كتابات وآراء


السبت - 07 مارس 2020 - الساعة 09:37 م

كُتب بواسطة : بدر قاسم محمد - ارشيف الكاتب



- خطيئة الحل السياسي في اليمن المدعوم أمميا والقائم على نظام الدولة الفدرالية استنادا على تقسيم ذي بعد طائفي.

- بالعودة لاعتماد رؤى الحلول الدولية لازمات الصراع المحلي في بلدان العالم , على عملية احلال السلم الاجتماعي بصورة مستدامة , فإن انتفاء البعد الطائفي لدى الشمال اليمني أثبت انه يعيش في سلم اجتماعي مع نفسه وبين طائفتيه الشيعية والسنية عبر عنه انقضاضه الموحد على الجنوب ,وعلى طريقة الضد بالضد يعرف , تأتي حالة السلم الاجتماعي التي يعيشها الجنوب مع نفسه بصده الموحد للانقضاض الشمالي الموحد. والنتيجة هي :

1- هناك سلم اجتماعي شمالي - شمالي, يتشكل بحدوده السياسية, وهنا سلم اجتماعي جنوبي - جنوبي, تشكله ذات الحدود السياسية, والسلمان المتشكلان بمعزل كل منهما عن الاخر, يشكل صراعهما صورة من اللاسلم الاجتماعي المستدام ,شمالي - جنوبي, يستشف على المدى المنظور والبعيد.

2- وجود مايهدد السلم الاجتماعي بصورة مستدامة في أفق الازمة اليمنية, بين الشمال والجنوب , يحتم على المجتمع الدولي أخذه بعين الاعتبار , خصوصا وان مثل هذا التهديد يهدد الأمن والسلم الدوليين بسبب خصوصية الموقع الجغرافي للجنوب وحتمية تأثير الصراع المحلي فيه على أمن المنطقة والعالم أجمع .

3- لم تمر على تولي باطرفي لقيادة تنظيم القاعدة أيام قلائل , فإذا بالتنظيم يعلن تنفيذه لسلسلة اعدامات ميدانية لمجموعة من عناصره الذين وصفهم ب"جواسيس الصليبين", هذا يعزز من احتمالية تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية باتجاه الجنوب, المستهدف تواجد التحالف العربي العسكري والقوات الجنوبية وبالتالي على المنظمة الأممية ادراك ذلك جيدا والعمل على تعزيز دور التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في اليمن وضرورة كشف خيوط اللعبة السياسية بين التنظيم والحكومة اليمنية ,ممثلة الإرادة الشمالية في التوجه جنوبا فقط.

4- مثلت الوحدة اليمنية بين الشمال اليمني والجنوب نقطة التقاء خطير بين سيكولوجية نماء جغرافي وسياسي جنوبي عرف تاريخيا بأصوليته اللاسياسية وسيكولوجية نماء جغرافي وسياسي شمالي عرف تاريخيا بأصوليته السياسية, نقطة الالتقاء التي أصبحت فرازة لتخريج عناصر التنظيمات الإرهابية, لذا ينبغي إعادة الجنوب الأرض والإنسان إلى سياقه التاريخي القديم المألوف بانفصاله العقدي عن السياسة بطبيعة أليفة وإعادة الشمال اليمني إلى سياقه التاريخي القديم المأتلف مع اختلاطه العقدي بالسياسة بطبيعة أليفة, هذا الأمر لابد ضروري وحتمي لابد منه.

- فيما يخص طبيعة الأداء السعودي على قاعدة محاربة الأصولية السياسية في اليمن بأصولية لاسياسية:
..................

- ينبغي على السعودية معرفة أنه,عندما يتصدر العقائديون المشهد السياسي لأي بلد تميع القضايا الوطنية والدولية , ففي الحالة اليمنية, مثلما تجاوز عقائديو الشمال اليمني حدودهم الوطنية والدولية سيتجاوز العقائديون "الذين تحاول السعودية صناعتهم في الجنوب" حدودهم الوطنية والدولية , فعملية مواجهة العقائدي بالعقائدي, على أساس إسلام سياسي و إسلام لاسياسي, ما يثلم نجاحها هو استحضار إسلام لاسياسي في الجنوب يتجاوز حدود الجنوب السياسية بذرائع عقائدية أشبه ماتكون سياسية , الإسلام اللاسياسي حتى لا ينحدر إلى منزلق السياسة ويضيع من بين يديك يجب ان لايمتلك هذا الأفق العابر لحدوده الوطنية, أي يجب ان يكون إسلام لاسياسي صناعة وطنية أولا وقبل كل شيء , لذا فالحرص السعودي على ولاء الإسلام اللاسياسي في الجنوب لها يناقض مأسسة الإسلام اللاسياسي نفسها, وكأن السعودية تحاول ان تصيره إسلاما سياسيا اخر سيخرج عن سيطرتها لا محالة, ولها في حلافتها بجماعات الإسلام السياسي تجربة مريرة ينبغي استحضارها ووضعها في الحسبان.

- إذا أرادت السعودية إسلاما لاسياسيا صحيا في الجنوب لمحاربة جماعات الإسلام السياسي في اليمن فعليها ان تضعه في سلة الإخلاص و الولاء للقيادة الجنوبية الوطنية أولا وتعمل على مأسسته وترويضه على هذا النحو, على أساس الاستراتيجية الجديدة الساعية لمقاومة خطر المعسكر الإسلامي بالمعسكر العربي, بإسلام لاسياسي ضد إسلام سياسي.

- بإمكان السعودية الاسترشاد بطبيعة الأداء المصري في مأسسة الإسلام اللاسياسي وتهذيب تعامله الداخلي والخارجي في المنطقة.
.......
بدر قاسم محمد