كتابات وآراء


الإثنين - 31 يوليه 2017 - الساعة 04:05 م

كُتب بواسطة : نجيب يابلي - ارشيف الكاتب


وأنا أقلب أرشيفي وقعت عيني على لقاء أجرته الزميلة (الأمناء) يوم 7 نوفمبر، 2012م مع الجهبذ الشيخ طارق محمد عبد الله المحامي قال فيه: "لا أتوقع نجاح الحوار الوطني على الرغم من أن القضية الجنوبية في رأس القائمة.. الجنوب ليس لديه زعيم وطني بتبعيه الأغلبية، وسنبقى منقسمين فيما بيننا البين".

مر على هذا اللقاء خمس سنوات، وأترك للقارئ تقييم الموقف الذي يعيش استدامة القلق والأرق والدم والبسط على الأرض والنهب والتقطع في النقاط لأن النقاط الأمنية لا تخضع للأمن العام وإنما لجماعات أو ميليشيات.

الجمعة الماضية وفي مدينة الشيخ عثمان يدخل شباب ملثمون مسلحون إحدى المخادر بغية اختطاف أحد رواد المخدرة وصادف وجود علي البدوي وعدد من أصدقائه وكل مسلحين جاؤوا ليرفدوا العريس بالنقط..

تصدى علي البدوي وقال للملثمين: "نجن جئنا بهذا الشاب إلى هنا وملزمون بإعادته إلى بيته فما كان من الملثمين إلا مغادرة المخدرة وتحرك البدوي وأصحابه لتأمين عودة الشاب المهدد إلى بيته.

السبت الماضي، الشاب وجدان محسن (جده لأمه علي صالح بيحاني من سكان كود بيحان وشخصية اجتماعية معروفة) وجدت جثته مرمية في حي إنماء بعد غياب يومين عن بيته في منطقة البساتين (وهو من سكان كود بيحان في الشيخ عثمان).

الجمعة الماضية، ساد الهدوء والنظام والبهجة والنغمة أجواء المخدرة السالفة الذكر ومع أو بعد العاشرة مساء انطلقت حوالي ثلاث رصاصات ولم يكن الفعل انتهاكا للاتفاق على خلو المخدرة من الرصاص، إلا أن حركة الشباب وصلت إلى الحقيقة ورصدت شابا مخدرا تماما ولسانه ثقيلة بفعل المخدرات التي يروج لها وتباع جهارا نهارا.

كل تلك الوقائع ووقائع مماثلة لا حصر لها في عدن كانت مقدمة لفاجعة السبت، 29 يوليو، 2017م ذلك إن ثلاثة صواريخ حرارية وقعت على معسكر خالد بن الوليد وأسفر الانفجار المريع عن سقوط (13) شهيدا و(20) جريحا كلهم جنوبيون وسنرى كم جثمان ستستقبلها عدن التي ظلت على مدى عامين وهي تستقبل جثامين شبابها ولم نسمع أحدا يقول: إلى متى ؟ لأننا نرى ونسمع مشاهد من الشيزوفلاينيا .. أمور لا نعرف كيف نفسرها؟ يدور الحديث على مر الأيام والأسابيع والأشهر عن قوة أو ميلشيا أو كتائب جنوبية تتبع فلانا .. وأن الكتائب الجنوبية حققت انتصارا من المخا أو تعز أو البقع أو ... وهي مناطق شمالية ودولة وحكومة عبد ربه منصور هادي تتحدث عن دولة الوحدة وكل حديثهم ينصب في مجرى الشرعية وفي خط مواز لذلك يجري الحديث عن القوى أو الميلشيا أو الكتائب الجنوبية ..

إن فاجعة معسكر خالد بن الوليد يوم السبت الماضي لا ينبغي السكوت عنها لأن فواجع ومآسي مشابهه بل وتفوقها حجما تكررت في مناطق شمالية ولا تسمع عن شمالي واحد ضمن القوة، كالضحايا كلهم جنوبيين ثم تقرأ أخبارا مصورة عن سقوط رجال امن أو جيش جنوبيين في عمليات تفخيخ أو اغتيالات تنسب إلى القاعدة ( وعندما تقف أما القاعدة فأنت تقف أمام علي عبد الله صالح وعندما تقف أمام هذا الرجل أنت تقف أمام الموساد الإسرائيلي وال CIA الأمريكية)..

لم نسمع من واقعة اغتيال واحدة استهدفت حاشديا أو سنحانيا على أيدي القاعدة والولايات المتحدة وقوى دولية أخرى تتحدث عن الإرهاب ولا تحدث عن ضحايا القاعدة من الجنوبيين وإنما على العكس القوى الدولية تستهدف الجنوبيين والقاعدة تستهدف الجنوبيين ..

من المسلمات البديهية التي لا تتقبل التشكيك أو الطعن إننا أمام ملعوب استخباري ، خيوطه كلها بأيدي علي عبد الله صالح اللاعب الأساسي في المخطط والرجل قوي وموجود في صنعاء العاصمة والحديث عن العاصمة المؤقتة عدن فالمقصود منه الإعداد لصدام واقتتال جنوبي . جنوبي.. الانتقال الى عدن من صنعاء هدفه 13 يناير الجديدة ..

حتى يتلقط الجنوبيون حجرا ليرموه على المياه الأسنة لتحريكها ؟ متى سيعرفون كفى تقتيلا للجنوبيين ؟ متى سيعلنون في الداخل والخارج لماذا لا تطلعون على القوائم التي أعددناها عن الضحايا الجنوبيين الذين استهدفهم نظام القبلية في الشمال بواسطة مرتزقة جنوبيين..

أقول كفى تهريجا وضحكا على الدقون!! كفى دفعا بشبابنا إلى مهالك معسكر خالد بن الوليد والمخا والحديدة ومأرب والبقع؟؟

اتركوا معسكر خالد بن الوليد لقوة من حاشد وسنحان التي لم تخسر قطرة دم واحدة وإنما سحبت عشرات وعشرات المليارات بالريال اليمني والريال السعودي وكافة العملات الخليجية.