كتابات وآراء


الجمعة - 13 أبريل 2018 - الساعة 03:40 م

كُتب بواسطة : حسين الحنشي - ارشيف الكاتب


على الجميع ان يعلم ان المعارك السياسية تحتاج الى نفس طويل وشد وجذب ومرونة وكما تشهد تحقيق مكاسب فهي تشهد تقديم تنازلات مؤلمة تحت سقف معين لا يصل حد المس بالمبادىء للشعب وقضيته.

ليس الجنوب وقضيته استثناء فعبدالله اوجلان يقبع في السجن منذ عشرين عاما ولايزال شعبه من الأكراد متمسك به وبقضيتهم وبمديمون منفي الى ألمانيا ولايزال شعبه من الكتالونيين يصر على قضيتهم وعلى انه رئيسهم ولايزال الشعب الفلسطيني يقدم نموذج يوميا للإيمان بالقضية.

ما تحقق للجنوب الكثير من تمكين على الارض ومن اعتراف دولي حيث اصبح لأول مرة يستخدم قواته لتحقيق مكاسب سياسية فيمنع حكومة من الدخول ويسمح بذلك حين يعترف به الكل ويجلس معه مندوب الامم المتحدة لصنع اتفاق وهذا أكبر نصر لكل شهداء الجنوب منذ الوحدة عام ٩٠م ان يصبح الجنوبيين قادرين على المنع والمنح حسب ثمن سياسي مقابل وان تم النكث فالجميع يعلم ان الجنوبيين قادرين على تخطي البوابة الثالثة لمعاشيق.

هناك ترتيبات دولية قادمة واكبر من قدرة الجميع وليس عليك كسياسي محترف ان تصادم وتتصرف كصبي وتخسر موقعك بل ان تقدم شيء مقابل شيء وتصبح جزء من المستقبل انت وقضيتك وانت على مبادئها خسرت من اجلها مناصب وتقدم من اجلها التنازلات المعقولة للاستمرار في خدمتها.

الشعوب والنخب والقيادات التي تحمل قضايا عادلة لاتتركها بصورة طفولية خانقة عند اول منعطف مؤلم فالحياة ليست جميعها انتصارات واحتفالات بل ان الانتصارات التي تجلب الضحكة الاخيرة لاتعني الى بعد صمود وثبات على المبادئ مهما كانت الظروف.

يجب ان نصارع القوى اليمنية وان نسايس التحالف العربي وان نناور العالم كله سياسيا وان لا ننكسر ونهرب ونستسلم هذا مانؤمن به وما تقوله لنا تجارب كل الامم المناضلة والشعوب الصامدة.

الامر اهون من ذلك ولايزال الوضع الجنوبي قوي بما فيه الكفاية ويزداد نضج سياسي واحتراف افتقدته مسيرة الحراك سابقا التي كانت مبنية على الشعارات والعواطف.

لهذا مهمة الاعلام الوطني الجنوبي مهمة في تحصين الشعب وكلا منا يجب ان يقوم بدوره حسب إيمانه بقضيته وقيادته القوى المعادية قوية في حملات التشكيك وتفتيت المعنويات ويجب ان تواجه بقوة مقابلة .