كتابات وآراء


الجمعة - 11 مايو 2018 - الساعة 04:44 م

كُتب بواسطة : محمد علي علاو - ارشيف الكاتب


من منا لا يعرف قصة كذبة أشعب في التراث العربي، بل ويتذكّر الكثير من حكاياته وطرائفه باعتباره رمزا لمن يكذب الكذبة ويصدق كذبته ويجر المجتمع لتصديق كذبته.....

وقصة أشعب الشهيرة تدور وقائعها حينما أراد أشعب هذا أن يستغفل عقول قومه، وقال لهم ممازحاً كاذباً: إنّ هنالك وليمة كبيرة وضخمة أقامها أحدهم خلف الجبل.... فما كان من النّاس من قومه إلا أن هرعوا بلا تدبّر إلى خلف الجبل لأكل الوليمة... ولأنّ عدد الذين صدّقوا كذبته فاق المتوقع.... فقد أصبح الطريق إلى خلف الجبل مزدحماً لدرجة أنّه لم يبق فيه موطئ قدم..... أما أشعب فقد استغرب هذا المنظر وأخذ الشك يساوره وصارت نفسه تحدثه: لربما كانت هناك وليمة حقا وأنا لا أعلم... فما لبث إلا وقد أطلق العنان لرجليه يقوده جشعه إلى وليمة لا وجود لها.... فمنظر انسياق الناس وراء كذبته بهذه الصورة اللامتوقعة جعله يصدّق كذبته التي هو أطلقها في الأساس....

ولربط القصة بموضوع المقال حول كذبة الإخوان وبن دغر عن احتلال الإمارات لجزيرة سقطرى.... فلنأخذ جولة ولو سريعة على شبكات التواصل الاجتماعي الإخوانية والفضائيات التركية والإيرانية لا سيما قناة الجزيرة.... سنراها - حتما - حلّت محلّ أشعب في عصرنا هذا، فقد صار الانقياد والمسايرة منهجا لدى الكثير بسببها.. وأصبحت الصورة ذات تأثير مذهل يتجاوز تأثير الكلمة.. خاصة إذا أخذت تلك الصورة حقها من التعديل والفبركة.. وليس مبالغة لو قلنا أنّه أصبح لدى تلك الأحزاب والقنوات الإخوانية القدرة على تنويم متابعيها مغناطيسياً، حيث يسهل عليها خداعهم وتضليلهم والتأثير عليهم لدرجة أنّهم لا يتقبلون إلا ما تمليه عليهم تلك القنوات أو المواقع، ولا يمكنهم بأي حال من الأحوال تقبل فكرة الشك أو النقد فيما يُعرض عليها. خاصة في ظل الفوضى العارمة التي تسود العالم العربي فإنّ هذه الجماهير لا تميل إلى التأمّل والتدبّر والتحقق فيما يعرض عليها، بل تميل إلى الانقياد حالها حال غالبية المجتمع..

بينما الحقيقة والواقع يؤكد بالقطع واليقين أن جزيرة سقطرى يمنية وستبقى يمنية يا قوم وقد دحضت الخارجية الإماراتية هذه الكذبة ببيان رسمي، وأكدت أن سقطرى جزيرة يمنية ولا أطماع لها فيها وأن ما يشاع عنها مجرد كذبة لا وجود لها إلا في عقل من أنتج الكذبة وصدق كذبته وتقصد بذلك الإخوان وقطر.

وبالتالي ينبغي أن تنتهي تداعيات كذبة أشعب القطرية الإخوانية التي أنتجها وبثها إعلام قطر والإخوان وإيران وصدقتها حكومة هادي وانجرّت وراءها للإساءة للإمارات عضو التحالف العربي للأسف الشديد، برغم عدم صحتها وهي أكثر من يعرف أنها كذبة إخوانية لا وجود لها، وأن هدفها هو تخفيف الضغط على الانقلابيين الحوثيين الذين صاروا في أضعف مراحلهم... وبدلا من توحيد الجهود مع التحالف نحو تحرير صنعاء واستعادة الجمهورية من يد العصابات الحوثية الإيرانية كهدف مشترك للجميع عاد الإخوان وجمهورهم وحكومة هادي تلحق وراء كذبة أشعب سقطرى .

والمؤسف أن تحصل أزمة سياسية كبيرة وخطيرة وأساسها كذبة أشعب قطرية المنشأ، مع أن الكل يدرك مصدرها والمستفيد منها وتوقيت بثها، بل الأكثر مأساة أن يتم إيصال الكذبة للأمم المتحدة كما يشاع دون احترام لعقول أغلب الشعب اليمني الذي يدرك أن كذبة احتلال الإمارات لجزيرة سقطرى هي صناعة قطرية إخوانية إيرانية هدفها الإساءة للتحالف العربي الذي طلب تدخله الرئيس هادي لاستعادة الجمهورية.

احترموا عقول شعبكم أخي الرئيس هادي أنت وابن دغر.... أغلب الشعب اليمني والعالم أذكياء وليسوا خرفان إخوانية ولا شيعة شوارع إيرانيين يمكن أن يصدقوا هذه الكذبة.... والحليم تكفيه الإشارة!!.