كتابات وآراء


السبت - 20 أكتوبر 2018 - الساعة 05:00 م

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب


لم أشاهد في حياتي شخصا يصدق عليه
القول المشهور (الأسلوب هو الرجل ) كما يصدق على المغفور له بأذن الله الدكتور حسين فضل حسين النخعي يتطابق عنده شكلا ومضمونا ذاتيا وموضوعيا يتوازنان ويمتزجان ويتكاملان مع شخصيته البسيطة المتواضعة الكبيره في حجمها العلمي والاخلاقي الذي امتاز با اسلوبه الفريد من نوعة الذي به صقل شخصيته واصبح عنوان لفكرة الغزير بالمعاني
والالفاظ وتداعت به الخلائق ومثل شخصية يصعب تكرارها حقيقة في زمنا كهذا !!

حين تكون الكتابة عن شخص عزيز على القلب والفؤاد معا ساعة الوداع لاشك أن الكلمات تختنق في الحناجر وتتلاشئ وتفقد معانيها وبريقها ولايمكن أن توفي الكلمات بمايجيش في النفس من لوعة وأحزان وحرقة وألم مهما حاولنا تصنع الالفاظ والمصطلحات ومهما حاول الإنسان أن يستجمع قواة النفسية ويشدد التركيز باحثا عن مايليق ومايمكن يقوله في رحيل هامة علمية وشخصية اجتماعية وثقافية ورياضية لها وزنها وسمعتها على مستوى المحافظة مثل الدكتور حسين فضل النخعي الذي افتقدناه مبكرا وناحت به الأصوات في كل ناد !!

تملكنا الذهول لرحيله وقشعرت الابدان وحزنت عليه الأنفس لفراق انسان جعل الحوار والاسلوب فلسفة في طريقة ونهج ومبدأ تعايش به ووصل به ٱلى القمة داعيا الى حب الخير والسلام ، اقترن اسمه مع عمالقة الثقافة والعلم والمعرفة اكاديميا يشار اليه بالبنان وفي واقعه الإجتماعي حدث عنه ولاحرج فيالها من خسارة لرحيله !!

ظل الدكتور حسين النخعي يتجول عاشقا مبهورا في دوحة الثقافة الظليلة حتى تمكن ونجح في تكوين ثقافة ذاتية استطاع بها خوض أكبر المعارك الثقافية فاتحا آفاقا رحبة لمستقبل وأعد ينتظرها بلهفة وشوق حتى جاءه القاهر الذي لايغلب فصرعة الموت وقضئ نحبه
فإي شلال هادر توقف ،هذه هي شهادتي المختصرة عن الدكتور حسين فضل النخعي ،وأما حالتي الشعورية مع ذكراه فيعبر عنها قول المتنبي :

إن كنت لست معي فالذكر منك معي ** يراك قلبي وإن غيبت عن بصري

العين تبصر من تهوى وتفقده ** وناظر القلب لايخلو من النظر !!