كتابات وآراء


الثلاثاء - 18 يوليه 2017 - الساعة 04:35 م

كُتب بواسطة : محمد علي العولقي - ارشيف الكاتب



يمكنك أن تلتقط صورا للذكرى أمام تراكمات أرشيفه الصحفي المتنوع والمختلف وصفا وابداعا ..
* لم يكن الاستاذ (جعفر مرشد) ضمير الاعلام الرياضي الجنوبي .. ولم يكن (مرشدا) لقاموس اللغة بجماليات مفرداتها وتراكيبها فقط ..
* كان (جعفر مرشد) الله يرحمه .. نبتة (رياضية) شاملة .. سرعان ما نمت حتى أصبحت شجرة اعلامية وارفة أصلها ثابت وفرعها في السماء ..
* كان (كوكتيل) رياضي في (كشكول) رياضي يتشكل في مرحلة .. كان فيها (جعفر مرشد) قناة أرضية متنقلة .. و (ترانزستور) متحرك ..
* لم يكن (جعفر مرشد) من انصار مدرسة (التخصص) .. كما أنه لم يكن حبيسا لنمط تقليدي .. يخلو من التراكيب الرياضية المثيرة ..
* يصفه بعض من عاصره وزامله .. أنه كتلة من مشاعر أدبية فياضة .. ويشهد من تتلمذ على يديه أنه (جامعة) اعلامية بمحاضريها واساتذتها وطلابها ..
* أنه في نظر مدوني التاريخ الحديث باهي الجبين الذي يزداد تألقا ولمعانا كلما مرت به سنوات العطاء المتدفق كسيل رياضي جارف لا يحده بحر (صيرة) . . ولا شط (الغدير) ..
* تشكل (جعفر مرشد) وذاب في محيط رياضي ينبض بالحركة والبركة .. وكان عليه أن يتحول الى عداء أولمبي ليواكب ذلك النشاط الزاخر في (عدن) .. كان أشبه برحالة يلتقط المشاهد .. يؤرشفها .. وينفخ فيها من روحه .. فتبدو للرائي المستهام مسلسلات تحبس الأنفاس ..
* لم يكن (جعفر مرشد) صحفيا نمطيا كلاسيكيا .. لم يتقعر خلف مكتبه ويمارس على الآخرين دور (الاستاذية) العمياء .. بل كان يصول ويجول في الملاعب المختلفة ليصنع من الحدث شهدا للمتابعين .. لم يتقاعد عن دوره التوعوي الا لما اشتكت قدماه من مشقة السير والمسير ..
* ظل الجمهور الرياضي في الجنوب يشاهد الوصف الكامل للمباريات من خلال صوت (جعفر مرشد) ..
* لا غرابة في ذلك فقد كان (جعفر مرشد) دقيقا في الوصف .. رشيقا في الطرح .. بسيطا في دغدغة أذن المستمع التي تعشق قبل العين أحيانا ..
* حطمت زاويته (الركن الرياضي) في اذاعة (الجنوب العربي) أرقاما قياسية في المتابعة المثيرة التي تنقل الحدث الرياضي الطازج مساء كل يوم ..
* يشعرك (الله يرحمه ) أنه أكثر لياقة من لاعبي كرة القدم .. في كل حدث يتواجد .. في كل عيد حاضر .. وفي ومخلص لهوايته الصحفية التي أهداها شبابه وعمره وحياته ..
* يحوم (جعفر مرشد) في البستان الرياضي مثل فراشة ملونة مغرية الى أبعد الحدود .. ألوانها القزاحية تسر الناظرين ..
* في مساء كل يوم يطمئن على طبخته الصوتية .. يصنع مع المستمعين حوارا خاصا .. يتعاطى (جعفر مرشد) مع ميكروفون الاذاعة برقة محب سهران وعاشق ولهان .. علاقة حميمية متفردة في العشق لا تقل اخلاصا عن حرب (روميو) لليدي ( جوليت) ..
* كان (جعفر مرشد) صحفيا شاملا يؤمن أن الصحافة نشاط وحركة وبركة .. يطارد الخبر مثل أي (مخبر) .. وعندما يعتقله يقدمه للقارئ أو المستمع كقضية مكتملة الأركان ..
* وضع الأساس للاعلام الرياضي الجنوبي الى جانب عمالقة .. نقلوا الحدث الرياضي من (ظلام) الجهل الى (نور) المعرفة ..
* و عندما يطالعنا العزيز (وديع أمان) بمعبد ذكرى (جعفر مرشد) .. فهو يديننا نحن الجيل الحالي بأننا تائهون في محراب التصحر .. نتساءل في بلاهة عن (عيد) الراحل (جعفر مرشد) . . بأي حال عاد يا (عيد باهي الجبين ) ..؟
* لمدرسة الفقيد الغالي (جعفر مرشد) رنين عتيق .. يسمع صداه الى أبعد مدى .. فهو الرومانسي الذي يذكرك بروعة الفن .. وجمالية العطاء الذي لا يتوقف عند مجال محدد ..
* كان بيت (جعفر مرشد) صالونا فنيا وأدبيا يغازل صالون (مي زيادة) .. وعندما تجتمع الرياضة بأبعادها الفلسفية والفكرية .. مع الفن بتنوع تراثه وألوانه .. تتلاقح الموهبة مع المكان .. فتنتج حقلا مبدعا بمقامات فنية ورياضية مبهرة ..
* رحم الله الاستاذ (جعفر مرشد) .. الذي عاش على (الستر) .. وتنكر له جيل متسلق .. يقتل القتيل ويمشي في جنازته .. والشكر موصول للأخ (وديع أمان) .. الذي صفع اعلامنا الغافل بهذه اللفتة الانسانية الرائعة .. وهو يذكرنا بتاريخ (باهي الجبين ) الاستاذ الاعلامي القدير (جعفر مرشد ) ..!