تحليلات سياسية

الإثنين - 18 سبتمبر 2017 - الساعة 04:45 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))خاص:

مواجهة عبر سكايب بين زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، انتهت بانحناء الأخير للحوثيين وإلى الأبد، وهو ما كشفه في بيانه الأخير الذي نشره عقب ساعات من المحادثة التي تمت وصالح يتحدث الى الحوثي ومسدسات كاتمة الصوت مصوبة ناحية رأسه. صالح الذي اجاد خلال ثلاثة وثلاثين عاما الرقص على رؤوس الثعابين، رقص الحوثيون أخيرا وهم يضعوا نهايته ولكن ذليلا كما يقول مراقبون. استطاع الحوثيون وخلال ثلاثة أعوام من تحالفهم المرحلي مع صالح أن يسحبوا من تحت يديه قوات الحراس الجمهوري التي بناها خلال 33 عاما وسلمها لنجله لقيادتها، فقد نجح الحوثيون في تجريد صالح من كل القوى النفوذ (العسكري والقبلي والمالي)، وأصبح اليوم تحت رحمتهم بعد فشله في الانقلاب عليهم كما كان يخطط له. قال صالح في بيان الوداع الأخير " في الوقت الذي أحرص فيه كل الحرص على أن أشارك إخواني أعضاء المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصاره وعلى كل المستويات التنظيمية أفراحهم وأحزانهم فرداً فرداً، وكذلك الرموز الوطنية والمناضلين والشخصيات السياسية والإجتماعية والوجاهات القبلية، والعلماء والأدباء والمفكّرين والإعلاميين ورجال المال والأعمال وغيرهم، التزاماً بالواجب الأخوي والإنساني تجاههم، إلّا أنه وتجنّباً للإحراج الذي تُسببه حالات النسيان أحياناً أو الإنشغال الكبير، فقد فوضت الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام أن ينوبني في تقديم واجب التعازي في كل من يتوفاه الله سبحانه وتعالى، أو المشاركة في المناسبات الفرائحية لقيادات وأعضاء المؤتمر وحلفاؤه وانصاره وغيرهم وبحسب ما تسمح به الظروف، راجياً أن يقدّر الجميع دوافع هذا الإجراء". وقالت تقارير اخبارية دولية "إن المخلوع علي عبدالله صالح قرر الانحناء أمام العاصفة الحوثية، والامتناع عن أي نشاطات اجتماعية، على أن يمثله في مناسبات العزاء وغيرها الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي عارف الزوكا. وفسرت مصادر سياسية، خطوة علي عبدالله صالح بالرغبة في المحافظة على حياته بعدما بلغته أنباء عن نية الحوثيين التخلص منه، تصفية لحسابات قديمة معه. واعتبرت المصادر نفسها الخطوة التي أقدم عليها الرئيس السابق بأنها نتيجة ممارسات حوثية ترفض أي شراكة بالسلطة في صنعاء. وكان أفضل تعبير عن ذلك، بلوغ الخطاب الحوثي درجة التحدي لدول الخليج العربية وتهديدها بالصواريخ في وقت لا يزال المخلوع يراهن على الوصول إلى تسوية سياسية. وقالت المصادر إن تفرد الحوثيين بالقرار السياسي جعل من "الشراكة" القائمة بينهم وبين المؤتمر الشعبي غير ذات معنى. وترافق هذا التفرد مع خطة عسكرية وأمنية محكمة قضت بتطويق "اللجان الشعبية" التابعة للحوثيين للأحياء التي يتنقل فيها علي عبدالله صالح وأفراد عائلته وإقامة حواجز ثابتة وأخرى مؤقتة فيها ووضعهم تحت المراقبة الدائمة. وفي خطوة وصفت بالمفاجئة وغير المتوقعة كشف صالح عن نقل كافة أنشطته الاجتماعية إلى الأمين العام لحزبه عارف الزوكا ليمثله شخصياً في كافة المناسبات الاجتماعية المختلفة. وجاء إعلان صالح عن هذا القرار عقب ساعات من لقاء جمعه بزعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بين صنعاء وصعدة، وتسرب معلومات عن توصل الطرفين إلى اتفاق غير معلن لإنهاء الأزمة التي سادت العلاقة بين الحوثيين وحزب المؤتمر. وترافق هذا الإعلان المثير للجدل مع إعلان مشابه لأحد المقربين من المخلوع ومستشاره الإعلامي نبيل الصوفي الذي كشف عن اجتماع جمع قيادات إعلامية من حزب المؤتمر معروفة بانتقادها للحوثيين وقيادات حوثية وأخرى من حزب صالح وحملت في طياتها تهديداً غير مسبوق تجاه كل من ينتقد الحوثيين، وهو ما دفع الصوفي للإعلان عن توقفه عن الكتابة السياسية. ورجحت المصادر تعرض الرئيس السابق وحزبه لتهديدات مباشرة من زعيم الجماعة الحوثية، وتخييره بين الاحتجاب عن المشهد أو التعرض لعواقب وخيمة قد تطال حياته وحياة أسرته وقيادات حزبه. وشهدت العلاقة بين حليفي الانقلاب حالة توتر غير مسبوقة بلغت ذروتها عقب إصرار المؤتمر الشعبي على إقامة مهرجان جماهيري في ميدان السبعين في صنعاء في الـ24 من أغسطس (آب) الماضي، بمناسبة الذكرى 35 لتأسيس الحزب، وتعرض نجل صالح للإصابة جراء توقيفه في كمين حوثي مستحدث على مقربة من منزل والده، فيما لقي نائب رئيس دائرة العلاقات في حزب المؤتمر المقرب من صالح، خالد الرضي مصرعه في ذات الحادث، بالتزامن مع حملة اعتقالات واعتداءات طالت مقربين من صالح. وفسرت مصادر سياسية في صنعاء لـ(اليوم الثامن) "إن الحوثيين وصولوا إلى اتفاق مع صالح بمنحه حصانة جديدة، والتنازل عن دعوى قضائية كانوا قد رفعوها عليه، وذلك مقابل تنازله لهم بكل شيء في صنعاء والتوقف عن ممارسة اي نشاط سياسي، مقابل ان يمنحوا عارف الزوكا المقرب منه صلاحية الحديث في المناسبات الفرائحية. وقالت المصادر "إن صالح رغم على ذلك تحت تهديد السلاح". وكشفت المصادر لـ(اليوم الثامن) "إن مليشيات الحوثي كلفت حراسة خاصة من المليشيات لحراسة مقر اقامته، وهو ما يعني انه تحت الاقامة الجبرية رغم التنازلات التي قدمها". حصانة الحوثيين لا تشبه الحصانة التي كانت قد منتحتها اياه المبادرة الخليجية حينما سلم السلطة لنائبه الرئيس الحالي عبدربه هادي، فهي حصانة ولكن بإقامة جبرية. وتوقعت مصادر أخرى ان يتمكن المخلوع صالح من الافلات من قبضة الحوثيين وبناء تحالف جديد، خاصة مع وجود قوى مناوئة للحوثيين وفكرهم الطائفي وهو ما يعني جولة جديدة من الصراع بين اقطاب الانقلاب في اليمن.