كتابات وآراء


الأربعاء - 16 أغسطس 2017 - الساعة 06:26 م

كُتب بواسطة : حسين الحنشي - ارشيف الكاتب



1)الجذور:
بلد ناتج عن فراغ دولي او سلطة مركزية في بداية القرن الا من وجود بريطاني في عدن مع معاهدات مع مشائخ لا ترقى الى كونها سيطرة مركزية نتج عنه تداخل سكاني مع مناطق تتبع الشمال الذي كانت تحكمه سلطة مركزية محلية نوعا ما هي المملكة المتوكلية .

واثناء مرحلة انحسار الاستعمار وأفول إمبراطوريات الاحتلال بحكم متغيرات دولية وبدء عصر الدولة القومية والاستقلال في البلدان العربية لعبت موجات القومية العربية ثم الصراع بين قطبي الحرب الباردة في تكوين هذا البلد كنظام ودعم رغم عدم وجود قاعدة ثقافية يمكنها تشرب فكر نخبوي كالاشتراكية الاممية التي توحد الأفراد في العالم .

لهذا استمرت القبلية ونزعة الأعراق تحت رماد النظام الاشتراكي حتى تفجرت في صراع دام في 86 كانت شعاراته مخبرية ومحركاته صراع شخصي تحول الى التفاف مناطقي اظهر حقيقة المجتمع ونظامه ونخبه وكان تمزيق للنسيج له ما قبله وما بعدة افرز مكونات مابعد الحرب وأثر على كل شيء بعدها .
أتت المتغيرات الدولية الاخرى وتحديدا انهيار المنظومة الاشتراكية كزلزال في روسيا كانت له هزات ارتدادية في رومانيا وبلغاريا وألمانيا وحتى اليمن حيث سارع النظام في عدن الى الوحدة اليمنية في وضع نسيج الجنوب مهلهل فيه حد التمزق وأصبحت اجنحة الجنوب كلا منها يرى في الشمال اخف ضررا من جناح جنوبي اخر.
ثم كانت حرب عام 94م التي كانت تاثيرات 86 ايضا موجودة فيها وان كان دافعها الأساسي شمالي بحت مدفوع بطمع استغلال تهلهل الجنوب والإجهاز على الفريسة الجريحة كمجتمع ونظام.
ثم ادرك الجنوبيين ككل انهم في طرفي الصراع القديم قدما خدمات لنظام وعتاولة الشمال لضربهما معا فكان التصالح والتسامح والحراك والثورة الجنوبية التي وحدت الجنوب فعلا.

2)فرصة الجنوب

ثم أتى صراع أطراف النظام في الشمال هذه المرة ترويكا الحكم العسكري القبلي المليشياوي الذي كانت ذروته استغلال أبناء حسين الاحمر مع محسن الاحمر الربيع العربي للانتقام من صالح الذي أقصاهم كما يشعرون وقرب أسرته وجعل لها جيش خاص بقيادة نجله.
وانتصروا جزئيا في المعركة الاولى لكن حربهم لم تنتهي بعزل صالح وتفجيره مع شخصيات من نظام حكمه فقد بقي الرجل في الساحة بدعم من الجيران خوفا من امتداد الربيع ولعب على كل الأوراق التي كان يصنعها في المجتمع وركب ثورة المنتحرين الجدد لضرب خصومه ونجح جزئيا بإخراجهم من صنعاء وطمع بإخراجهم كليا من اليمن . وانتصر كزئيا فر انه لم يحسب حساب خوف الجيران من ورقته الجديدة فإيران اكثر ارعابا من الربيع وهي في الخاصرة الجنوبية للمملكة .
لم يستقل الجنوبيين الفرصة ودخلوا الحرب فصائل دون استراتيجية وتداولوا معايرات الصراع في الشمال وخاضواالحرب دون شروط نتيح وجود رئيس البلد الجنوبي الذي ضيع فرصة أنصاف الجنوب واستغلال تمزق ترويكا حكم الشمال بل اصر على كونه يمني ورئيس لكل البلد وليس كصالح الذي استغل مشاكل الجنوب بل ان الرئيس الجنوبي أقصى فريق الجنوب المشارك بمؤتمر الحوار عند ما أوشك هذا الفريق على تحقيق اختراق لصالح الجنوب بنجاح قانوني

3)صراع غريب

والآن هناك لايزال أغلبية الجنوبيين يؤمنون بمبادئ الحراك وثورته لكن تستغرب الصراع بينهم فجميع اطيافهم تؤمن بالقضية وترفعها شعارا لصراعها وجميع القيادات قادمة من الحراك ومشهودة لها ولو سالت الجميع سيرد انه مع الحنوب ورافض مشروع تقسيم الجنوب لكن الصراع يستمر.

هذه المرحلة هي اقرب مراحل الجنوب صراع بكل التداخلات ماضية ولاحقة لكن الجميع فيه يرفع شعار واحد ويؤمن بهدف ذاته!

على ماذا تتصارعون اذا دام الجنوب وحقوقه هدفكم لماذا تخافون خلف الشعارفليطرح كلا رؤيته ليترك للشعب الاختيار دون عداء ومشاحنات.
لماذا تفشلون كناخب وسياسيين ومجتمع في استغلال مايجري في
الشمال؟
فليعمل الكل في كل الاتجاهات ومع كل الحلفاء المختلفين لمصلحة الهدف ذاته دام نحن متفقين دون تخوين او عكس خلافات الحلفاء على مجتمعنا