كتابات وآراء


الأربعاء - 22 نوفمبر 2017 - الساعة 10:25 ص

كُتب بواسطة : حسن العجيلي - ارشيف الكاتب


المخطط الذي يعيش فيه الجنوب حاليا خبيث ورهيب وله ابعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية وحتى على مستوى فصائل الارهاب المبرمج والموجه اليا وماديا ومنعويا ولوجستيا من قبل كل الاطراف الجنوبية والشمالية ودول من التحالف العربي القريبة من المنطقة والتي انفها مدسوس في عمق الازمة اليمنية وبيدها مفاتيح وارقام الرموز السرية للملف اليمني والجنوب العربي الحر الابي اضافة الى ايران ودولة قطر ودولة تركيا ودول عالمية اخرى .
والذي يقرا المشهد اليمني هنا بكامل تفاصيله وجوانبه عن كثب يتوصل الى طريق مسدود كلها وعورة وعاكس ظلام لايؤدي الى اي مصدر حلول للوضع العام بكامله لا في الجنوب ولا في الشمال وما نراه امامنا في هذه اللحظات الحرجة من دحرجة بطيئة للملف اليمني من قبل الامم المتحدة ماهي الا رتوش وفبركات يصنعها الكبار لخدمة مصالحهم في المنطقة كظاهره شبه حقيقية يقنعوا بها الغلاباء والمساكين للشعبين في الجنوب وفي الشمال حتى تظل الفضايا معلقة وتستمر سياسة قطم الاراضي وشفط خيرات اليمن وطبعا هي امور مغشوشة ومطلية بصباغ الزربيان الاصفر الناصع اللون وغول الفساد الفاحش والكاسح وهناك حقيقة اخرى مخفية ومخيفة تدار من خلالها المصالح والامور التي قام من اجلها هذا الصراع المحتدم بين اقطاب السياسة والمصالح الذي يدفع ثمنه الشعبين في الشمال وفي الجنوب وهي مصالح اقتصادية كبيرة قد تؤدي بالشطرين الى اتون ازمة اطول وتقود الى منعطف خطير وحرب طويلة الامد مدعومة من اطراف تتصارع في المنطقة على حساب مصالح الشعبين شمالا وجنوبا وخوفا على مصالحها السياسية والاقتصادية والامنية ان تتضرر في المنطقة حرب حقيقية مدمرة قد تقضي على الاخضر واليابس وصانعيها هم من سوف يكتون من لهيبها .
هولاء من يوهمونا بان هناك قوى ظلامية تريد التهامنا في الجنوب وفي الشمال علما ان هذه القوى الظلانية وان كانت فعلا متواجدة في الساحة الشمالية ولها اطماعها التوسعية واهدافها الطائفية المرتبطة بدولة ايران ودولة قطر وحتى تركيا التي اعلنت موقف واضح الى جانب قطر عسكريا ومعنويا في وجه السعودية والامارات والعالم لانها ضمنت تأمين ما كانت تحققه من مردود الصادرات التجارية مع تلك الدول الخليجية .
وهنا اصبحت ايضا تدعم موقف ايران المتشدد تجاه القضية اليمنية وقضايا المنطقة ومن الطبيعي ان تظل تحارب هذه القوى الظلامية اولا من اجل البقاء والمصير لانها تشكل اقلية سكانية في المجتمع اليمني وحتى لايسهل اقتلاعها مستقبلا .
وثانيا لكي تثبت وطئة قدم لمصالح الداعمين لها في اليمن ضد حلف ما يسمي العدوان الخارجي المزعوم في ساحة الشمال وفي الجنوب ثم تنطلق من معتقدها الديني الطائفي كسلطة على الارض وهي تقرا المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري جيدا وبدقة متناهية وتعرف عن الاطماع والتوسع في الارض اليمنية التي تظمرها في نفسها وتمارسها تلك القوى الاخرى المتمرسة في الجانب الاخر من حافة الصراع كما تدرك ايضا بان دول التحالف وبعض من يقف خلفها من الدول الاخرى جميعا تريد الهيمنة والسيطرة على خيرات الجنوب والشمال معا لذلك تشعر بان تحويل العالم للصراع في اتجاه واحد الذي اسموه بالانقلاب وتدويل الصراع كلا بحسب قدراته وامكاناته المادية والاعلامية والثقافية والسياسية والاجتماعية وجعلوا منها الشماعة وحامل للخلافات والصراعات وحصان طروادة امام الازمة الغرض تطويل خطوط الحرب لكي يثتوا لليمنيون انهم هم من يد افع عن مصالحهم وهو العكس .وانهم المدافعين عن الشرعية وعن الرئيس هادي المعترف به دوليا والذي ادخلهم الى اليمن جنوبا وشمال تحت مبرر مظلة انقاذ اليمن من سطوة قوى الظلام والتطرف الطائفي والقبلي والفئوي والمناطقي وايقاف تدخل ايران وقطر وتركيا المباشر الى جانب انصار حسن نصر الله ؟!! في منطقة هامة تحتوي على مصادر الطاقة بنسبة ٤٠٪ من احتياطات العالم ومنطقة تعتبر قفل الجزيرة والخليج واستراتيجيتها تفرض حق التحكم في خطوط الملاحة العالمية ذات الاهمية القصوى في اقتصاديات العالم اجمع هنا الخوف يكمن ان يطول الصراع ويتوسع مسرح الحرب وتكبر رقعة العمليات الخاطفة في المدن الجنوبية وقد تصل الى ابعد من ذلك ثم تصل الى ابار النفط الامنة والمياه الدافئة ..
وان كان هنا اساسيات وجذور هذه الحرب واضخة المعالم وليس كما يظنه الاخرون انه صراعا بسيطا اوسهلا ويمكن الحل ان يأتي وكما تصورة قنوات مصادر الاعلام التابعة للمختلفين على تبه او جبل او موقع وانه لا يتظمن صراع اجندات خارجية وداخلية بينما هو العكس بل يشمل كل ماذكر انفا . اضافة الى ان هناك رزمة مخططات كبرى مشتركة لعدة جهات وواسعة النطاق ومصالح اوسع مرتبطة بدول اقليمية ودولية قد لم تظهر بعد اهدافها على السطح او تبرز حالة تطلعاتها وطموحاتها للعامة برغم انها ظهرت لمن هم قريبون من مصادر رسم السياسات والاستراتيحيات وصنع القرارات الكبرى في العالم .
ومن اهم خطوط وطرق الاستقطاب السياسي والعسكري والتي لها اهميتها على مجاري الامور والازمات وكانت حالة هامة وفاصلة لحكم المخلوع في الشمال وسبب رئيسي لهذه الاحداث وتحرك ايران وقطر وتركيا في ٢٠١١ في وقت غليان الشارع في صنعاء تم فيه سحب الحنرال علي محسن الاحمر من قارب علي عبدالله صالح رجل السعودية الاول لفترة تتجاوز الاربعون عاما وهي من ركزته يحكم الشمال وبتعاون شيخ القبائل اليمنية عبدالله بن حسن الاحمر بعد قتل الرئيس الحمدي حيث كانوا يعتقدوا ان من خلال هذه الخطوة سيتم التخلص من المخلوع والاستيلاء على حكم الشمال والجنوب معا في المنطقة وذهبوا بعلي محسن الى ثورة الشباب في صورة الثائر الوطني الذي استشعر بالمسئولية الوطنية الجسيمة وصحي ضميره مؤخرا كذب وتضليل كمال قال هو وبعظمة لسانه انها منجزات تغيير استدعت هولاء الشباب القيام بهذه الثورة المباركة التي من اهم مطالبها التغيير ورحيل المخلوع وهذه كلمات اولية جاءات في اول خطاب تمرد له القاه علي محسن من قناة الجزيرة القطرية في صنعاء من داخل مكتبه في الفرقة الاولى مدرع وعن طريق مدير مكتبها في صنعاء احمد الشلفي الذي نقل الخبر والمفاجئة على الهواء مباشرة والتي كانت قطر وايران على ما يبدو قد رتبت تلك الخطوة وسبقت السعودية ودولة الامارات من خروج على محسن عن طوق علي عبدالله صالح رجل السعودية حينها في اليمن والمنطفة ومن وقف ضد ثورة الشباب التي كان يتبناها ويدعمها حزب الاصلاح واحزاب اللقاء المشترك الممول من قطر وايران ودور استحياء لتركيا نظرا لتواجد المليدير حميد الاحمر وتوكل كرمان وقيادات اخرى على اراضيها والمصالح المشتركة بينهما الذين منحوا الحوثي ايضا الضؤ الاخضر التحرك سياسيا الى حلبة المسيرات والمظاهرات والمواحهات ضد المخلوع مستغلين ظروف الحروب الستة التي شنها علي عبالله صالح عليهم ومطالبتهم الوقوف الى جاتب ثورة الشباب ظمن شراكة في السلطة والثروة بينما كان الهدف هو تحويطها بسياج الفرقة الاولى وضرب عصفورين بححر واحد والتخلص من المخلوع وحلفاءه .
وحتى احزاب اللقاء المشترك الذين لم يدركوا او يتنبهوا اللعبة السياسية الا مؤخرا بعد ما بلعوا الطعم المر ووجدوا الجنرال علي محسن يخلع بلده ويخرج من صنعاء حاولوا يناوروا تحت مظلة وخماية السعودية والامم المتحدة لكن المخلوع كان قد سبق التنسيق مع الحوثيون عسكريا وسياسيا ومع قيادات من الصف الاول وجر ايران من خلال عروض مغرية وكان هو الاقواء على الساحة حينها على ان يسلم صنعاء لهم ويجند كل قواته في اتجاه القضاء على كل من شارك من القوى السياسية واسرة بيت الشيخ الاحمر والرئيس هادي وجماعته المشترك وحلفاءه في ثورة نهاية حكمه والتأمر عليه .
ثم تم التوفيع على المبادرة الخليجية في الرياض وبعد التوقيع قال نريد نوايا حسنة ؟! طبعا الاتفاقية التي اعتبرها المخلوع كمخرج له ولحلفاءه ذهب الى الرياض وعاد الى صنعاء ثم تمت مراسيم نقل السلطة وتسليم العلم الى الايادي الامينة ثم اعطى الحوثيون الضؤ الاخضر الهجوم على صنعاء وتضييق الخناق على حزب الاصلاح والمشترك وهادي وجماعته واسرة بيت الاحمر والوصول الى الجنوب وهذا ماتم فعلا حاول هادي ان يناور مع الحوثي لكن المخلوع قد اغلق كل الابواب والنوافذ بالاتفاق مع الحوثي .
هنا السعودية كانت تقيس الامور بجدية حيث حست بخطورة الموقف وما يخطط له المخلوع عملت وبسرعة ثم تلاحقت الموقف وحرفت مسارة لصالحها والمشاركين معها في التحالف العربي وكانت اول خطوة افشال لمخطط المخلوع وايران وقطر اخراج علي محسن من صنعاء بعد ان عليه الخناق وقرب عناصر الحوثي من معسكر الفرقة الاولى للاستفادةمن كمية الاسرار التي يختزنها في جعبته وتوجهت به الى قاعدة جيزان الجوية كاول لطمة للمخلوع ورد قوي لايران وقطر ثم المفاجئة الثانية الضربة الجوية الخاطفة على جميع المعسكرات والقواعد الجوية التابعة للمخلوع في الشمال وفي الجنوب من هنا بدا اللعب السياسي والعسكري على المكشوف لكن الحوثي سبق وسيطر على جميع الاسلحة الثقيلة والخفيفة وانتشرت عناصره في كل ارجاء صنعاء وكان المخلوع من خلفه مشاركا ومساهما في ضرب قوات ومعسكرات الفرفقة الاولى مدرع حصان الجنرال علي محسن الاحمر وحزب الاصلاح والاستيلاء علي ممتلاكات اسرة بيت المرحوم عبدالله بن حسين الاحمر واهانة شيخ وعميد الاسرة الشيخ صادق الحمر وهروب الملونير حميد وهنا اختلطت جميع الاوراق وترتبت بعضها على بقاء الوضع على ماهو عليه حتى يتم فيه البت واتخاذ الفرار المناسب ولم يظهروا للرئيس هادي اي عداوة او استهداف حفاظا على علاقات صنعاء مع دول العالم وعملوا على تطبيع الاوضاع داخل العاصمة صنعاء مع انهم كانوا ينتشرون في المرافق والمعسكرات كالنار في الهشيم وتم مضايقة هادي ما ادى ااى خروجه الى عدن حيث لحقوه وغزوا الجنوب كله واحتلوه لكن رجال مقاومة الحنوب وعاصفة الحزم كان لهم في المرصاد وحددوا موقف مشرف فيه تم طردهم الى خارج حدود الجنوب من بعض المناطق الاساسية والرئيسة .
ثلاث سنوات مرت من الحرب الكاذبة ولم يتحرك ساكن وهناك مناطق بيد الحوثي في العمق الجنوبي وهناك مناطق لدى المقاومة والجيش الوطني في العمق الشمالي وهناك ازمات متنوعة ومتشعبة وهامة في نفس الوقت تضرر منها كثير من ابناء الشعبين الجنوبي والشمالي ولاتزال عمليات الاستنزاف قائمة في البشر والعتاد والاموال ولم يتحقق شعاع نصر كامل لا هنا ولاهناك ولازالت جميع الازمات تراوح رحاها واصبح الكل يفهم بعضهم البعض وما هو المطلوب من الاخر .
الجنرال علي محسن حصل معدات عسكرية تمثل اربع مرات من قوات الفرقة الاولى وتجهيزات عالية الجودة ولكنه غير مكلفا بالهجوم على صنعاء انما اصبحت مهمته هو حماية مصالح السعودية في المنطقة النفطية في الجوف شرقا وحتى حدود ميدي غربا والاشراف المباشر على ممرات البحر العربي من حضرموت شبوة وحتى ابين وعدن وسيظل الحال هكذا حتى يتم في الافق لكل الاطراف نصيبه من الكعكة .
فهل هنا للمجلس الانتقالي دور سبق للاستفادة من مسيرة الاحداث والقفز بسرعة الى الضفة الاخرى لكي يرتب امور الجنوب ويطلب من كل جنوبي مهما كانت سوابقه او ماضيه المشاركة الفعلية في صنع فجر جديد للجنوب واهله واعلان عن قيام الدولة وهل سيتحرد فعلا من انانيته واجنداته لكي يتخذ خطوات ملموسة على الارض وبعيد عن اسلوب الاقصاء والتهميش والهاء شعب الحنوب بوهما عاشوه منذو ٢٠٠٤ مع اول شرارة حراكية وان يتخلى عن سيطرة سياسية الحزب الواحد الوضع خطير ويحتاج الى فهم ومرونة وقراءة جيدة ومتيقضة ودقيقة للمشهد العام وادراك اصول اللعبة السياسية التي تحكم هنا المصالح المشتركة الاستراتيجية مع العالم او اننا في الجنوب نقبل مفهوم التبعية واسرار التعايش السلمي الذي تروج له هذه الايام قوئ مازومة في المجتمع الجنوبي مقابل فتات من المال المدنس ومن خلال برامج لمنظمات دولية تريد تدمير مشاريع الجنوب التحررية والعودة الى باب اليمن من جديد
نتمنىى ذلك والخروج من عنق الزجاحة باقل الخسائر نسأل الله لهم التوفيق والنجاح