كتابات وآراء


الأحد - 09 يوليه 2017 - الساعة 03:33 م

كُتب بواسطة : حسين لقور - ارشيف الكاتب


أي حزب أو منظمة سياسية تنشأ على فكرة محددة و تضع هدف أو رؤية تسعى للوصول إليها, هذا أمر معروف.في علم السياسة وعليه نضع السؤال لماذا قام المجلس الانتقالي الجنوبي و كيف ؟

كانت فكرة وجود حامل سياسي جنوبي تتجذر في وعي كثير من الاخوة الذين استشعروا مسؤوليتهم بل ومطلب شعبي بعد سنوات من النضال الجماهيري والحراك السلمي و للإجابة على السؤال الكبير ( الى متى نظل نخرج في مسيرات ومليونيات بعد ان حصلت تغييرات في الواقع اليوم لمصلحة قضية الجنوب بعد بدء عاصفة الحزم وكذلك للرد على كل حديث مع أي طرف سياسي داخلي او إقليمي او دولي يسأل متى سيكون لكم عنوان واحد في الجنوب يمكن الحديث معه كممثل للقضية الجنوبية ؟.

و من هنا المنطلق شعرت القيادات الموجودة على الأرض مع الكثير من السياسيين الجنوبيين في الخارج وتشكلت لجان تنسيق لهذا الغرض حيث أدركت أن المسؤولية عليها بعد ان فشلت كل المحاولات للاتفاق على حامل سياسي و التي قادها بعض الشخصيات الجنوبية السابقة في الخارج لأنهم لم يتفقوا على الهدف والرؤية.



عندها بدأ التشاور الجاد والمنظم حول المجلس وكان هناك إصرار من البداية على أهمية و أولوية تحديد رؤية واضحة لا لبس فيها لأنه دون ذلك يعني الفشل و حصل توافق على أن هدف أو رؤية هذا القوى السياسية هو( بناء دولة جنوبية مدنية اتحادية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتلتزم بالمواثيق الدولية وحرية العمل السياسي اللاعنفي و الفكر و الثقافة ) و تم الاتفاق على هذا بين من شاركوا في الحوارات و في أثناء هذا التشاور حصل الإجراءات السياسية المفاجئة التي اتخذها الرئيس هادي لتفرض واقعا جديدا يهدد سياسة التمكين التي قبل بها الجنوبيون بعد الانتصار وتحرير عدن و الجنوب من الاحتلال اليمني و من عصابات الحوثي و تحالفوا على أساسها مع الرئيس هادي ولذلك كان لا بد من تشكيل المجلس سريعا حتى لا يغيب الجنوبيون عن الاستحقاقات السياسية التي يتم التحضير حاليا لها حلول سياسية قادمة لحل المسألة اليمنية والقضية الجنوبية .

لقد جاء المجلس ليوحد الطيف الأكبر من شعبنا و تلبية لحاجة سياسية تتعلق بموقع القضية في هذا الصراع و ترك الباب مفتوح لجميع القوى المؤمنة بحق الجنوبيين في استعادة هويتهم وبناء دولتهم الجديدة.

على ضوء هذا فإن كل القوى الجنوبية مدعوة للحوار حول كيفية الوصول الى الدولة الجنوبية والاتفاق على إدارة المرحلة لتوسيع جبهة القوى الجنوبية وقطع الطريق على محاولات نظام صنعاء من اختراق العمل السياسي في الجنوب لهذا ولغيره من الأسباب أقول ان تشكيل المجلس كان قرارا صائبا وفي توقيت مناسب.

أما القوى الجنوبية التي لديها مشاريع غير قيام الدولة الجنوبية فهي حرة ولا يمنع هذا الحوار معها حول المشتركات و في الأخير سيكون الحكم بين الأطراف هو الشعب حين يحين موعد الاستحقاق السياسي و عندها من انتصرت فكرته لا يعني أنه قد هزم الآخرين بل هو خيار رأته الجماهير و يستمر التنافس السياسي على تقديم ما هو افضل للجنوب.

هل يمكننا كجنوبيين ان نستوعب هذا و نحققه و نثبت أننا فعلا نستحق هذا الوطن ...الأيام و الأشهر كفيلة بإظهار الحقيقة.