السبت - 09 ديسمبر 2017 - الساعة 02:50 م
بقلم /علي محروق
مرت علينا قبل ايام الذكرى الثانية لأستشهاد الأب الروحي لعدن المحافظ "جعفر محمد سعد " الذي لازلت أتذكر جيدا اليوم السابق لمقتلة حيث تلقيت دعوة حضور افتتاح معرض صور عن الحرب بكلية الطب مقرر أن يحضرها الشهيد جعفر محمد سعد استيقظت مبكرا وذهبت إلى مكان المعرض كان يرافقني بالسياره صديقي نوار أبكر هناك التقيت بعدد من المدعوين كانوا بانتظار وصول المحافظ بينهم عدد من دكاترة الجامعة وقيادات عسكرية وامنية وشخصيات مجتمعية لكن هنا كانت الفاجعة والصدمة حين وصل اتصال للأخت الاعلاميه إخلاص الكسادي يفيد بمقتل السيد المحافظ وقتها كلا مسك جوالة للتحري من الخبر لعل يكون اشاعة لكن جميعنا أؤكد لهم مقتل المحافظ في انفجار استهدف موكبة ..نظرت إلى من حولي لأجدهم في سكون تام لأحد كان يتوقع ذلك تركنا المعرض والحزن يسكننا ..ركبت سيارتي ومررت بعدد من الشوارع كنت اسمع الناس يتحدثون بحسرة وألم كبيرين والوجوة يملؤها البؤس والحزن والمرارة .
الأحد كان يوما اسود في عدن حالة الحزن تلف شوارع المدينة والمآقي تحبس دموع الفراق المؤلم لأبن عدن البار جعفر محمد سعد الذي ترك حياة النعيم والسعادة في الخارج وأقبل على عدن منقذا لها ومطبطب جراحها بعد انتصارها في حرب طاحنة لم تبقى ولم تذر ..جعفر الذي جمع شخصية العسكري والحقوقي والمدني واحتضن الجميع بحب ودعى الكل لمساعدتة ومساندتة في اعادة عدن لوجهها المشرق .
بكى جعفر حين سمع معاناة إحدى بنات الشهداء واليوم هو الشهيد الذي نحن نبكية ..الشهيد الذي ترك فينا جرح غائر وترك الم ومرارة ..عدن اليوم لاتزال تتوشح السواد وتندب حظها على محافظ احبه الناس جميعا واحبهم هو واختطفتة يد الغدر والخيانة حقدا وحسدا على نجاحاته اليومية التي كان يحققها .
عشية استشهادة دخلت موقع الفيس بوك لأرى صورتة تزين بروفايلات كل الاصدقاء وعبارات الأسى والحزن تتصدر الصفحات ..الناس في المقهى في السوق فوق الباصات في كل مكان بعدن حديثهم عن الشهيد ومناقبة والله أنني ما رأيت قط هذا الكم من الحب لأي مسؤول حكومي مثلما رأيت ولمست حب الناس للشهيد الراحل .
لازلت أتذكر حديثة معنا في لقاء جمعنا بفخامة الرئيس عبدربة منصور هادي وتشديدة على أن يكون لشباب منظمات المجتمع المدني دور فعال في اعادة تطبيع الحياة في المدينة وقال لنا بالحرف الواحد " خذوا رقم جوالي وأبواب مكتبي مفتوحة لكم بأي وقت ..كم شعرت حينها بأن عدن سوف تستعيد امجادها وتتقلب على المأساة الكبيرة التي خلفتها الحرب ولكن ذلك لم يروق لأيادي الغدر والخيانة التي أرادت من خلال مقتلة اغتيال مشروع دولة كان يحملة.
لليوم منذ رحيلك وصيرة حزينة وشمسان يبكي وحجم الخسارة عنها الكل يحكي ..رحلت ياجعفر ورحلت معك الكثير من امالنا واحلامنا..رحلت تلك الطموحات العريضة التي رسمتها لنا رحلت ومعك رحلت سعادة الناس في عدن وتفائلهم وباتت عدن حزينة تكفكف دموعها بحرقة ولكن رغم ذلك ستقوم عدن وستنهض لأنك غرست فينا ألف جعفر وعلمتنا كيف حب الوطن فنم قرير العين أيها الشهيد المغدور.