كتابات وآراء


الثلاثاء - 09 أبريل 2019 - الساعة 02:50 م

كُتب بواسطة : علي ثابت القضيبي - ارشيف الكاتب




أقولُ لكم : أجواء جنوبنا اليوم مشحونة بكل مفاعيل القلق والغضب ، وهذا بكل أسف بسبب سعي السلطة الشرعية جاهدة وقاصدة الى المزيد من إستفزاز شارعنا الجنوبي وإثارة مكامن نقمته عليها ، وهذا سواء على الأداء العبثي وإنهيار الخدمات والفساد الذي مارسته في جنوبنا ، أو في سعيها الدؤوب الى بث الحياة في مخلفات عفاش الميتة والغير قانونية لإثبات أنها سلطة حية وموجودة بكل مؤسساتها ، مع العلم أن جثمان هذا البرلمان الذي يسعون الى إحيائه عليه ثأرات كبيرة عندنا على خلفية طوابير شهدائنا الذين قضوا خلال هذه الحرب ، وبسبب وقوفه ورئيسه المثلّج في صف العدوان الحوثي على أرضنا ، ناهيك عن تدفٌق افواج النازحين الى جنوبنا وبكل أعبائهم علينا بدون شك ..

أعرفُ يقين المعرفة أن صمت مجلسنا الإنتقالي وشعبنا الجنوبي على إستفزازات هذه السلطة المقرفة هو نتاج حكمة بالغة ولاشك ، وعدم الصبر على ذلك يعني وبكل جلاء الإنفجار الشامل للأوضاع وبشكل لايتخيل وقائعه ونتائجه أحد ، كما وهذا الصبر يأتي مراعاة لطروحات شركاؤنا في التحالف العربي بضرورة التعاطي والقبول بوجود هذه السلطة الشرعية بإعتبارها الغطاء القانوني في إعتمالات هذه الحرب ، وهذا واقعي ، ولكن عبثها وفسادها وسؤ أدائها وإستفزازاتها الخرقاء تتجاوز كل الحدود والمعقول ! وهذا مايجب أن يعرفه أخوتنا في التحالف وهذه السلطة الشرعية ايضاً ، لأنه للصبر حدود ولاشك ..

ليس في وارد إمكانيات أحداً كان - وأياً كان - أن يفرض على شعب ما الوحدة بالقوة ، وهذه الوحدة نحن قرفناها وكرهناها حتى الموت ، وهذا بسبب ماعنيناه ونعانيه من شركاء هذه الوحدة ، وهذا يعرفه الكلٌ في المحيط الإقليمي والعالمي ولاشك ، كما وشعبنا بعد كل معاناته لن يقبل مطلقاً بالمنطق القائل : ( لابأس ، هذا عهدٌ وإنتهى ، والٱن عودوا للوحدة في شكلٍ ٱخر .. ) والمضحك أن ذلك سيتمٌ في ظل وجود نفس وجوه القتلة ونفس اللصوص والأفّاقين النّاهبين ، وايضاً نفس الشعب بعقليته القبلية الهمجية العتيقة !! وهذا مالايطيقه ولايستسيغه شعبنا مطلقاً ، كما ومعنى ذلك هو الدّفعُ الى المزيد من تأجيج الكراهية وما هو أسوأُ منها ايضا بين شعبين جارين ومن المفترض أن يعيشا في وئامٍ وسلام ، وهذا لن يتأتّى إلا بإنتهاء هذه الوحدة تماماً .

بالقطعِ لواقع بلادنا اليوم إرتباط وثيق العُرى بالقراءات والمصالح الدولية والإقليمية ومافي حكمها ، وهذا يُفرض التعاطي وفق أداءٍ سياسي وعملي على الأرض وبما يمكننا كأهل هذه الأرض من فرض حضورنا القوي على خارطة إعتمالات اللحظة الراهنة وتبعاتها ، أو بما نريدُ طرحهُ على العالم بصدد رؤيتنا وتطلعاتنا بالنسبة لقضيتنا ، ونحنُ رقماً صعباً على أرضنا اليوم ، والواقع يُشير الى ذلك ولاشك ، وهذا يستدعي تحريك هذه الورقة على الطاولة وبحنكة ، بل وبشكلٍ يومئُ ويُبلغُ الرسالة للأطراف ذات العلاقة ..

إنّ إستفزازات السلطة الشرعية تتمادى في غيها في جنوبنا يوماً عن يوم ، وهذا رغم كل صور ضعفها وهشاشتها وفسادها الشّائط ، وهي تستغلٌ ظروف وواقع التحالف العربي ومكامن قلقه من البعبع والكابوس الإيراني الذي يتمدّد بكل صلفٍ وعلانية في المنطقة ، كما وللتحالف العربي قرأاته وحساباته بالنسبة لهذا الواقع ، ولذلك يأتي تعاطيهِ مع وقاحة هذه السلطة الشرعية بمرونةٍ تُثيرُ الإستغراب ، وهذا مايستدعي الشغل الحثيث على هذا الجانب للمزيد من تعريته وفضحه ، وكذا إستحضار أساليب أداءٍ متفرد يقلّم أظافر وأنياب هذه السلطة الشرعية وحضورها في جنوبنا .

بالفعلِ للصبر حدودٌ ولاشك ، حتى وإن جاءت التّحضيرات لعقد جلسةٍ للبرلمان الميت والغير شرعي في منطقة قصية في جنوبنا ، ووسط تحوطاتٍ ضخمة وغير مسبوقة لهذه السلطة الشرعية ، وهذا دليلٌ قاطعٌ على ضعفها وهشاشتها وعدمِ قدرتها على عقدهِ حيث قلنا لها ( لا ) .. إلا أنّ هذا الإستفزاز هو إستفزازٌ ولاشك ، ومن المهم علينا أن نبتدع أساليب رفض هذه السلطة ووجودها وإستفزازاتها ، وبما يُحَجم حضورها ويعيدها الى صوابها ومعرفة وزنها ، ولأنهُ من المهين أنّ من هرب وولّىَ إدباره وقت الحرب والشدة أن يعود ويتحكّم و .. و .. على الشعب الذي جَابهَ وتحمّل الشّدائد وفقد طوابير من أبنائهِ خلال الحرب ، ومن ثَم يأتي هو وشُذَاذَ لصوصهِ وأفّاقيه ليتسلّط ويواصل النهب والعبث و .. و .. تحت غطاء كونه السلطة الشرعية .. أليس كذلك ؟!