كتابات وآراء


الجمعة - 28 أبريل 2017 - الساعة 03:28 م

كُتب بواسطة : نبيل الصوفي - ارشيف الكاتب


ايها القدير عيدروس الزبيدي
اياك وطريق اخونا خالد بحاح..
انتما تجربة واحدة، مع هادي، التقط كل واحد منكما من تربته ورماه في الهواء..
ولكن يجب عليك أن لاتسير في طريق "خالد".
صدقني، يامن تمسكت بمجتمعك وصمدت وحيدا في شعاب الضالع وجبالها..
لست من طينة خالد..
انا لا اشتمه هنا.. هو صديق عزيز، لطالما تناقشنا كثيرا، ولكنه يسير بقانون القصور الذاتي.. يسير للأمام مستشعرا وحدته، هو يؤمن بالدولة بالشركة، لأنه لم يجرب من قبل الايمان بالجماعة والجماعيات.. لأنه ابن الوظيفة المدنية، بيروقراطي، وهذه هي طينته التي اقصدها.. تجربته.
أما أنت فمختلف.. يمكن لرجال من هذه البلاد أن يشنقوا هادي بحبله السري، يلفون حول رقبته الحبل نفسه الذي يمسكه بيده ويلفه حول رقبة اليمن واليمنيين..
هادي، ماضوي وضيع.. مسكين الله، رجل طيب، وهذا الرجل الطيب في السياسة يتحول شرا محضا، جرده الله من كل حواسه الا حاسة البقاء على قيد الحياة.
لاشيئ يهمه سوى نجاته الفردية، وطعاما يأكله، عنده، الأهم يلاقي لحم في الغداء والعشاء.. وبعدها طز بكل شيئ.
هكذا رجل، لاثابت لديه، يمكنه أن يوحد الجزيرة العربية، أو يشطر قريته وعائلته حتى.. المهم "فتة اللحم المسائية"..
لذا، لاتعود لأي ماضي..
لاتصبح ضالعيا بعد اليوم، ولايعني هذا ترك الضالع، بل يجب العودة لها، فلقد رأيت قرار تعيينك محافظا لعدن ضربا للضالع، لكنك كنت طيب القلب لحظتها، وظننته شيئ آخر..
من الضالع، اعد بناء حضورك، واياك ان تخاف من تغير نوع القات، وقلة السيارات، فصدقني هي لحظة واحدة لو فكرت برفاهية المحافظ ستدفن نفسك للأبد..
قدم النموذج، فهاهو علي عبدالله صالح، يسير بسيارة واحدة، وكلما جاء له من يريد مصلحة قال له: منين، قدك تشوفني ماعاد اخرجش من بيتي..
ستجد الان الاف الفرص لاعالتك.. وكفالتك، كما حدث لخالد، ولكن خالد لم يكن قائدا شعبيا، ولذا ان يبقى مهتما بطلاب هنا وجمعيات هناك، يحقق لهذا مصلحة ويقرأ كتابا ويتوسط لهذا.. فهو افضل ما يقدر عليه اليوم، اما انت لو قبلت الكفالة، فانك تدخل نفسك كيسا أضيق من كيس هادي..
انجبت الضالع رجالا عظاما، استهان الناس بمظهرهم، ولكنهم صنعوا التاريخ..
فتقدم من جديد.. ولاتعود للوراء..
اليمن بكلها محتاجة لحراك جنوبي، رشيد، يراجع اهدافه وشعاراته، لأجل استعادة الجنوب اليمني، اعادة تمثيله كقوة وطنية اجتماعية سياسية..
في لحظة صرتم اعداء الوحدة. واليوم، هذه العدواة ضررها سيتمدد جنوبا وشرقا، ويحرق اوراق الجميع..
راجعوا الموقف من الوحدة، من الشمال، من الحوثي، من المؤتمر، من صنعاء..
لانريدكم في صنعاء.. بل نريدكم ندا لصنعاء داخل اليمن الموحد..
وهاهي الفرصة أتت من جديد، لاعادة الاعتبار لصالح مصلح وعلي عنتر وعبدالفتاح اسماعيل..
ليس ضد طغمة وزمرة، ولا ابين ضد الضالع، ولا حتى عدن ضد صنعاء.. ولا حتى يسارا ضد الرياض..
بل جديد يقفز بنا جميعا للأمام.. جميع اليمنيين..
والاحلام تبدأ مشاريع..