كتابات وآراء


الأحد - 14 يناير 2018 - الساعة 05:58 م

كُتب بواسطة : مشاري الذايدي - ارشيف الكاتب


مع تصاعد موجة الغضب الشعبي الإيراني على النظام الديني الحاكم بنظريات متطرفة مغروفة من معين التأسلم السياسي بنسخته الخمينية، كان لافتاً، بالنسبة لي، ظهور نجل الشاه الإيراني الأخير، ولي عهده، الأمير رضا، الثاني، بهلوي.

الرجل أظهر حماسة إعلامية، ونظّم أنشطة سياسية داعمة «للشعب» الإيراني في حركته الاحتجاجية، آملاً بطبيعة الحال أن يسفر هذا الثوران عن نهاية النظام الخميني الذي أسقط مملكة أبيه وجدّه.

شدّد رضا شاه بهلوي من منفاه الأميركي الخميس الماضي، على أهمية المظاهرات في إيران، لا سيما أن غالبية الشعب الإيراني وصلت إلى قناعة بعد 40 عاماً من الحياة تحت نظام ديكتاتوري ديني، إلى أنه لا يمكن إصلاح هذا النظام.

مما قاله الأمير المنفي، وهو يتحسر على إيران التي حكمها الخمينيون، لبرنامج «بانوراما» في قناة العربية: «كان من الممكن أن تكون إيران يابان الشرق الأوسط، لكنها مع الأسف أصبحت كوريا الشمالية».

لم يفُت الرجل طبعاً أن يذّكر الإيرانيين بعهد جده الشاه الكبير، رضا بهلوي، ووالده الشاه الأخير، محمد رضا بهلوي، وكيف كانت إيران في عهدهما تعيش عصرها الذهبي.

هل يريد الرجل إعادة الملكية لإيران؟

سؤال متوقع مع تواتر تعليقات الشاه «المؤجل» على الثورة الإيرانية، ومفهوم تماماً أن يحاول توظيف هذه الحركة، إن لم يكن لأجل عودة حكم أسرته، فعلى الأقل المشاركة الفاعلة في إيران الجديدة، أو على أضعف الإيمان: إنصاف سيرة الدولة البهلوية من تشويهات الدعاية الخمينية لأربعة عقود.

هذا هدفه أو أهدافه ربما، وهو أمر يقود لملاحظة مثيرة، هي عودة الحنين للعهود الملكية في دول المنطقة التي عصفت بها الانقلابات أو جماعات التأسلم السياسي.

رأينا هذا الحنين، أقلّه لدى البعض، في ليبيا والتغني إما بالعهد السنوسي القديم، أو بالعهد القذافي، شبه الملكي، من خلال الترويج لنجله سيف الإسلام.

في العراق كذلك نشطت الحركة الملكية الهاشمية قليلاً بُعيد إسقاط نظام صدام في 2003 ثم خفتت مع الوقت، وفي مصر ما زلنا نلاحظ نجل فاروق وأخواته على شاشات وصفحات الإعلام المصري، من حين لآخر.

الأقرب أنه من غير الواقعي إعادة الهواء للبالون المثقوب والماء للجرّة المكسورة، تلك أمة قد خلت، لكن العبرة من موجات الحنين والتذكر هذه، هي التأشير على إخفاق فادح فاضح للعهود التي قوّضت الملكيات زاعمة أنها البديل الأفضل للناس.

هذه العبرة، يجب أن تكون بوصلة هادية لكل سياسي يريد، حاضراً، إصلاح البلاد والعباد.

* نقلا عن "الشرق الأوسط"