كتابات وآراء


الأحد - 15 يوليه 2018 - الساعة 01:50 ص

كُتب بواسطة : قاسم المحبشي - ارشيف الكاتب


عصر اليوم كنا في جلسة أكاديمية تشاورية صريحة مع الأخ عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الأنتقالي الجنوبي وبعض أعضاء وعضوات المجلس كنا مجموعة من الأكاديميين والأكاديميات من مختلف كليات جامعة عدن، ذهبنا بدعوة رسمية من المجلس للتشاور في جملة من قضايا الحاضر والمستقبل. بالنسبة لي كان هذا اللقاء المباشر مع المجلس الأنتقالي هو الأول وقد حرصت على الاستماع الى ما يقوله رئيس المجلس بعناية تامّة. في مستهل كلمته رحب بجميع الحضور وعبر عن سعادته وحرصه للاستماع الى أراء الأكاديميين والأكاديميات بوصفهم حملة رأية العلم والمعرفة العلمية الجدير بالقيمة والاعتبار. وقال : نحن نعلق عليكم الأمال وأنتم الرهان في إعادة تأسيس وبناء دولة المؤسسات والنظام والقانون التي ننشدها. وتحدث عن التحديات التي واجهت ولازالت تواجه عمل المجلس الأنتقالي في مسار عمله التأسيسي.
ثم فتح المجال للأسئلة والنقاش الصريح الشفاف
إذ عبر المتحدثون من الزملاء والزميلات الذين طلبوا المشاركة بالحديث عن ماكان يدور بخلدهم من أسئلة وملاحظات بكل صراحة وشفافية بدون مقدمات وكان لسان حلهم يقول : نحن أتينا الى هنا لمعرفة الحقيقة وقول ما نعتقده صواباً في أمر يهمنا بالقدر الذي يهمكم إنه مستقبل الجنوب وشعب الجنوب وماذا بوسع المجلس الأنتقالي الذي عقدت عليه الآمال عمله وكيف يمكن إنجاز الاستحقاق الجنوبي في إستعادة السيادة الكاملة بتأسيس الدولة الوطنية العادلة!
وحينما سنحت لي الفرصة بان أدلو بدلوي في النقاش قلت رأيي بوضوح وبدون مواربة إذ شكرت المجلس الأنتقالي على دعوة الأكاديميين ومنحهم المكانة التي تليق بهم في تقرير مصير الشعب والوطن بوصفهم علماء وخبراء في مختلف اختصاصات ومجالات الحياة ومشكلاتها التي تستدعي تدخل العلم والعلماء. وقدمت نفسي له بوصفة كاتب رأي حر ومواطن يبحث عن دولة قانون ونظام عادلة! وقلت اريد أن اسئلك سؤال يا عزيزي :ماهي طبيعة المجلس الأنتقالي على وجه التحديد ؟ هل هو مجلس جماهيري ثوري ؟
أم مجلس فعل سياسي ؟ إذ أن الوضع يختلف في كل حال من الأحوال ، إذ كنا بصدد التأسيس للاستحقاق السياسي الجنوبي المنشود فعلى المجلس الأنتقالي الحالي أن يعيد التفكير بالآيات عمله وأدواتها، بناء وتأسيس الدولة يحتاج الى الخبراء والعلماء والتكنوقراط في مختلف مجالات الحياة لابد من العمل الجاد والمسؤول مع كل القوى الفاعلة المحلية والأقليمية والدولية والكف عن لغة التخوين والاقصاء والبحث عن القواسم المشتركة مع كل النخب والحساسيات والقوى والفعليات الجنوبية
الصامته والمحايدة والمعارضة. ومن المهم التفاوض مع الحكومة الشرعية ودول التحالف العربية بشأن إعادة الاعمار والاستثمار والشروع الفوري في تأسيس مشاريع تنمية مستدامة في الزراعة والميناء والصناعة والبحر وكل الممكنات التي من شأنها توفير فرص عمل وحياة كريمة لعشرات الالف من الشباب العاطلين عن العمل قلت له يا أخي العزيز على المجلس الانتقالي أن يعرف كيف يتدبر الناس لقمة عيشهم وماهي مصادرهم وفرصهم وكيف ينامون ويتعلمون وياكلون ويشربون ويتزوجون ويسكنون ويتعالجون .. الخ تلك القضايا التي تهم الناس وتنتظر منكم الأسرع في زحزحت عبئها الثقيل من على كواهلهم ! وغير ذلك من الأشياء التي قلناها للأخ العزيز عيدروس الزبيدي وتقبلها بصدر رحب ، وكانت ردوره معبرة عن حسن استماعه واهتمامه بما قيل ويبدو من كلامه أنه صادقاً فيما يقول ويبعث على الثقة.