كتابات وآراء


السبت - 10 مارس 2018 - الساعة 03:57 م

كُتب بواسطة : انيس الشرفي - ارشيف الكاتب


لدى الجميع قدرات خارقة للهدم والتعطيل وصناعة الفشل.

ولدى الجميع مهارات فائقة على ملاحظة ونقد الأخطاء، والخوض في أدق التفاصيل الكامنة وراءها.

إلى هنا تمام..
لكن حال اتجاهك لمطالبة الناقد بإصلاح ذلك الخطأ الذي لاحظته عيناه، ستثور ثائرته ويستشيط غضباً منك، لأنك في هذه الحالة كشفت المستور وبينت حقيقته الكامنة وراء النقد؛ كونه لم يتعلم سوى أن يكون مخرباً لا بانياً.

الكثير من الساسة في اليمن يدَّعون الصلاح ويشيطنون من يختلفون معه، لكنهم جميعاً لا يجيدون غير الهدم والتخريب والتعطيل والفساد والنقد للآخربن.

الكثير منهم لا يمكن أن يؤمل عليهم آمال إقامة دولة النظام والقانون؛ لأنهم يقدسون مصالحهم الشخصية ويضعونها في مراتب أعلى من المصلحة العامة، وإن تغنى أحدهم بخلاف ذلك، فإن لم يتبع القول بالفعل فإنه يتلاعب بعقول الناس ويلعب بعواطفهم ريثما ينال مصالحه الخاصة، ثم سيجد الحجج التي سيخارج بها نفسه من مطالبات العامة.

هناك من يظنون بأنه من السهل لهم التلاعب بعواطف العوام عبر خطابات سياسية مغايرة لأفعالهم.

وتحتجب الحقيقة في تلك الزاوية التي يقف فيها من يتبنى قضايا المجتمع وينتصر لها، ويرفض الخنوع لتحقيق أهداف ومصالح شخصية على حساب المصلحة العامة.

على الناس أن تتابع وتقيس وترصد بعيداً عن التعصب للأفراد أو الانجراف العاطفي لفئة، فمن وجدوا فيه خدمة لمصلحة المجتمع فلينصرونه دون أن يجعلونه صاحب الحق المطلق حتى لا يصنعون الدكتاتوريات بأيديهم.