كتابات وآراء


الأحد - 21 يوليه 2019 - الساعة 02:31 م

كُتب بواسطة : مروان الغفوري - ارشيف الكاتب



في الرابع عشر من يوليو، هذا الشهر، احتفل الحوثيون بتخرج دفعة جديدة من الأطباء من جامعة صنعاء، ٤٠٠ طبيب وطبيبة. جرى الاحتفال في واحدة من قاعات جامعة صنعاء وحضره ممثلون عن الحكومة الحوثية. مجّد المتحدثون "الشهيد الصماد"، ووعدوا الأطباء الجدد بمزيد من المقاومة، بالمقاومة معاً، ووصفوا الحفل بالانتصار. استمعت إلى الخطابات التي ألقيت، كان هناك حديث عن "الدولة" لا الجمهورية، عن السلطة التي تحمي الناس لا تلك التي تعبّر عنهم. بدت تلك الدولة التي يتحدثون عنها مستقرة وواقعة تحت عدوان ما، وأن ذلك العدوان في طريقه إلى الزوال.

لقد رست الدولة الحوثية، يقول المشهد، وها هي قد انتقلت من الاحتفال بتخرج المقاتلين إلى توزيع الأطباء على القرى. لم تعد دولة مقاتلة تصنع الألغام، بل دولة تعمل في إنتاج الطب وتوزيع الشفاء. كان طه المتوكل، وزير صحة الحوثيين، أخطر المتحدثين، وقد وعد كل طبيب يذهب إلى العمل في الريف بامرأة خلال شهر. يملك الرجل مادة صوت شديدة الشبه بعبد الملك الحوثي، وهو ينتمي إلى العائلة المقدسة نفسها. استطاع الرجل تقمص شخصية "السيد القائد"، ونال تصفيقاً طوعياً أكثر من مرة. الدولة التي عرفناها بعد العام ١٩٦٢ لم يعد لها من وجود في صنعاء وما حولها. سطت عليها الدولة الإمامية في ساعة أزمة تاريخية.

غير أن الأمر الأكثر فداحة هو الهجرة المتزايدة لشعب "الجمهورية اليمنية" إلى أزمنة أسلافه. وربما لن يمضي وقت طويل حتى يصبح ذك الشعب الجمهوري شديد الشبه بشعب الدولة الإمامية. فالتصفيق الطوعي الكريم الذي أداه ٤٠٠ طبيب جمهوري لابن عم السيد القائد كان حادثاً بالغ الثراء، حتى إنه في بعض إيقاعاته بدا تصويتاً لصالح تلك الدولة أكثر منه تصفيقاً.