منوعات

الخميس - 14 يناير 2021 - الساعة 02:55 ص بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ متابعات


يوم السادس من شهر أكتوبر/تشرين الأول سنة 891 صعد فورموسوس على كرسي العرش البابوي، ليشغل منصب البابا رقم 111 في تاريخ #الكنيسة_الكاثوليكية، وقد جاء تنصيب الأخير خلفاً للبابا ستيفان الخامس، الذي فارق الحياة في حدود منتصف شهر سبتمبر/أيلول من نفس السنة.

منذ توليه لمنصبه الجديد وجد #البابا_فورموسوس نفسه في خلافات مع العديد من الحكام والأباطرة، فعلى غرار خلافه مع الإمبراطور البيزنطي بازل الأول عاش فورموسوس على وقع مشاكل مستمرة مع غاي الثالث (دوق سبوليتو) إمبراطور الإمبراطورية الرومانية.


خلال تلك الفترة، ومن أجل ضمان بقاء السلطة لدى عائلته، أجبر غاي الثالث #البابا فورموسوس على تتويج ابنه لامبيرت كخليفة له على عرش "الإمبراطورية الرومانية المقدسة". فضلاً عن ذلك، وتزامناً مع تواصل تدخل غاي الثالث في أمور الكنيسة، قرر البابا فورموسوس التحرك، فما كان منه إلا أن حرّض الملك الكارولنجي أرنولف على الزحف على إيطاليا وإسقاط سلطة غاي الثالث عنها. إضافةً إلى كل هذا ومن خلال خطوة جريئة، لم يتردد البابا فورموسوس في تتويج الملك الكارولنجي أرنولف إمبراطورا على الإمبراطورية الرومانية بشكل رمزي.

خلال شهر ديسمبر/كانون الأول سنة 894 توفي غاي الثالث تاركاً ابنه لامبيرت وزوجته أجيلترود على عرش الإمبراطورية الرومانية المقدسة في مواجهة الملك الكارولنجي أرنولف. في غضون ذلك ومع حلول يوم الرابع من شهر أبريل/نيسان سنة 896 فارق البابا فورموسوس الحياة ليخلفه على كرسي العرش البابوي بونيفاس السادس.


لم تدم فترة حبرية البابا الجديد بونيفاس السادس طويلاً، فبعد مضي 15 يوما فقط على استلامه لمنصبه، توفي الأخير بسبب مضاعفات مرض النقرس ليخلفه على إثر ذلك البابا ستيفان السادس.

تحت تأثير لامبيرت إمبراطور الإمبراطورية الرومانية، أمر البابا ستيفان السادس سنة 897 بأن تبدأ في روما واحدة من أغرب المحاكمات التي شهدها التاريخ. خلال تلك الفترة أمر البابا ستيفان السادس بأن تستخرج بقايا جثة البابا السابق فورموسوس من القبر بهدف إخضاعها للمساءلة حول عدد من القضايا التي شهدتها فترة حبرية البابا فورموسوس.

على إثر صدور أوامر البابا ستيفان السادس، تم نبش قبر البابا السابق فورموسوس ليستخرج عقب ذلك ما تبقى من عظامه، ثم البسوا الجثة اللباس البابوي ووضعت على كرسي المتهمين. طيلة فترة المحاكمة وجّه المدعي تهما عديدة لجثة البابا فورموسوس التي تم تثبيتها بشكل جيد إلى الكرسي. في النهاية أدينت جثة البابا فورموسوس بكل التهم الموجهة إليها، والتي تراوحت أساسا بين مخالفة القانون وسوء استخدام السلطة، ليصدر عقب ذلك حكم نهائي تم من خلاله تجريد الجثة من ثيابها البابوية قبل أن تقطع ثلاثة أصابع من يدها اليمنى (الأصابع التي اعتمدها البابا فورموسوس "للمباركة")، ثم تم إلقاء ما تبقى من الجثة في نهر التايبر. فضلاً عن كل هذا وتزامنا مع صدور هذا الحكم الغريب، أمرت المحكمة بإلغاء جميع القرارات التي اتخذها البابا فورموسوس خلال فترة حبريته.