كتابات وآراء


الأربعاء - 22 نوفمبر 2017 - الساعة 12:25 م

كُتب بواسطة : فضل محسن المحلائي - ارشيف الكاتب


يقال والعهدة على ( الخبير ) الراوي إن المغفور له بإذن الله تعالى الإمام ( يحيى بن حميد الدين ) طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه في أحدى زياراته الميدانية لمدينة الحديدة يومها إستقبل بالترحاب , وقرع الطبول , وضرب المزامير وبعد لقائه بعلماء , وأعيان , ومشائخ ( الزرانيق ) خاصة وزبيد , وتهامة عامة نزل إلى حارات المدينة لتفقد أحوال الرعية وأثناء تجوال موكبة المعظم تحت حراسة ( عكفته ) أعترض موكبه طفل ( جذع ) شقي بشقاوة الطفولة وبرائتها يشع من عينيه بريق , ومن محياه فراسة لا يتجاوز عمره إحدى عشر سنه يدعى إبن ( محمود ) تقدم ذلك الفتى بإتجاه موكب ( إمامنا المفدى ) بكل هدوء وثقة وإطمئنان فبادر بالقول : ( لماذا لا أكون وزيراً في حكومتك يامولاي ؟! .. ) فأجابه ( مولانا) بكل بساطة وقناعه وعفوية ( فلتكن وزيراً ) ؟؟وأصدر حينها امير المؤمنين وخليفة المسلمين ( فرمانه ) الشهير وعينه وزيراً للمواصلات وقتئذ لم تكن أية مواصلات حديثة البته في ( المملكة المتوكلية ) عدا سيارة يمتلكها الإمام ويقودها سائق تركي يدعى ( أفندي ) فوسيلة المواصلات الوحيدة في ذلك الزمان هي البغال والحمير وحتى الجمال لا أثر لها لانها تعيش في المناطق الصحراوية والسهلية ومناطق المملكة جبلية وعرة فالمملكة آنذاك تعيش في ( دياجير الظلام وقاع النسيان ) .

المشهد (السنكوحي السلقلقي ) ..!! - وعلى شاكلة وطراز كهذا في واقع بلاد (الايمان والفحسة ) ..! - تكرر بصورة او باخرى ففي زمن (تولة ) - (سائس القرود وزعيم العرود ) ..!! – كان المركز (المقدس) ..!! حينها يقف على هرم السلطة ويتحكم بمفاصلها الامنية والعسكرية ويختار اعضاء جهاز الدولة المدني المالي والاداري من بين اوساط الكفاءات المهنية المؤهلة لادارة شؤونها من اوساط المتهافتون والزاحفون على الكراع والركب حثيثاً ممن لديهم استعداد كامل لبيع (القرص بقرطاس ) ..!! – لاغراض دنيوية دنيئة بعد ان – (يجوعهم ويركعهم ويطوعهم ويكوعهم ) ..!! – (وطير يازماري خيطك بيدي ) ..!! .

اما في زمن (الشراعية ) ..!! – لاتوجد قواعد ولامعايير (هبيش .. ربيش.. دبيش .. عجيش ) ..!! الكادر المختار في غالبيته المطلقة دون مواصفات ولا مقاييس ولا معايير ولا خبرات والبعض منهم دون مؤهلات جلهم من (الخرنكعيين ) ..!! - حثالات (عفشجي) واقاربهم (ابني وبنتي , اخي واختي , ابن عمي وعمتي , ابن خالي وخالتي , مراتي وصهري ) – يقف في مقدمتهم قيادات وابناء واقارب حزب (قرطلة ) ..!! – تحولت الوظيفة العامة الى (اقطاعيات خاصة ) ..!! – الاقربون اولاء رباة بيوت من زوجات ( الفنادم والكنادم ) ..!! – واطفال في رياضهم ومدارسهم الابتدائية اضحوا بقدرة قادر من اصحاب الرتب والمرتبات العالية , الاف مؤلفة من الجند المجندة من اصحاب الحضوة والسطوة مفرغين في منازلهم , مطبلين وامعات تابعين (قادة) ..!! – سفراء لا يعرفون للدبلوماسية طريق ومعنى (سفهاء) – وزراء (ازيار) – مدراء (امدار) ..!! – عقداء وعمداء لايفرقون بين (الدولة والدلاله ) ..!!- (لم يطلع احد منهم نقيل ولم يحمل ثقيل ..!! – (لا وجه للسمرة ....... ) ..!! – لا كفاءة ولا نزاهة ومما زاد المشهد التراجيدي قتامة وتعقيد ظهور وجوه غريبة عجيبة مليشيات امثال (ابو كرتون وفرعون وجرعون ومعجون وابو زماطة وطماطة ) ..!! .

كلمة اخيرة : لا تفقدون البسطاء والشرفاء والاوفياء والانقياء والاتقياء امل التغيير نعلم يقيناً انكم تديرون ( ازمة ومعركة ) ..!! – فيها من ( القحمشة والدحبشة ) – والازمات المفتعلة لاتريدون بناء مؤسسات دولة خططكم ممنهجة ومعدة سلفاً وعليه فاننا نحذر من استمرار الحال على نفس المنوال دون تغيير فعلي وجوهري في المسلك والسلوك ولتعلموا (بان ما هو آت اعظم مما فات ) ..!!- ولا محالة سيقع الجميع – (في حفرة عميقة وهاوية سحيقة ) .

أنما الأعمال بالنيات والنيات بحاجة ملحة للعمل بالأسباب اليوم قبل الغد وقبل فوات الاوان .

اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ..

الهامش : الا يا دولة المعصوم دومي .. وقولي لهذه الدنيا استقيمي