كتابات وآراء


الخميس - 05 مارس 2020 - الساعة 01:07 م

كُتب بواسطة : امين الوائلي - ارشيف الكاتب




مواجهات عنيفة اشتعلت في الأثناء في الفاخر، قعطبة شمالي الضالع، ومهما دفعت وحشدت المليشيات تعزيزات لا تعود إلى حيث كانت ولا تستعيد موطئ قدم خسرته وتتقلص مساحات الأرض تحت أقدامها.

وقرأت أمس لمحلل ومغرد ان الجنوبيين سيندمون (هو قال الانفصاليين) لأنهم لا يشاركون في هزيمة المشروع الحوثي!

لا أعرف من هزم الحوثيين أكثر من الجنوبيين أو مثلهم، إلا في الساحل وهم أيضا هناك وفي البيضاء مع يافع، كما يقاتلون في كل الجبهات شمالا.

ومنذ عام والضالع والقوات المقاتلة والمقاومة تبطل سحر الحوثيين وتدفعهم أكثر إلى حدود وداخل إب، وليس لهم او لديهم من الدعم والتمويل والتسليح والإسناد أقل القليل مما توافر لجبهات كثيرة تعاد فيها الأوضاع بغرابة إلى ما قبل مكاسب 2015.

طوال ستة أشهر حلق ونفذ الطيران خمس غارات تقريبا في جبهات الضالع والحرب طاحنة لا تتوقف أو تهدأ والقوات تراكم مكاسب الأرض قدما. وهناك 350 غارة على الأقل خلال مواجهات الغيل لوحدها بالجوف مؤخرا!

نقاش الحرب والجبهات والقتال غيره نقاش التموضعات السياسية والنظرية. جدل السياسة وحشره في واقع الحرب والمعارك انتقاص من الموضوعية ومن التقدير للفارق الخطير بين الانصاف والاجحاف.

في بداية هذا الفاصل الأخير من التطورات والتداعيات الصاخبة شمالا، هل قتل واستهدف إلا الجنوبيون في مأرب بضربة صاروخية في مسجد ووقت صلاة؟!

لكن أيضا دعنا كشماليين وفي شأن جبهات شمال الشمال نسأل لماذا أخليت الألوية في مأرب والجوف ونهم لتتكدس في شقرة وعلى أبواب عدن؟! وأين يتقدم الحوثي ويسقط مناطق وتخلي أمامه المساحات انسحابات تكتيكية؟!

عقدة التنكر والنكران والمكابرة تتخبط المسكونين بعقيدة الصراع وكأن الوحدة لم تكن شراكة بين طرفين.

منذ أن دعت وطالبت قيادة قوات الضالع المتقدمة ما بعد قعطبة إلى شراكة حقيقية سقفها صنعاء واستعادة الدولة لم تلق إجابة من أحد، وبعدها بأشهر قليلة كانت القوات تزحف من مأرب وتتدفق على شبوة وأبين لاجتياح عدن!

الجنوب شمالي أكثر، والشمال شمالي وبس، والجنوب بالنسبة اليهم الملحق بالشمال لا غير!

هذه مذاكرة تزعج وتغضب كثيرين ربما أكثر مما تزعجهم الانتكاسات المريرة أمام مليشيات فرعنها ضعف الطرف الآخر وفساد عليته لا غير.