كتابات وآراء


الجمعة - 29 مارس 2019 - الساعة 04:09 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب




فهم حزب الإصلاح اليمني لتوجهات المشهد السياسي العربي والدولي في المنطقة ككل بينه بيانه ألتنصلي من الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين الصادر عن الحزب في العام 2016م ,فهم استهلالي ذكي تلته خطوة استهلالية تنصلية هدفها تمديد فترة النشاط المشبوه للحزب ..

بعد ان أقرت قمة الدول العربية المنعقدة في الرياض مؤخرا تجفيف مصادر تمويل الإرهاب شهدنا تخريج أطروحات فكرية خجولة لبعض رموز الحزب تتحدث عن ما أسموه (دولة مدنية علمانية) هذه التخريجات تندرج في سياق تأكيدي اخر على ان حزب الإصلاح لاينتمي لجماعة الإخوان المسلمين !.

مازال حزب الإصلاح يمارس لعبة التخفي وهو يضغط بسبابته يمين الفارة وهوووبى يخفي ملف نشاطه العقدي الإرهابي من على شاشة سطح مكتب الرئاسة اليمنية !.. أيضا يستنسخ بعض أعضاء الحزب ,في الجنوب المحرر من قبضة الجماعة الحوثية, اللعبة العامة للتخفي ويجري لها عملية لصق ويحولها للعبة تخفي تخصه.. فيخرج علينا عضو اصلاحي "كنائف البكري " ويعلن عقب عملية تحرير عدن مباشرة : استقالته من حزب الإصلاح ! ليمارس لعبة تخفي تمكنه من المكوث محافظا لمحافظة عدن فترة من الزمان ..

هذا النشاط الزئبقي للحزب بالصورة العامة والنشاط الزئبقي لأعضائه بالصورة الخاصة لايحيلنا على السؤال : عن مدى الضرر الذي يلحقه نشاط الحزب وأعضائه بالفكر الإسلامي العقدي المُدّعى تمثيله من قبل الحزب فحسب ! بل يحيلنا أيضا إلى السؤال عن الحيلة الحركية التنظيمية المنتهجة في هذا السياق :

إلى أي مدى تشبه حيل التنظيمات الحركية , الحيل التي تُمارس في أجواء مشبوهة ضد الأنظمة السياسية ؟!.

في لحظة فارقة اليوم ينقلنا حزب الإصلاح من أعلى :

من بيانه التنصلي من الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين , إلى أسفل :

إلى بيان ينفي فيه علاقته بما بات يُعرف في تعز بقوات الحشد الشعبي الميليشاوية التي أعلن عن تبنيه تشكيلها على رؤوس الأشهاد في حفل كرنفالي كبير نقلت كل وسائل الاعلام , المرئية والمسموعة والمقروءة , فعاليات تخرج الدفعة الأولى والثانية تحت يافطة - تخرج الدفعة ال (أولى - ثانية) لقوات الحشد الشعبي الداعم للجيش الوطني , حسب تعبير حزب الإصلاح ..يأتي فجأة لينقلنا مؤخرا من بيان نفي الارتباط بالإخوان إلى بيان نفي الارتباط بالحشد .. ليضعنا أمام قصة الراعي الذي استمرأ الكذب على قريته وشغل أهلها , أكثر من مرة , بكذبة مطاردة الذئب له .. إلى ان طارده الذئب حقا , ومن كثرة كذبه لم تلتفت القرية لصراخه أو تهب لنجدته وتركته يواجه مصيره وهو يصرخ : الذئب ..! لذا من كثرة بيانات النفي وتكرارها من قبل حزب الإصلاح لم يعد يسمعه ولايصدقه احد ..وسيترك أخيرا يواجه مصيره المحتوم وهو يصرخ : أنا لستُ أنا.. أنا لستُ أنا !.

أخيرا وكأن حزب الإصلاح وهو يؤكد عدم ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين , يمارس من جانب اخر منهجية تنظيمية تتشابه ومنهجية التنظيمات العقدية : تقربه من شبهة النشاط الإرهابي أكثر مما تبعده كذبة التنصل : من شبهة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين ؟!.

أعتقد ان هذه المنهجية الزئبقية لحزب الإصلاح تحتم على الجهات المختصة , في عدن خصوصا , المضي في تنفيذ قرار حظر نشاط الحزب السياسي .. قبل ان نشهد ممارسة فروعه في الجنوب لحيلة التنصل عن الأصل في الشمال وقبل ان نسمعها تصرخ : أنا لستُ أنا .. أنا لستُ أنا !