كتابات وآراء


الثلاثاء - 16 مايو 2017 - الساعة 06:59 م

كُتب بواسطة : نجيب يابلي - ارشيف الكاتب


نحن الآن نكاد ننتصف العام 2017 لتعلن الدوائر الاستخبارية الدولية أنها حققت ما تريد من خلال الفوضى الخلاقة خلال الفترة من 2011 وحتى الآن خطتها المتعددة الأهداف والتي فيها أن اليمن مع دول عربية أخرى تتعرض للتفكك وانعدام الأمن والاستقرار ونهب الثروات، حيث أصبح تنظيم الدولة الإسلامية للعراق والشام الذي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية مسيطرا على الثروة النفطية في كل من العراق وسوريا وليبيا وقريبا اليمن، ومنها ما وعدت تلك الدوائر في العام 2011م بأنها ستخرج علي عبدالله صالح كما تخرج الشعرة من العجين، ولذلك جاؤوا بالمبادرة الخليجية التي قضت أولا بأن يسلم صالح نائبه (غير المعين) مقاليد الحكم ثم الدخول في انتخابات توافقية ليبدأ السيناريو التافه بفصوله الأكثر تفاهة.

يشير هؤلاء الناس إلى المرجعيات الثلاث : قرارات مجلس الأمن التي لم ينفذ منها قرار، ومخرجات الحوار الوطني الذي لم ينفذ منه مخرج واحد، والمبادرة الخليجية التي ظلت حبيسة الأدراج مع قرارات مجلس الأمن، ومخرجات الحوار الوطني الذي دخل موسوعة "جينيس" من حيث المصاريف بالدولار الأمريكي..

الفوضى الخلاقة دمرت الجنوب تماما وعدن على وجه الخصوص، لأن هناك قوى في الداخل شمالا وجنوبا وقوى إقليمية لها حسابات تريد تصفيتها مع عدن التي شهدت حالات وفيات بأعداد كبيرة خلال الفترة الممتدة من عام 1995 وحتى يومنا هذا، أما على صعيد الاغتيالات فحدث ولا حرج، وكلها موثقة ووجدت أن الاغتيالات في عدن على وجه الخصوص والتي تنفذها مخابرات محلية ارتبط تأسيسها وتدريب أفرادها على يد الأمريكيين، إلا أن النَفَس الذي تتم به أعمال الاغتيالات نَفَس موسادي يتضح عداؤه للإسلام (على الرغم من وجود من يسمون أنفسهم بالإسلاميين)، فاغتيالات تتم في يوم جمعة في غير رمضان، وفي يوم جمعة في رمضان وتحديدا مع خروج المستهدفين أو دخولهم إلى المساجد لتأدية فريضة الجمعة، وتمت اغتيالات في يوم الإسراء والمعراج وفي المولد النبوي وعيدي الفطر والأضحى المباركين، ولمصلحة من تتم الاغتيالات في مناسبات دينية أو أيام مباركة عند الله؟!

قتل النفس بغير وجه حق عند الله أثقل من هدم الكعبة المشرفة حجرا حجرا كما قال الحبيب المصطفى، وفي كل المراحل اعتمد نظام صنعاء (وتحديدا علي عبدالله صالح) على أعمال الاغتيالات (زرافات ووحدانا)، و ما حرب صيف 1994 إلا مؤشر أكبر على ذلك لأن المرحلة الانتقالية (1990/ 1993) كانت حافلة بالاغتيالات وبلغ عدد العمليات أكثر من (180) عملية اغتيال لعناصر الشريك في صنع الوحدة أو قل يوم دخول النفق المظلم في 22 مايو 1990 والذي لم تخرج منه بعد..

هذه المرحلة حساسة للغاية لأنها من أخطر وأقذر المراحل التي شهدتها مدينة عدن لأن الحاضر الأكبر فيها هو جهاز الموساد الإسرائيلي وعلي عبدالله صالح..

وعاشت عدن حالة حزن أثر تنفيذ عملية اغتيال قذرة نفذها نظام صالح القوي مساء الأحد الماضي 14 مايو 2017م باغتيال الشاب أمجد عبدالرحمن محمد في محل "مقهى نت" في مدينة الشيخ عثمان، وقد أصدرت دائرة الطلاب والشباب في الحزب الاشتراكي اليمني بلاغا نددت فيه بعملية الاغتيال الغادرة التي استهدفت الشاب أمجد عبدالرحمن..

على القوى الشريفة في الساحة في عموم مديريات محافظة عدن أن تحدد موقفها من هذا العمل الغادر الذي يقوض كل محاولات إرساء السكينة والأمن والاستقرار، وينبغي على تلك القوى أن تخرج إلى الساحات وتندد بهذا العمل الإجرامي القذر..

نحن في عدن عاصمتنا أما صنعاء والرياض فهاتان عاصمتان لا علاقة لنا بهما..

رحم الله الشهيد الشاب أمجد عبدالرحمن محمد، رئيس نادي الناصية النقابي، وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. اللهم أهلك من أراد بنا سوءا ومن أراد إحياء 13 يناير 1986 و27 إبريل 1994.. آمين.