطة يبقى مرتبطاً بنتائج الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، مشيرةً إلى أن طرح هذه الخطة يأتي لخدمة المصالح السياسية لكلا من الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي على حد سواء.
مثيرة للجدل
وفي التفاصيل، قال الدكتور حسن مصدق إن "صفقة القرن تعد من أكثر المبادرات المثيرة للجدل"، موضحاً في مقال له بصحيفة "العرب" اللندنية أن السبب وراء إثارة هذه الصفقة للكثير من الجدال هو قيامها برفع شعار إيجاد حلول جذرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتجاوز كل المبادرات المتعثرة التي قدمتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة والمجتمع الدولي طوال عقود.
وأضاف مصدق قائلاً: "على عكس ما سبق، وضعت الخطة الأمريكية قاطرتها على سكة تضع السلام الاقتصادي أمام السلام السياسي قبل التعرض لقضايا التسوية السياسية خلال فترة تمتد إلى 4 سنوات، وهو ما أثار عدة أسئلة حول أهداف الصفقة بغض النظر عن شرعية أو عدم شرعية الاقتراحات التي تحبل بها بعد طول انتظار لتفاصيل الحل السياسي." ، مضيفا في ذات الوقت إن الخطة ترتكز على رؤية بتأكيدها أنها تحتوي على حل واقعي يقوم على حكم ذاتي محدود.
وأشار الكاتب أن هذا الحكم يشمل مساحة 70%من الضفة الغربية، يمكن أن تكون عاصمتها الإدارية بلدة "شعفاط" أحد أحياء شمال شرقي القدس، الأمر الذي يزيد من دقة الموقف السياسي للخطة.
احتلال دائم
وبدورها، قالت بل ترو في تحقيق نشره موقع "انديبندنت عربية"، إن "خطة ترامب تكرس لاحتلال دائم للأراضي الفلسطينية"، مشيرةً إلى أن الكثير من بنود الصفقة التي تم الإعلان عنها ليس بالجديد أو المفاجئ .
وأشارت ترو إلى أن بعض من جوانب هذه الخطة أميط اللثام عنه في مملكة البحرين العام الماضي، غير أن اللافت تجنب غيراد كوشنر صهر الرئيس وكبير مستشاريه الحديث عن الاحتلال.
وقالت ترو: "تجنب كوشنر الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وعن الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين في غزة، وعن الرغبة الفلسطينية في الدولة. وبدلاً من ذلك، تحدث كوشنر عن "مجتمع" فلسطيني يمكنه الاستفادة مالياً إذا أذعن".
وقالت الكاتبة أن توقيت وطريقة الإعلان عن خطة ترامب يأتي مدفوعا بأجندات أمريكية وإسرائيلية، مشيرةً إلى أن ترامب يتجه نحو الانتخابات في وقت يخضع لمحاكمة في الكونغرس، بينما يقود نتنياهو حملة لإعادة انتخابه بينما تلاحقه لائحة من الاتهامات.
مهرجان المزايدات
ومن جهته، قال الكاتب مشاري الذايدي في مقال له بصحيفة "الشرق الأوسط" إنه ومع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تفاصيل ما سمي خطة القرن أو صفقة القرن، لحلّ القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، تفتح من جديد مزادات الكلام وأسواق المزايدات.
وقال الذايدي " لنجاح أي صفقة لا بدَّ من موافقة الطرفين عليها، لا يكفي طرف واحد ولا ضغط الوسيط أو الراعي الأكبر، وحتى الآن يبدو الطرف الفلسطيني في حالة رفض كامل للصفقة". وعقد الزايدي مقارنة سريعة بين هذه الصفقة وبين مبادرة السلام العربية منبها إلى بخس صفقة ترامب للحقوق الفلسطينية.
وقال: "مبادرة السلام العربية كان هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل".
وحذر الذايدي مع خطورة تاثير ما يطرح ومحاولة قوى الإخوان وإيران استغلاله لتحقيق أكبر قدر من المكاسب قائلا "للأسف الشديد، سنرى في هذا العام، سوقاً كبيرة للمتاجرة من جديد بالموضوع الفلسطيني، دون أي شعور بالمسؤولية «والواقعية» تجاه هذا الشعب المنكوب".
كارثة
وفي تحليل له قال الكاتب الصحفي الفلسطيني رجب أبو سرية إن "ما قام به الرئيس الأمريكي بالإعلان عن هذه الصفقة ليس إلا كارثة ستحل بالمنطقة"، وأشار عبر صحيفة "الأيام" الفلسطينية أن الوقت سيمر حتى يدرك الإسرائيليون أولاً، والأمريكيون ثانياً، حجم الكارثة التي أوقعهم بها دونالد ترامب وطاقمه فداحة ما قاموا به.
واشار الكاتب إلى أن سرعة الإعلان عن الصفقة يأتي لعدة اسباب ، الأول هو محاولة التخلص من عبء الصفقة نفسه، والإبقاء على بعض من الموظفين خاصة جاريد كوشنير، حيث لن يتم الاستغناء عنهم أو إقالتهم بعد أن تفرغوا لإعداد الصفقة نحو 3سنوات.
ثانياً، محاولة إنقاذ نتانياهو في مواجهة صناديق الاقتراع، حيث تعود ترامب في المناسبتين السابقتين على تقديم الهدايا له.
ثالثاً - محاولة إنقاذ كليهما - نقصد ترامب ونتانياهو من إجراءات المساءلة الداخلية، التي وصلت بالأول إلى درجة العزل، والثاني توجيه الاتهام القضائي.
واستبعد الكاتب أن تؤدي قرارات ترامب إلى أي نتيجة قائلاً إن "الكثير من القرارات لم تغير من واقع الحال شيئاً، فكل الصراعات الدولية لم تحل بقرارات أو إعلانات من جانب واحد، بل تحدد مصيرها بما قام به الطرف الآخر أيضاً".