كتابات وآراء


السبت - 03 فبراير 2018 - الساعة 04:41 م

كُتب بواسطة : قاسم المحبشي - ارشيف الكاتب


أمس وجدت الكلية خاوية على عروشها!

حينما تكون السياسة ماشية على حل شعرها !

حينما تخرب السياسة يعم الخراب كل مجالات الحياة الاجتماعية برمتها. هذا الخاطرة التي طالما وكتبت فيها منذ زمن طويل، هي التي تداعت الى ذهني وأنّا في حرم الكلية أمس أتأمل بحزن ما أصابها من الأزمة. ذهبت قبل أمس لعلني أجد أحد هناك من الأساتذة والطلاب ولم أجد غير الحراسة وفِي مقدمتهم علاّن العبدلي وعابد الصبيحي، وعاودت الذهاب أمس بعد أربعة أيام من تعطيل الدوام وهدوء الأزمة الناشبة بين الشعب والحكومة الفاسدة، تلك الأزمة التي بدأت منذ أيام للمطالبة بتغيير حكومة الإفساد والفساد وما كان لها من تداعيات مؤسف من اعمال العنف وتعطيل عمل المؤسسات ومصالح الناس في مدينة عدن، شعرت بالضيق من البقاء في البيت في حالة جهل شبه كلي بما يحدث وأسبابه ومساراته ونتائجه بسسبب غياب المعطيات والحقائق فضلا عن شعوري واقتناعي بعدم القدر على الحكم والتحكم بأمور ليست تحت سيطرتنا الداخلية بل هي بايدي وقوى لا نعلمها ولا نعرف استراتيجياتها ومن ثم فمن الصعب الحكم عليها والتنبؤ بمسارتها ونتائجها المُحتملة، وفِي وضع هكذا لا خيار لمن أدمن البحث عن الوضوح والمعنى أن يحاول مقاومة هذا الوضع الأعمى بكل السبل الممكنة والذهاب الى العمل وتمضية الوقت بالكلية هو أحد الخيارات الممكنة للأكاديميين والطلاب الباحثين عن مستقبلهم وسط هذا الهشيم المقرف.
ذهبت كلية الآداب أمس على أمل أن أجد أحد من الزملاء أو الطلاب حتى أواسي نفسي بان الأزمة أنتهت وأن عجلة الحياة الطبيعية بالمدينة - المنكوبة بالحكومة الدغرية وقيادات المقاومة الكثيرة والمجلس الأنتقالي والخراب السياسي ..الخ - عادت الى الدوران. ولكنني وجدتها خاوية على عروشها! وبعد انتظار وجدت بعض الموظفين ومنهم محاسب الكلية مازن والسيدة ياسمين وفريق الحراسة، علاو العبدلي وعابد الصبيحي وحامل المفاتح الحارس الطيب حميد واثنين لا أعرف أسماءهم، وأنا أتأمل في فضاءالكلية الموحش تذكرت تلك الفكرة المضنية، فكرة الزمن الذي لا يمرٌ أي السياسة بوصفة حاضر أبدي وشأن حيوي وضرورة لأزبة للحياة البشرية في كل مكان وزمان ويستحيل الاستغناء عنها ابدا وبدونها وبدون تقعيدها في مجالها الخاص يظل خطرها وتهديدها قائما مهما حولنا تجاهلها أو نسيانها، ولو كان السياسيون يعلمون ماهو الثمن الفادح الذي يدفعه الناس الذين منحوهم حق التحكم بزمام أمرهم العام حينما يفسدون ويتصارعون لما طاوعتهم أنفسهم بالتمادي لحظة واحدة عن تقديم الاستقالة في بسلام ، بدلا هذا الخراب الفادح ، سبعة أيام وكل مؤسسات الحياة المدنية والرسمية والخاصة معطلة في عدن، بسبب رفض بن دغر اصلاح الاختلالات أو تقديم الاستقالة فلا إصلح ولا استقال بل حولها مواجهة وعنف وخراب ودمار وضحايا، وأنا لا أحمل مسؤولية ما جرى وما يجري من خراب سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي ونفسي وأخلاقي في المدينة العاصمة المؤقت عدن غير الحكومة الشرعية المعني بتطبيع الاوضاع وحماية وخدمة مصالح الناس لا تعذيبهم وقتلهم بكل السبل والمبررات، ولكن لان الحكومة وطاقمها وعائلاتهم لا يسكتون في المدينة ولا يدرسون في مدارسها ولا في جامعاتها فهم لا يشعرون بمدى ما يتسببون به من اوجاع والآلام وعذابات لأهل البلد وناسها؟! أنها السياسة يا جامعتنا الحبيبة التي جعلت كلياتك المأهولة على مدى سبعة أياما متتالية موحشة تندب حظها وتتحسر على حال طلابها وطالباتها ومستقبلهم في مهب العواصف السياسية الفاحشة.فهل أدركنا من أي الأوكار تتطلع رؤوس الأفاعي وكل هذه الشرور التي تعصف بحياتنا في هذا الأصقاع المسممة بالعنف والخوف والفساد والجريمة ؟!وهكذا يكون أثر الخراب السياسي في حياة المجتمعات أشد وأخطر من أثر الكوارث الطبيعية: المناخ والحر والبر والجفاف والعواصف والزلازل والبراكين وكل ما يمكن تخيله من الكوارث الطبيعية. فإذا قارننا ما حل بالبلدان العربية الإسلامية في العقود القليلة الماضية ولازال يفتك بها من فواجع سياسية عاصفة مع ما يمكن تخيله من كوارث طبيعية ممكنة لتبين لنا كم هي السياسة كارثية إذ لم يتم تقعيدها بقواعد قانونية مؤسسية عادلة وراسخة ومستقرة وأمنة في مجالها الخاص . ولا تدوم الدول الإ بعدل صحيح وأمن راسخ وأمل فسيح ! الم

اوردي.
وأنا لا أبصم على ورقة بياض أبدا!

وتلك كانت صور من الكلية الخالية من أهلها بسبب الخوف والفزع