كتابات وآراء


الأحد - 11 مارس 2018 - الساعة 03:01 م

كُتب بواسطة : محمد فضل مرشد - ارشيف الكاتب



جمعتني صدفة بقيادي بارز في المجلس الأعلى للحراك الثوري وكانت فرصة لسؤاله عن إعلان المجلس الثوري التفاوض مباشرة مع الحوثيين، وكم صدمني القيادي بتأكيده أن المجلس انشق إلى مجلسين، مجلس لـ (باعوم) ذهب للتفاوض مع أنصار الله الحوثيين ومجلس في عدن!
سألته عن موقف مجلس الحراك الثوري بعدن من مفاوضات مجلس (باعوم) في سلطنة عمان ونجله (فادي) في لبنان، فرد بكلمات أيضا صادمة بقوله: "تبادل أدوار"، فقلت له بل سمها تجارة رخيصة بقضية الجنوب وشعبه، فقال: "هي كذلك" وليثه صمت.
مجالس لا تتقن منذ عقد من الزمان وأكثر سوى تكريس عقلية الانشقاقات في الصف الجنوبي وفشلت في لم شعتها وتقريب شتاتها بل تصر على الذهاب بعيدا في الخلافات والاختلافات.
وفيما يعاني شعب الجنوب ما لا يطاق تتجه تنشغل تلك المجالس والقيادات بتحالفات عقيمة لا جدوى منها سوى المنفعة الشخصية باسم القضية الجنوبية.
وهنا تتضح اشكالية المجلس الانتقالي الجنوبي مع تلك المجالس، فهي قائمة على عقلية الانشقاقات والتفريخ وحتما لن تقبل بالتوحد جميعا تحت قبة مجلس جنوبي موحد سيعيقها عن حساباتها القائمة على حسابات فردية أو عدة أفراد تحت يافطة مكون هنا وآخرين تحت يافطة ثانية هناك وثالثة ورابعة...إلخ.
تلك المجالس حزمت أمرها في المضي قدما في الفرقى والشتات، والمجلس الانتقالي الجنوبي أيضا حزم أمره في السير بالجنوب صوب تحقيق تطلعاته بتحالفات متينة مع التحالف العربي وبرؤية سديدة اقنعت المجتمع الدولي بعدالة القضية الجنوبية وأهمية دور الجنوب والجنوبيين في حفظ أمن واستقرار المنطقة وحتمية مشاركتهم كقوة سياسية وطرف أساسي في التسويات السياسية المقبلة للملف اليمني.
اليوم ها هي الولايات المتحدة الامريكية تعيد اسم الجنوب في معاملات دوائرها الحكومية، وممثلي الانتقالي في جولات مكوكية لأهم دول العالم ويحققون في كل يوم نجاحات سياسية هامة لصالح الجنوب وشعبه، الذين باتت قضيتهم تبحث بوثيرة متسارعة في مراكز صنع القرار الدولي وحاضرة بقوة تحت قبة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.
أتضحت الصورة اليوم.. وأصبح الجنوبيين على دراية تامة بمن يمثلهم ومن يمثل عليهم.