كتابات وآراء


الأحد - 17 يونيو 2018 - الساعة 10:30 م

كُتب بواسطة : عبدالقادر القاضي - ارشيف الكاتب



في مقالات سابقة كنت أتوجه بها مباشرة للسيد الرئيس عبدربه منصور هادي مطالبآ إياه بأذابة جبل الجليد الذي استطاعت بعض مراكز القوى المتنفذة والنافذة في الشرعية والمتمثلة بحزب الإصلاح على وجه الخصوص ،،، أن تبنيه بينه كرئيس شرعي لدولة ذات سيادة ولو مجازآ خلال هذه الفترة وبين قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تمكن هذا الحزب بشكل حقيقي من أن يحيط بالرئيس هادي كما يحيط السوار بالمعصم ...

واستطاع بالتالي هذا الحزب الانتهازي من جر الرئيس هادي من حيث يدري أو لا يدري إلى مربع خصومتهم الحزبية والازلية مع دولة الإمارات ...

ليلوكوا الثوم بفم الرئيس نفسه متدثرين بالشرعية ومتزينين بزينة الوطنية الكاذبة التي لم تحرر شبرآ طوال ثلاث سنوات في جبهات خذلت المملكة العربية السعودية وخذلت الرئيس هادي وخذلت شعبآ بأكمله .

والرئيس هادي هو اعرف الناس بحجم الفساد الذي وصله في تقرير لجنة تقصي الحقائق التي وفرت ماقيمته 600 مليون ريال كانت تذهب لاسماء وهمية كمرتبات شهرية في 17 لواء في نهم والمعروف اعلاميآ بجهة نهم .. وماخفي كان أعظم .

وهاهي اليوم قيادة دولة الإمارات تتقدم خطوة إلى الأمام باتجاه الرئيس هادي ممثلة بوزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد والذي بدأ من كل الصور الملتقطة وكأنه ابنآ يقابل من في مقام والده ..

وكم أفرحت هذه الصور قلوب الشعب المتعب المنهك من صراع الأحزاب .. وكم بغضها وحقد على بشاشة الوجوه فيها قلوب اخوان اليمن وحزبهم حزب الأصلاح.

تبقى على الرئيس هادي وفقه الله أن يقدم هو الآخر كرئيس للبلاد بأن يتقدم خطوة أخرى إلى الأمام مع قيادة دولة تحترم نفسها وتحترم تعهداتها وبالتالي مؤكدآ أنها تحترم عبدربة منصور هادي بأعتباره رئيسآ شرعيآ للبلاد ،،،

فمصلحة الشعب بأكمله شماله وجنوبه هي الأولى من مراعاة مصلحة حزب انتهازي لم يجني الشعب منهم سوى الشوك وجراحه.

ومن هذا المنطلق كان للإمارات الفضل في كسر هذا الجمود وإذابة جبال الجليد التي بناها من أراد أن يستفيد منها لصالح معاركه الحزبية التنظيمية ضد دولة الإمارات وكل الدول العربية ...

فحزب الإصلاح ليس إلا دكان في سلسلة دكاكين عالمية تدار عبر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين .

أعتقد أن الكرة الآن في ملعب الرئيس هادي ليرى أن مصلحة الشعب شمالآ وجنوبآ هي الأولى والاقدم من مصلحة حزب بعينه أو حتى الأحزاب مجتمعة .

حتى وإن تم تجميد العمل الحزبي ثلاث سنوات وان تتشكل حكومة حرب بكفائتها وليس عبر ترشيح حزبي على أن يعاد مزاولة العمل الحزبي والسياسي بعد أن يتم إعادة ترتيب الأرض وتعميق الاستقرار الامني والمجتمعي والخدمي وإيجاد حلول للوضع على الأرض والتوازانات الموجودة فيها .. لتكون حينها جاهزة للعمل الحزبي والسياسي والنقابي .

أتمنى على الرئيس هادي أن يعتمد على حسه الوطني قبل أن يعتمد على تقارير مطبوعة كلها تكتب في مقر الإخوان والعفافيش وبأقلام اعلاميهم ورجال أمنهم ومنافقيهم .

أنها الفرصة الذهبية فالتقطها يا سيادة الرئيس لتحطم ذلك الطوق الذي يحاصرك ويغلق الأبواب عليكم كي لا تسمع إلا لهم ولا ترى إلا بهم .. ليتكون في فكرك ما يريدونه هم .

آن الأوان يا فخامة الرئيس أن يجنح الجميع للسلم وان يحتوي الجميع الجميع ... وآن الأوان أن يغلق ويحرق ملف الماضي الذي بسببه ظلمت ومازالت تظلم أجيال واجيال في ذنوب لم يقترفوا منها شيء .

واليوم فخامتكم بات أمامكم الاختيار بين ..

مصلحة شعب بشماله وجنوبه ومد جسور الثقة مع دولة الإمارات مجددآ للوصول إلى حلول في كثير من ملفات المناطق المحررة وتقارب وجهات النظر مع القيادات الجنوبية الأخرى المتواجدة في أبوظبي بطريقة أو بأخرى من أجل استعادة الحياة هناك .

أو مصلحة حزب ومراكز قوى لم يعد خافيآ على أحد انهم تجار حرب وليسوا ثائرين ولا فاتحين وكل شيء أصبح علنآ ولم تعد هناك مساحة بوصة واحدة للكذب.

تحية لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها وشعبها الذين يبدون كل يوم حسن النوايا وحسن التقارب حتى وإن حصلت بعض التجاوزات ..

انما تظل هذه الخطوة حقيفة تحسب لهم وهي ضربة تحت الحزام لحزب يظن أنه يستطيع أن يبتلع اليمن كلها مستخدمين فم الرئيس هادي لتصل الكعكة إلى بطونهم ظانين انهم يستطيعون ذلك .

الكرة في ملعبكم فخامة الرئيس ،، ليلتم شمل الجنوبيين وإعلان عهد جديد من المحبة والتصالح والتسامح الجنوبي الحقيقي الذي لن يكتمل عقده إلا بكم كونكم الرئيس الشرعي للبلاد أمام الله والناس والعالم بأسره ويجب أن تكون لفخامتكم بصمة بهذا العمل الذي ستعتبره الأجيال وكأنه تكفير عن كل ما مر بهم منذ عشرات السنين .

الحلول ممكنة سيادة الرئيس .. والسمو فوق الجراح هو فعل الشجعان وخلق الفرسان ...

فأذا صلح الجنوب وتصالح واتفق ..

فا والله ان معك شعب ورجال في ذلك الجنوب مستعدين أن يذهبوا معك إلى أقاصي الأرض لينصروك قولآ وفعلآ ..

وهاهم اليوم أبنائك ينصرونك في جبهات الساحل الغربي حتى قبل كل شيء وأي شيء .. ينصرونك حقآ وحقيقة ... وليس كمثل البعض الذين ينتصرون نفاقآ وتمثيلآ وكذبآ وفسادآ .

مصلحة الشعب شمالآ وجنوبآ هي في الحد من نفوذ حزب الإصلاح في التدخل المباشر في اتخاذ القرار السياسي وشكل ذلك القرار ...

والحد من التأثير على مؤسسة الرئاسة فيما يخدم حزبهم ويهدم الوطن أو يعزز الصورة الذهنية لدى المجتمع من أن الإصلاح هو فعلآ قد أكل ثورة 11 فبراير في الشمال وهاهو يحلي بحرب 2015م في الجنوب .

آن لكل ذلك أن يتغير فخامتكم ... حان وقت ذلك .

بالتوفيق إن شاء الله لما فيه الخير والاستقرار للناس.