كتابات وآراء


السبت - 26 أغسطس 2017 - الساعة 05:22 م

كُتب بواسطة : سالم لعور - ارشيف الكاتب


أثار خطاب الرئيس السابق صالح بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء والذي كرس للاحتفال بالذكرى ال 35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام مشاعر غضب المشاركين في الفعالية ، حين ظهر فيه صالح أجبن من نعامة أمام الحوثيين بعد أن سمحوا له بإلقاء خطاب حددوا فيه محاور الحديث ، وإجباره الالتزام بها دون الخروج عن النص للتفاصيل الجزئية بشرط إلا يمس الخطاب المجلس السياسي أو حكومة الإنقاذ أو أنصار الله أو أية خلافات بين طرفي تحالف الحوثي -صالح ، أو أية خلافات أو مهاترات إعلامية ومناكفات سياسية كما تبادلها طرفا تحالف الانقلاب خلال الأيام القليلة الماضية .
ظهر صالح ولأول مرة في حياته بمثل هذا الانكسار والإحباط والضعف والحزن مقارنة بجميع خطاباته السابقة ، واستشف المشاركون وكل من تابع خطاب صالح صبغة طابع " صيغة الإملاءات النصية في خطاب صالح والتي أمليت سابقآ ،بل فرضت عليه ولم يستطيع تجاوزها فأصابه الإحباط واليأس ولم يأت بجديد يرتقي بمثل هذه المناسبة وحشود المشاركين ، وبدت لحظات إلقاء الخطاب علامات تشير إلى نبوءات بفشل صالح وتحالفه مع الحوثيين ، ومغادرة المشهد السياسي في قادم الشهور ، واعتقد ان خطاب صالح لم يرتقي لمستوى أحد بائعي سوق القات من حيث محتوى وسلامة لغة وجزالة ألفاظ الخطاب ، وثراء معلومات مستجدات الأوضاع على الساحة والتي تشهد مواجهات ساخنة وحالة حرب لم تشهدها اليمن منذ عشرات السنين .
خطاب الإملاءات كان ضعيفآ كمناشدة لموظف عادي لحكومة بلاده أن تصرف له راتبه المنقطع منذ عام ، وكان خطاب ابتزازي يهدف للحصول على مزيد من العتاد والمال والفيد ليس إلا مقابل المقايضة والمتاجرة بدماء الأبرياء وحشرهم إلى محرقة الموت وكأن صالح لديه زريبة أغنام سيبيعها بالمال لأسواق بيع ضحايا العيد .
وفيما يتعلق بهيكلة الجيش والأمن التي قام بها الرئيس هادي فجاءت في سياق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني لإصلاح هذه المؤسسات التي بناها صالح كجيش عائلي طيلة 33 عامآ ودعمها بكافة الامتيازات من سلاح وعتاد وأموال من خزينة الدولة وأموال الشعب ، وعلى أساس قبلي ومناطقي وتمييزي غالبيته من الحاشية السنحانية الزيدية وإبعاد كل العسكريين والأمنيين من أبناء الجنوب والمناطق السنية في شمال ووسط اليمن .
وبدلآ من أن يتناول الخطاب الوقوف على مستجدات الحرب في الساحة ومساعي التهدئة والسلام والحوار والالتزام بمساعي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية وقراراتها بذات الخصوص بدأ الخطاب ينحو باتجاه الدعوة للاقتتال فيما بين اليمنيين والمتاجرة بدمائهم وحشرهم إلى جبهات القتال للقتال بالوكالة عن طواغيت العصر وكهنة القرون الوسطى ممن عفى عليهم الزمن ويريدون أن يحكموا بأخذ زمنهم وزمن غيرهم بعد ارتكابهم لأبشع الجرائم الوحشية بشعبهم ووطنهم .
ولم يتطرق الخطاب إلى موقف واضح وصريح تجاه شراكة تحالف صالح مع الحوثيين وتطرقه لنقد كل السلبيات التي رافقت تفرد الحوثة بالقرارات والسيطرة على المؤسسات ومواردها ونهبها وفشل حكومة الانقاذ ومجلسها السياسي في ادارة المحافظات الواقعة تحت سيطرتها منذ انقلابهما على الشرعية الدستورية في اليمن برئاسة المشير عبدربه منصور هادي والذي عمل على تطهير غالبية مساحة اليمن من سيطرة الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران