كتابات وآراء


السبت - 17 مارس 2018 - الساعة 12:58 ص

كُتب بواسطة : ماجد الشعيبي - ارشيف الكاتب



لم يعد بوسع أحد المتواجدين في العاصمة عدن أن يجادل بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم ... ناهيك عن المساس بعلمهم..

تلك حقائق أثبتت نفسها في الميدان وسلم بها الخصوم قبل الحلفاء ، لكن المعضلة تكمن في بعض الاقلام الشقيقة التي تقع دوما فريسة اكاذيبها ..

فكلما انتظم المشهد السياسي العام ، وبدأ الجنوبيون يحددون معالم خياراتهم وتحالفاتهم ، تداعى بعض المأزوميين في الخارج الى ضخ الاكاذيب لدفع الحراك مجددا نحو معارك عبثية لا جدوى منها..

وكي لا نغرق جميعا في دوامة الاشاعات والصحافة الصفراء وجب علينا توضيح الحقائق للرأي العام ؛سواء تلك المتعلقة "بحادثة العلم"، او المتعلقة بالتواجد العسكري "لقوات طارق" بعدن :

اولا .... طبيعة الحادث اسردها..

ثانيا ان الحديث الصاخب عن وجود معسكرات ضخمة لطارق في عدن ، يمثل احدى ضروب المكايدة السياسية بغرض احراج قيادة الانتقالي امام حاضنتها الشعبية . والحقيقة هي ان حدود التعاون المشترك بين "مقاتلي الشمال" و"مقاومي الجنوب" ، لم تتجاوز القواعد التي رسمها عيدروس الزبيدي في يناير الماضي حينما اعلن دعمه وتايديه للمقاومة الشعبية في الشمال مع رفضه القاطع لان يكون ذلك مقدمه نحو تاسيس اي تواجد عسكري ثابت لاي قوى شمالية.

وعليه فإن عدن لا تعدو عن كونها "ترانزيت مرحلي" للقوات الشمالية التي تنوي محاربة الحوثي ، في حين ان تواجدها العسكري الثابت سيكون في احدى مديريات الساحل الغربي ، كما اكدت لنا مصادر متقاطعة ، حيث يغادر العشرات منهم يوميا الى هناك بعد ان يتم تجميعهم بالعاصمة ،د وذلك بالاضافة الى ما سيفتح من جبهات عسكرية بالشمال ترفض مصادرنا المطلعة حتى الان الافصاح عنها.

وبعيداً عن العلاقة الجدلية بين طارق وعيدروس ، فإن دعم الانتقالي لمقاومة الشمال يعبر عن توجه استراتجي هو أكبر من حدود التحالف التكتيكي بين الطرفين ، والدليل على ذلك تواجد الزبيدي في جبهة مريس وتوجيهه مقاومة الضالع بضرورة دعمها ، وذلك رغم ما يطغى على هذه الجبهة من سمة سياسية مقلقة ، غير أن محددات ضمان الأمن الجنوبي تقتضي مواجهة الحوثي اولاً والاصلاح ثانياً ، وفي إطار هذه الأولوية يحاول عيدروس الزبيدي رسم خططه الميدانية ونسج تحالفاته السياسية.

اخيراً رسالتي إلى زميلي الذي تبنى مؤخراً خطاباً تصالحيا بين جميع اليمنيين جنوبيين وشماليين: تذكر أن عدن فتحت أبوابها تدريجياً لجميع المدنيين الشمالين لاسيما بعد معارك صنعاء في ديسمبر المنصرم ، وطرحك غير المسؤول هذا إنما يقود لردود أفعال متشنجه سيكون هؤلاء هم أول ضحاياها .. أما عشرات العسكرين التابعين لطارق فيحميهم التحالف الذي يحمي عبدربه و بن دغر، وغريمهم الحوثي وعلي محسن مش الحراك ولا الجنوب.
*رئيس تحرير موقع البعد الرابع