كتابات وآراء


الإثنين - 30 ديسمبر 2019 - الساعة 09:12 م

كُتب بواسطة : خالد العبد الشعوي - ارشيف الكاتب


كثيرا ما نسمع عن الاستقالات والانسحاب فرادا وجماعات من الأحزاب والتنظيمات السياسية وغيرها وتأتي تلك السلوكيات من قبل أصحابها في الغالب كردود أفعال حيث نال المجلس الانتقالي نصيبه من تلك السلوكيات . ونقول : أن المجلس الانتقالي ليس حزبا أو تنظيما سياسيا أو جمعية خيرية أو غيرها ، المجلس الانتقالي أداة أراد لها شعب الجنوب أن تكون حاملا سياسيا لقضية الجنوب . والمجلس الانتقالي هو ليس أفرادا بعينهم سيخلدون في مواقعهم القيادية ولا يمثل منطقة أو بقعة جغرافية معينة من الجنوب دون غيرها من مناطق ومساحات الجنوب الاخرى؛ فهو يمثل شعب - وان لم يكن كل الشعب - خرج على صعيد واحد يفوض قيادة معينة بتاسيسه وخرج بعدها في عدة تظاهرات مليونية مفوضا لقيادته . والمجلس الانتقالي لم يأت اعتباطا ولا مصادفة حيث جاء كحصيلة تنظيمية لمحطات تنظيمية عديدة مر بها الحراك الجنوبي وثورة شعب الجنوب وضم تحت لواءه معظم - إن لم يكن كل - القوى الوطنية التي أفرزتها المرحلة اللاحقة لعاصفة الحزم ..
وجدير بنا هنا أن نقول : إن من يعلن استقالته من عضوية المجلس الانتقالي في أي من مؤسساته، انت لست موظفا حتى تكتب استقالة؛ فأنت مناضلا اولا ولك الحق أن رأيت أنك غير قادر على مواصلة المشوار النضالي؛ فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولك الحق أن تتوقف عن العمل دون اشهار أو تشهير، وما عليك إلا أن تكتب رسالة الى المسئول المباشر على وضعك التنظيمي تتضمن اشعارا منك بعدم قدرتك على مواصلة النضال ضمن المسار الذي يسير عليه المجلس الانتقالي . وثق/ثقي عزيزنا/ عزيزتنا المستقيل/ المستقيلة أن الوطن الجنوبي مازالت نساؤه ولادات لرجال للرجال ولماجدات الماجدات ..

كما اجد أنه من الأجدر بنا هنا أيضا أن نقول لك اخونا/اختنا المستقيل/المستقيلة، وخاصة إذا تفاعلت/تفاعلتِ مع الاستخدام الرخيص من قبل الخصوم لفعلك هذا (الاستقالة) انك في هذه الحالة أمام حالة من الحالتين أحدهما انك لم تمتلك نفسا طويلا لمواصلة النضال ولم تمتلك القدرة على استيعاب متطلبات المرحلة النضالية سياسيا وظنيت السوء في اخوتك قيادات المجلس الانتقالي ، وأما الحالة الثانية - وهو ما لا نتمناه عليك - انك تلقيت عروضا من أطراف أخرى .. واستغفر الله العظيم القائل في كتابه الكريم "اجتنبوا كثيرا من الظن أن بعض الظن اثم" .. إلى هنا ومازال الطريق طويلا وسنصمد ولن نحيد .. والله تعالى نسأل العون والثبات ونساله الرشاد

خالد العبد
30/ ديسمبر/ 2019م