كتابات وآراء


الأحد - 04 مارس 2018 - الساعة 06:51 م

كُتب بواسطة : محمد انور - ارشيف الكاتب



في الشعوب الحية التي تبحث عن النهوض في دولها تتكون هذه القوى الضاغطة او ماتسمى أيضاً بحكومات الظل وهي مانسميها نحن منظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية والحركات الشبابية والتكتلات والمبادرات المجتمعية لكن غالباً مايطلق هذا الإسم على منظمات المجتمع المدني لأنها قانونية وأكثر تأثيراً على الشارع ..

كنا قبل الحرب وبعدها نرى القوى الضاغطة فاعلة ومؤثرة جدا سواء على القرار السياسي او في الأعمال الإنسانية والمجتمعية في كل المجالات الحياتية الحقوقية والمدنية والثقافية والفنية حتى على مستوى الأثار والبيئة وكثير من الأمور التي كانت تنشط فيها..

ولا يخفي على الجميع بأن بمقدور هذه القوى الحية أن تقوم بدور الحكومات في الدولة في حالة ضعف الحكومة والسلطات المحلية وقادرة ايضاً على إسقاط حكومة فاسدة واستعادة حقوق المواطنين من جميع فئات الشعب وفي بعض الدول هناك تجارب عديدة حلت هذه القوى مكان حكومات وقامت بواجبها الوطني في النهوض بمجتمعاتهم ولذلك اطلق عليها حكومة الظل ..

لكننا في الأونه الأخيرة شهدنا تراجع كبير لهذه القوى الحية في القيام بدورها الحقيقي بدلاً من أن تنشط في هذه الظروف الأكثر حاجة لمثل هكذا قوى وتعمل بوثيرة أقوى من دي قبل فالأرض خصبة والجواء مهيئة لها والشارع بأمس الحاجة لعملها الذي هو بمثابة العمل التنموي والنهضوي وتحريك العجلة الحياتية الإيجابية نحو البناء وخاصة في مدينتنا عدن التي شهدت توقف تام لعجلة التنمية..

حظرني لقاء ودي مع صديق مقرب وتحدثنا عن هذا الموضوع وتطرق حديثنا لدور يقوم به الشاب سامي السعيدي المدير التنفيذي للمؤسسة الإقتصادية عدن الذي يعمل بكل جهد للدفع بعجلة التنمية والنهوض بالعملية الإقتصادية في عاصمتنا الحبيبة وأشدنا بالدور الذي يقوم به السعيدي في إستعادة المباني والمنشآت المنهوبة لأحضان الشعب والدولة وأبهرتني بعض المعلومات عن منشآت حيوية قد توفر فرص عمل كثيرة لأبناء عدن إن تم الوقوف مع هذه المؤسسة العريقة التي تم تدميرها من قبل علي عبدالله صالح بعد حرب صيف 94م كسائر المؤسسات الجنوبية تدمير ممنهج ونهب بإسم متنفيذين يتبعون النظام السابق والدولة العميقة التي ننظر لها بأنها أحتلت عدن والجنوب وتحت دريعة إستثمارات وهمية..

تبادلنا الحديث عن دور المجتمع في إسناذ هذه الموسسة ومديرها السعيدي لإستعادة باقي المنشآت المنهوبة وعلمت بأنه قد استعاد بعضها مثل الثلاجة ومبنى الترحيل وعذبان ومستودعات ومعارض وبخارات ولكن تبقى الكثير ومنها أماكن حيوية تحت سطو ناهبين بقوة سلطة عفاش بعد حرب 94م ليومنا هذا وذكر لي مملاح عدن الذي عاد جزء منه لحضن الشعب والدولة بعد صراع وها هو يعمل ونأمل بأن يكون عائد قوي للتنمية والإقتصاد في عدن..

طرحنا دور القوى الضاغطة في هذا الأمر بتبني حملات وطنية مجتمعية للإستعادة الممتلكات المنهوبة للشعب والدولة وهي مربط الفرس والقوى الحية التي تستطيع عمل المستحيل لأجل عدن وأهلها الطيبين وبيدها الكثير فهي قريبة من نبض الشارع وقادرة على الحشد المجتمعي وإثارة القضايا وتحويلها لرأي عام..

تعودنا أن نسمع مثل هكذا حملات للدفاع عن أثار عدن ومعالمها التاريخية وعن مظاهر دخيلة على هذه المدينة المدنية المسالمة مثل المخدرات وحمل السلاح والبسط على المتنفسات والبناء العشوائي ولا نريدها أن تتوقف فهذه الحملات والوقفات التي من منظور الكثيرين تضيعة للوقت والنفخ بقربة مخزوقة كما يقول المثل هذا غير صحيح بل على العكس هي شريان الحياة وعمودها الفقري ولا تعولو على ماذا سيقولون عنكم فأنتم للخير رواد عودو لنشاطكم عودو لدفاع عن مدينتكم اطلقوا حملاتكم ونحن جنوداً لكم ورهن إشارتكم ..

نداء لكل عدن بفئاتها وشرائحها من منظمات ونقابات وحركات وتكتلات ومبادرات وإعلامين وصحفيين وكتاب ونشطاء ومثقفي وأصحاب الرأي من أأمة المساجد والخطباء والشخصيات الإعتبارية من رجال ونساء وعوام والفئة الصامته التي دائماً ما تقلب الموازين وتكون الكفة المرجحة في أي تغيير عدن تناديكم وبأمس الحاجة لصوتكم وضغطكم لكي تسير عجلة التنمية والبناء أنتم الوحيدون القادرون على إعادة الروح لها وتطبيع الحياة فيه وأستعيدو مجدها ولا تخلدوها فلن يخاف عليها أحد مثلكم ولا يوجد من هو أشجع منكم ليدافع عنها فكما حميتموها بالحرب إنهضوا لبنائها في السلم .

بقلم : محمد أنور العدني.