كتابات وآراء


الجمعة - 01 فبراير 2019 - الساعة 04:52 م

كُتب بواسطة : علي ثابت القضيبي - ارشيف الكاتب



١// أتابع هذه الأيام موجة نزولٍ مكثّفة لقيادات الإنتقالي لمرافقٍ في عدن ، والخطوة في ظاهرها جدْ إيجابية ولاشك ، وإن إقتصر النزول على نفس الوجوه كما يبدو ، كما ولانعرفُ جوهر وكِنة أسئلتهم المطروحة ، أو كيف يتعاطى قادة هذه المرافق معهم أو .. أو .. ، ولكن في واقع الأمر المجلس الإنتقالي الجنوبي هو الكيان صاحب الثّقل السياسي ، وكذلك هو صاحب الحضور والإلتفاف الجماهيري بدون ريب ، وهذا امرٌ له شأنه وحسابه عند الكل بدون شك ايضاً .

٢// في إعتقادي الشّخصي ، وأثقُ أن هذه هي قناعات الكل ايضاً ، وهي أن من يُمسكُ بممكنات الإقتصاد هو مَن يتحكّم بمفصل القرار السياسي على الأرض ، كما وأنّ السياسة هي إقتصادٌ مكثّف كما يُعَرفُ ذلك علماء الإجتماع ، وهنا المفصلي في الأمر .. بل وهذا ما أريد أن أضعهُ على طاولة أخوتنا قيادة مجلسنا الإنتقالي الجنوبي .

٣// منذ بداية هذه الوحدة منتصف عام ١٩٩٠ م حتى اليوم ، فقد جرت في النّهر مياهٍ عدّه ، والأغلب فيها على الصّعيد الإقتصادي ، فقد إتّجه نظام الشمال إتجاهاً جِدياً لتجريف بنيتنا الإقتصادية من الجذور ، بل وإزاحتها كليةً من الساحة ، وكان الأقسى فيها واللإنساني هو الطّرد الظالم للقوى العاملة في كياناتنا الإقتصادية ومؤسساتنا ، ناهيك عن تمليك الكثير من البُنىَ الإقتصادية الأساسية لكبار النّافذين في ذلك النظام الظّالم ..

٤// دعونا هنا نخوضُ في بعض الحيثيات وحسب : تمّ تمليك مطار سيئون للنافذ صادق الأحمر ! ويقال أن إيجاره ماأنفك يُدفعُ له حتى اليوم ! كذلك تمّ تمليك جزءٍ من رصيف ميناء عدن الدولي أو بتأجيرٍ زهيدٍ وتافه لٱل هائل سعيد أنعم ! وهم أضافوا رصيفٍ إضافي تدخله سفنهم وبدون جمارك - صوامع الغلال - ! بل وجرى توزيع قطاعات النفط كلها كمحاصصة على كلٌ النافذين ، واليوم لاتخرج قطرة نفطٍ من هذه الحقول إلا بعد إستقطاع نسبة ٣٠٪ من قيمتها لهؤلاء الهوامير و .. و..

٥/ حتى بالنسبة للسوق المحلي - الدّاخلي في جنوبنا - ومع موجة النزوح الكبيرة الأخيرة ، وفوق كلٌ حالات السّيطرة المطلقة على إقتصاد هذا السوق من تجّار الشمال من قبل ، فإننا نلاحظ اليوم إقتلاع يافطات ماتبقّى من محلات تجارية تحت حمّى الإستئجار المتفاقمة من النازحين وخلافه ، وهذا أمرٌ لافتٌ كما وله دلالاته وتبعاته ..

٦// في نفس السياق الٱن ، أثقُ أنه لاتغيب عن عين المتابع الضّربات الموجعة الموجهة لما تبقّى من حطام إقتصاديات كانت ضخمة في جهوبنا ، فمصافي عدن تحتضر ، وكلٌ مايجري فيها يؤشرُ وبوضوحٍ الى السّعي الحثيث لتخصيصها لصالح نافذٍ متحكم بمجال النّفط ، وذلك ليستخدمها كمستودعاتٍ لسوق نفطه حصراً ، حتى الشركة الوطنية للنفط ، والطيران بعد الثخلص من طيراننا اليمدا و .. و.. ، فهناك حُمّى مسعورة لتدمير ماتبقّى من حطام إقتصاديات جنوبنا .

٧/ أخوتي في قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي ، كلٌ هذه ملفاتٍ ثقيلة الوطء والأثر على جنوبنا وتطلعاتنا بإستعادة دولتنا ، وهي من المفروض أن تكون على رأس قائمة إهتماماتكم وبحثكم للعمل على حلحلتها ووضع التصورات بمعالجتها ، وهي ثقيلة العبئ لأنّ المعنيون بها نافذون ومن العيار والحجم الثقيل ايضاً ! فماذا في جعبتكم ياتُرى بهذا الصّدد ؟!