كتابات وآراء


الأحد - 03 ديسمبر 2017 - الساعة 11:42 م

كُتب بواسطة : ايوب عامر - ارشيف الكاتب




للاسف الوضع في الجنوب اليوم اصبح مرعب بل مرعب جدا ، فالاختلاف صار جريمة ابسط حكم عليها هو الشتم والسب واكبرها الحبس او التصفية ، نعيش الان حالة مؤسفة جدا من عدم تقبل الاخر والاقصاء وحب التفرد.

حالتنا اليوم مشابهة لمقولة "بين اخوتك مخطي ولا وحدك مصيب" ففي لحظة قد تصبح بطل قومي وطني قد يُنصب له تمثال في الميدان وفي اللحظة الاخرى خائن وعميل ومرتزق ينفذ عليك حكم الاعدام في الميدان ذاته ، اذا اردت ان تعيش عليك ان تكون امعة ، عليك ان تقول نعم حتى لوكنت تعلم ان الاجابة لا ، عليك ان لاتبحر عكس التيار والا ستغرق في محيط مليئ بالشتم والسب والنكران.

كنت استغرب كيف تم تخويين الكثير من الاشخاص بينما كانوا بالامس ابطالاً ، وكيف اصبح اليوم البعض الاخر ابطالاً وهم خونه .! كل هذا كنت اتغاضى عنه بحجة لعبة السياسة وكواليسها، وان هؤلاء يصفوا حسابات مع بعضهم.

ظللت افكر لماذا يتم تخوين معظم الناس وهل هم حقاً خونه بالعامية " باعوا واشتروا " او فقط نكاية بهم لانهم مختلفين عنهم ، احياناً تراودني بعض الافكار اليأسة والتي تريدني ان استسلم لفكرة ان بعض الناس خونة حقاً وتستحق هذه التهمة بسبب اختلافهم ، ذهبت يوما ما الى شخص تم تخوينه وشتمه ، حاولت ارى اين تكمن خيانته للوطن وماهو سبب ضلاله حد قولهم ، لم اجد شيئ سوى انه مختلف في طريقة تفكيره عنهم ، بل يسير معهم في نفس الاتجاه ونحو نفس الهدف ولكن مختلف معهم في جزئيات بسيطة جدا جدا .

الحقيقة الموجعه اليوم في الجنوب تكمن في الاختلاف ولا شيئ غيره ، فنحن نعاني من فوبيا الاختلاف واي شيئ مختلف معنا سواء كان فكريًا او سياسيًا اودينيًا ، بل وصل حتى على الصعيد الرياضي وسيصل للفني عما قريب .!