كتابات وآراء


الخميس - 13 يوليه 2017 - الساعة 04:10 م

كُتب بواسطة : سـام الغُــباري - ارشيف الكاتب



لن يتوقف الهاشميون عن تدميرنا وسرقتنا ، يفعلون ذلك بإستخدام السلاح المصوب على رأس كل يمني . لو أن بقايا الاتراك في اليمن تجمعوا من جديد وتولى أمرهم زعيم مثابر يحثهم على غزونا من الداخل لاستعادة الحكم العثماني واعلان انفسهم "باشاوات" جدد ، ما الذي سنفعله ؟ ، سنقاتلهم كما نقاتل الهاشميين الذين تجمعوا تحت ظلال الإرث الديني المزعوم الذي يتحدث عن سلطة ممنوحة لهم من السماء وبأمر النبي المصطفى صلوات الله عليه .

- جولة حثيثة في القرآن الكريم تكشف أن الله لم يقل شيئًا عن ذلك بخلاف أمره للنبي العظيم بإنذارهم لإتباع طريق الحق ، وسورة كاملة تهاجم عمه وزوجته وتتوعدهم بالنار وحبال المسد ، بينما خصص القرآن سورة كاملة عن "سبأ" ومواضع كثيرة للحديث عن ملكتهم الحكيمة ، ومدحًا في خير قوم "تبع" . في الحديث النبوي لا وصاية لأقارب محمد صلوات الله عليه من أي جهة على المسلمين الذين آمنوا بالله ، وقد أكد ذلك تتويج ثلاثة خلفاء راشدين لا ينتمون لنسب النبي بعد وفاته وصعود أخير لـ علي بن أبي طالب" في مبايعة "ثورية" جلبت وراءها الكثير من الصراعات والحروب العبثية .

- هذا كل شيء ، فمحبة النبي صلوات الله عليه واجبة على كل مؤمن يرى فيه مثالًا للهداية ، إلا أن عكس المحبة على بعض اقاربه بإعتبارهم "مصابيح الهدى" الذين لا جدوى لحياتنا او اسلامنا بدونهم هراء وثني لا أساس له ، وكل محاولات الاستغلال الهاشمية لإسم النبي صلوات الله عليه في حكم الناس لم تكن ذات جدوى في الأثر الاسلامي إلا بعد مرور فترة الحكم الأموي التي خلقت نظامًا توارثيًا جديدًا وظهور العباسيين في المشهد تحت لافتة الهاشمية حتى اسقاطهم على ايدي المغول بتعاون مع الفرع العلوي في الهاشمية ما أدى الى سقوط القدس إيذانًا بعلاقة لم تكن ناضجة بين الصهيونية والهاشميين .

- ظهرت الفاطمية في مصر فقمعها صلاح الدين وأكراده واستعاد القدس ، وظهرت الزيدية الهادوية في اليمن فحاصرها علي بن الفضل واتباعه ، وكانت كل الإماميات الجغرافية أداة لجلب الحروب في العالم الاسلامي حتى ظهور العثمانية مرة تلو اخرى انتهاء بزوالها مع سقوط القدس بمؤامرة هاشمية - بريطانية تضمن لهم الاستيلاء على مكة والمدينة بعد اندحار العثمانيين واهداء فلسطين للبريطانيين الذين تنازلوا عنها بعد ذلك للعصابات الصهيونية .

- بقايا الهاشميين في اليمن يدفعون ثمنًا مكررًا للصراع التاريخي الذي دفعه أسلافهم ، مهمتهم الوحيدة إبقاء روح سلالتهم حيّة بالتغذية العنصرية وصولًا الى مكة واستعادتها ، كما يفعل الصهاينة الذين يرون أمجادهم في ما وراء القدس وما تحتها ، وقد صار لفلسطين إسم جديد ومتكرر في الاعلام ، "غزة" او "الضفة" توارت فلسطين خلف هذين الاسمين وبعد عقود من الزمن سيثير ذلك الاسم سخرية الاجيال القادمة كما يثيرها اسم "الخليج الفارسي" الذي تغير الى "الخليج العربي" بفضل عروبة "مصر" .

- في الصراع اليمني يخوض الهاشميون ايضًا حربًا على طبقاتهم الداخلية ، فهواشم المدن يدفعون بهواشم الريف الى الحرب تحت زيف العبارات الرنانة ، مهمة الأولين بناء الاضرحة وتزيينها لضحايا القرى الذين تحصدهم آلة الموت في كل المواقع التي يحاولون غزوها ويعودون منها جثثًا متناثرة . يستمر هواشم المدن في ارسال دعوات الزفاف لابنائهم وارسال برقيات العزاء لهواشم الريف ، عنصرية داخل الجسد العنصري واستغلال اقتصادي واستنزاف مخيف للجيش الهاشمي الأبله خدمة للمدينة الهاشمية الأكثر دلالًا وحضوة ورخاءً .
- لا شيء أكثر وحشية ودموية من العنصرية الهاشمية او الصهيونية ، تحركها مصالحها الاقتصادية للوصول الى السلطة المطلقة على العالم ، ويبدو جميع المسلمين والمسيحيين وعبدة الأوثان والملحدين مجرد ضحايا لاتباع الأسباط او الأئمة الاثنا عشر .. هكذا يفسر الشاعر العظيم عبدالله البردوني عمق الألم بسؤاله : لماذا أبولهب لم يمت ؟ .. ويجيب : لأن الذي مات ضوء اللهب .
ابو لهب ما يزال حيًا .. مغرورًا بماله وسلطته !