كتابات وآراء


الإثنين - 05 فبراير 2018 - الساعة 06:36 م

كُتب بواسطة : محمد الأمير - ارشيف الكاتب


الخالة نظيرة. أم الصحيفة.
إنتقلت اليوم إلى جوار ربها
بعد أن عاشت حياة نقية طاهرة.
أتذكر في المساءات البعيدة حين كنت أعمل نوبة في قسم الأخبار.
وهي تدلف إلى المكتب وتضع لي كوب الشاي الأحمر القاني التي تبهرك نظافته قبل مذاقه ( العصملي ) اللذيذ.
كانت خالة نظيرة علَماً مجهولاً من أعلام المعلا / عدن
إلى أن طفت على سطح الثقافة
بإسمها الذي كان إلهاماً لكاتب مسرحية ( غربان يانظيرة )
[ وقد حدث ذلك في أثناء إطلاق أولى رصاصات 13 يناير 86
وكان الفقيد المذيع الشهير المحرر الثقافي للصحفية عوض باحكيم ( يرحمه الله ) مدمن الشاي الأحمر ينتظر كوب الشاي. عندما باغتته أخبار أولى الرصاصات.
وكانت خالة نظيرة تهرع إليه قائلة : أيش دا يا أستاد عوض في حرب إسمع الرصاص.
ويخاف الأستاذ عوض أن تتوقف خالة نظيرة عن إعداد الشاي إذا علمت بالخبر. فيؤجل إخبارها بالموضوع قائلاً :
هذونا يقتلوا الغربان يانظيرة.
فتذهب لمطبخ الصحيفة.
ويتزايد أزيز الرصاص. وصوت الطائرات والمدفعية تدك في الجبل.
وتهرع إليه صارخة :
يا أستاد عوض الطائرات والدبابات تضرب
فيقول لها : غربان يانظيرة. أقول لك غربان يانظيرة .. وين الشاي.
......
رحلت نظيرة. ولا تزال الغربان تنعق في المدينة. وأزيز الرصاص. والمدفـ....
.
محمد الأمير