كتابات وآراء


السبت - 15 سبتمبر 2018 - الساعة 08:43 م

كُتب بواسطة : د. لؤي عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب



للصبر حدود في كل شي ولكل أمر ، فعدن وأهلها تحملوا ولا زالوا يتحملوا وفوق المستطاع وليس لأول أو ثاني أو ثالث مرة بل لعشرات المرات وبمختلف أنواع المعاناة والمظالم والقهر الممنهج (مع التفنن أحيانا في كيفيه ذلك)، وفي المقابل لا تجد عدن وأبنائها إنصافا وفي كل مرحله أو منعطف تاريخي يمر به الوطن لا في حقها في الثروة (إقتصاديا) ولا من حيث الإستحقاق (إداريا واجتماعيا) وخاصة في التعينات الوظيفيه الدنيا و العليا ع مستوى المحافظه ومن كادراتها من أبنائها الذين هم كثر وفي مختلف التخصصات ومنهم ذوي الشهادات العليا و السيرة الحسنة لأجل خدمتها وتحقيق متطلبات أهلها ومراعاة شؤونها المختلفة والنهوض بها، فما بالكم على مستوى وظائف الدوله العليا داخليا أو خارجيا !.
الصبر يمكنه أن يمتد قليلا وخاصة عندما يكون التأخير لبعض الوقت لبعض من المصالح والخدمات والحقوق ولكن ليس لكل الحقوق كما ويتم إضافة المزيدا من الظلم يوما بعد يوم.
" الأسد بعظمته وهو ملك الغابه يحافظ عليها منذ الأزل الى يومنا هذا وإن جاع وهاج كل يوم ...."
فلتعتبر القياده والسلطه محلية أو عليا كانت، وكذلك مكونات المجتمع المختلفة بأن الشعب بشكل عام (الذي لا حول له ولا قوه) إنه حين يجوع ويفقد القدره على الصبر والإحتمال من خلال الصوم الطويل وبالإكراه فبدوره يفقد القدره على التركيز والتفكير السليم وتتشوش الرؤية لديه لأنه فقد إمكانية ذلك صحيا (عضويا)، وعليه يخرج عن نطاق المعقول إلى الا معقول وهو الأمر الحاصل اليوم ونلمسه الآن في واقعنا الحياتي المرير، وعليه ومما لا شك فيه إحتمالية تنظيم وإعلان مشاركة مجتمعية أي كانت مسمياتها للتعبير عن هيجانها الشعبي وعدم قدرتها على الاستمرار في تحمل مشقات هذه الازمات الإقتصادية والإجتماعية المتكررة من سيئ إلى أسوأ و المنهكة لحياة المواطن والكاسرة لعموده الفقري نهائيا.
تنظيمها هذا يتبلور ويستخدم بإحدى طريقتين:
إيجابية فيما لو تم تنظيم أسس لخطوات العصيان أو الإضراب ليكون له معنى مجتمعي يوصل من خلاله رسالة مفادها تنبيه الحكومة والقيادة السياسية بجدية الأمر ومدى خطورته وإمكانية تصعيده لاحقا لمستوى أكثر حدة ووفق أسس أيضا ليكون قد أعذر من أنذر.
وسلبية في أن يستخدم مفهوم العصيان أو الاضراب لما قد يخرج عن السيطرة نتيجة العشوائية والعجالة وعدم التنظيم، وكذلك إندساس لبعض من المخربين لحرف مجرى هذا المفهوم وعدم امكانية السيطرة عليه وتتشكل حالة من الصدامات والفتنة بين أبناء المجتمع محليا على مستوى المدينة، أو بشكل عام على مستوى المحافظات الأخرى.
وعليه يجب علينا مراعاة وضع الأسس المنظمة والآليات المناسبة لتحقيق وإنجاز برامج وأهداف هذه الحملة الشعبية ضد الفساد وإدارة الحكومة في مؤسساتها المختلفة تعبيرا عن رفض المجتمع لدورها في إدارتها وكذلك في عدم الرضا عن مستوى أداءها وحتى تتم التفاتة القيادة السياسية نحو هذه المطالب بجدية منقطعة النظير (بإتفاق معلن ووفق آلية) وأن تقوم بما عليها من تغيير لهذا الواقع الأليم الذي هو ممكن أصلا وفي استطاعتها القيام به إن أرادت.
ومن وجهة نظري فلقد سئمنا وخاصة عندما التقينا وسمعنا من أطراف عدة وخاصة الحكومية منها ولاكثر من عام وللأسف نفذ صبرنا وتبددت توقعاتنا بما كانت تدعيه أو تعلن عنه دون إمكانية تحقيق ولو نسبة معقولة من هذه الوعود، كما وإن صبر المواطن قد نفذ تماما وإن أي تهور في مجرى الأمور قد يؤدي إلى كارثة لا تحمد عقباها، والتجارب لدينا كثيرة ومتعددة وخاصة في المعاناة والأزمات والحروب والخراب... وضربتين في الرأس توجع.
كما أتمنى من أخي المواطن وأختي المواطنة عند رغبتنا في التعبير عن أمر ما فعلينا قبل أي تفاعل أو إنفعال أن يجلس كل منا مع ذاته لدقائق معدودات ليفكر مليئا بأي خطوة (قد يخطوها) مما عرض علينا وأن نضع في حسباننا مقدار النتيجة أو النتائج التي يترتب عنها دورك أو مشاركتك في هذا العصيان أو ذلك الإضراب ومدى أثره ومنفعته على واقعنا الحياتي وبشكل عام، وستكون ملك نفسك مرتاح البال لكل خطوة خطوتها بإرادتك وبقناعة كاملة دون تأثير من أحد أي كانت درجة الصلة بهم.
دمت بخير حبيبتي عدن ودمتم بخير أهلي وأحبتي في عدن ودام وطننا الحبيب آمنا سليما معافى.

أ.د. لؤي عبدالباري قاسم.