كتابات وآراء


الجمعة - 17 أغسطس 2018 - الساعة 11:02 م

كُتب بواسطة : جعفر عاتق - ارشيف الكاتب




منطقة الصبيحة بمحافظة لحج إحدى المناطق الجنوبية التي قدمت الغالي والنفيس في الحرب التي لاتزال تدور رحاها في اليمن منذ أكثرمن ثلاث سنوات.

سميت الصبيحة بهذا الاسم نسبة لقبائل الصبيحة التي تسكن تلك المنطقة الشاسعة من محافظة لحج.

تمتاز قبائل الصبيحة بالغلظة والشجاعة وتسكن في مناطق جبلية وعرة اسهمت وعورتها في تشكيل رجال الصبيحة وتكوين بأسهم الشديد على كل عدو.

منذ بدء زحف مليشيات الحوثي والقوات الموالية لها نحو المحافظات الجنوبية انتفض رجال الصبيحة وخرجوا إلى الوديان والجبال لملاقاة القوات الغازية واشتبكوا معها في عدة مواقع ومعارك ولقنوها دروسا قاسية.

قدمت قبائل الصبيحة خيرة رجالها في المعارك ضد الحوثيين ولا تزال حتى الآن تقدم رجالها فداء للدين والوطن والعرض.

تحررت العاصمة عدن وأغلب المناطق الجنوبية التي كانت ترزح تحت حكم الحوثيين فيما شكلت منطقة الصبيحة حزاما يحمي عدن من عودة المليشيات واستمرت المعارك فيه لفترة طويلة جدا، وتحمل أهلها كل مآسي الحرب من قتل وتشريد ونزوح.

واليوم وبعد تحرير الكثير من مناطق الصبيحة لا يزال رجال الصبيحة يسطرون ملاحم بطولية في جبهات الساحل الغربي.

للصبيحة رجال صارت اليوم أعلاما نقشت اسماها في جدار التاريخ وجعلت لها مكانا عاليا في هذا الوطن المثخن بالجراح.

إن ذكرت الصبيحة فهناك رجال تذكر أسمائهم بشموخ وعزة فمنهم من قضى نحبه شهيدا دفاعا عن الدين والأرض والعرض ومنهم من لا يزال شامخا كالأسد الذي يراقب فريسته قبل الانقضاض عليها.

يظل الأسير البطل ووزير الدفاع الشجاع اللواء الركن محمود الصبيحي رمزا وطنيا وقائد عربي قومي قارع المليشيات المدعومة من إيران في مواقف عديدة حتى سقط أسيرا لديه قبل أكثر من ثلاث سنوات ولا يزال حتى اليوم أسيرا معها ومع هذا تبقى اسمه عاليا على القمم الشامخات فكل ما ذكر اللواء الركن محمود الصبيحي ارتعدت قيادات الحوثييين من الخوف.

كما يظل الشيخ حمدي شكري الصبيحي قائد مقاومة الصبيحة وواحدا من الرجال الذين لا يزالون صامدون في ساحات الوغى وميادين المعارك ويسطر مع رجال الصبيحة ورجال الجنوب الأوفياء ملاحم تاريخية في الساحل الغربي لليمن.

القائد الشهيد العميد عمر سعيد الصبيحي الذي استشهد في جبال كهبوب وهو يقود قوات الجيش والمقاومة لتحرير المنطقة من براثن المليشيات يعد أحد أهم القيادات العسكرية الجنوبية التي قارعت قوات الاحتلال ولقنتها دروسا قاسية.

كما لا ننسى القائد الشهيد طه علوان الذي خرج لملاقاة العدو وحيدا وقاد الشباب في اول المعارك قبل انت تبدأ عاصفة الحزم ويتدخل العرب لإنقاذ اخوتهم، وسقط شهيدا في معركة الشرف والكرامة.

لم يقتصر دور رجال الصبيحة على القتال فقط ولكن كان الدور الكبير أيضا لرجال الأعمال من الصبيحة الذين قدموا الدعم الوفير للجبهات وكانوا خير سند للرجال في المعارك.

نذكر هنا دور الشيخ عصام عبده هزاع الصبيحي الذي قدم أمواله ورجاله وسلاحه في سبيل دحر العدو وتحرير الوطن من شروره.

لا ينكر دور الشيخ عصام عبده هزاع الصبيحي إلا جاحد او منافق لجهة ما فالشيخ عصام رجل الخير والداعم الأول للشباب في كافة المجالات ولم يقتصر دعمه على الجبهات فقط.

كثيرون هم القيادات من قبائل الصبيحة التي قدمت الكثير لهذا الوطن ولم تنتظر شئ مقابل ذلك وما سردته هنا لم يكن إلا الشئ اليسير فقط، فحقا نقولها وبكل فخر "سلام الله على رجال الصبيحة".

#جعفر_عاتق