عرض الصحف

الخميس - 07 ديسمبر 2017 - الساعة 03:17 م بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))العرب:

قالت مصادر مطّلعة لـ”العرب” إن نقاشات تجري بين أطراف يمنية مختلفة من جهة ودول التحالف العربية من جهة ثانية لترتيب الوضع ما بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والدور الذي يمكن أن يلعبه نجله أحمد علي في تجميع قوات والده وتوحيد حزب المؤتمر الشعبي العام، كونه الوحيد القادر على قيادة معركة الحسم ضد الحوثيين.

ولم تستبعد المصادر ظهور العميد أحمد علي عبدالله صالح بقوة في ساحة الأحداث خلال الأيام القادمة نتيجة للتطورات المتسارعة التي يشهدها اليمن عقب مقتل والده، وعدد من أقربائه وقيادات حزبه.

ويراهن العديد من أنصار حزب المؤتمر على قيام نجل صالح بدور محوري في المرحلة القادمة على الصعيدين السياسي والعسكري خاصة أنه أحد مؤسسي الحرس الرئاسي والعارفين بالإمكانيات العسكرية لوالده، وشبكة العلاقات التي أرساها مع شيوخ القبائل، وامتلاكه تفاصيل ضافية عن الحوثيين وعلاقاتهم الخارجية، فضلا عن قدرته على إعادة تدوير التحالفات لمعرفته بالمشهد السياسي اليمني والفاعلين فيه.

وقلل متابعون من أهمية ردة الفعل السلبية المناوئة التي أبدتها بعض القوى المنضوية تحت لواء الشرعية وفي مقدمتها حزب الإصلاح الإخواني من ترشيح أحمد علي لقيادة المرحلة الجديدة، لافتين إلى ضرورة التأني قبل الإعلان عن ذلك، وأن يتم توسيع التنسيق مع مختلف القوى الفاعلة المعارضة لسيطرة الحوثيين على البلاد.

ويحظى أحمد علي، الذي توارى عن المشهد اليمني منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015، بمساندة من دول التحالف العربي التي عبرت عن مباركتها للتحول الذي شهده موقف حزب المؤتمر من خلال رئيسه الراحل الذي أعلن عن فك الشراكة مع الحوثيين قبيل مقتله بفترة وجيزة.

وأرجعت مصادر سياسية يمنية تأخر ظهور أحمد علي عبدالله صالح الإعلامي والاكتفاء بإصدار بيان مقتضب تعليقا على مقتل والده، إلى محاولة التحالف العربي والحكومة الشرعية التوصل إلى رؤية موحدة لمرحلة ما بعد صالح والدور الذي يمكن أن يقوم به نجل الرئيس الراحل في اجتذاب أنصار والده وعناصر حزب المؤتمر التي خاضت مواجهات عسكرية شرسة خلال الأيام الماضية في صنعاء.

ووفقا للمصادر التي تحدثت لـ”العرب” مازال العميد أحمد علي يبدي بعض الحذر في ما يتعلق بطبيعة التحاقه بمنظومة الشرعية التي تشارك فيها تيارات سياسية عرفت بالعداء لصالح وحزب المؤتمر، وهو الأمر الذي يجعله أكثر ميلا للتواصل مع التحالف العربي بقيادة السعودية ولعب دور إيجابي في مواجهة الحوثيين من خلال قيادة التحالف قبل الانخراط في أي حسابات سياسية داخلية.

وسارعت وسائل إعلام مقربة من جماعة الإخوان في اليمن لتدشين حملة إعلامية ممنهجة تستهدف أحمد علي عبدالله صالح، فور توارد الأنباء عن نية التحالف العربي إسناد دور مهم إليه في ما يتعلق بوراثة تركة والده السياسية والعسكرية والقبلية.

وركز ناشطون من جماعة الإخوان على التذكير بإدراج أحمد علي في قائمة العقوبات الدولية إضافة إلى محاولة نبش بعض فصول الصراع مع الرئيس السابق على خلفية ما كان يقال في العام 2011 عن مشروع التوريث في اليمن.

ووصف مراقبون بيان حزب الإصلاح حول تداعيات مقتل الرئيس اليمني السابق بأنه أكثر المواقف تحفظا من تلك التي خرجت حتى الآن من معسكر الشرعية، وأنها تعبير عن تشبث الحزب برفض أي شراكة مع أنصار الرئيس السابق، حيث أحجم البيان عن تعزية أحمد علي بمقتل والده أو إرسال أي مواقف إيجابية تتعاطى مع الحدث الكبير الذي هز الشارع اليمني.

وبحسب مراقبين يمنيين يفضل إخوان اليمن الاستمرار في خوض المعركة بذات الطريقة التي بدأت بها منذ أكثر من عامين، من دون الاضطرار لإفساح حيز حقيقي لأي من قيادات صالح العسكرية أو السياسية التي قد تقرر الالتحاق بركب الشرعية، وهو الأمر الذي يتعارض كليا مع التوجهات التي كشف عنها التحالف العربي والقائمة على ضرورة توحيد كل القوى اليمنية في هذه المرحلة والاستفادة من حالة الغضب والغليان التي تجتاح أنصار حزب المؤتمر في صنعاء ومختلف المحافظات، والتي قد تساهم في حسم المعارك ضد الحوثيين.

ويتوقع خبراء عسكريون ارتفاع حدة المواجهات في معظم جبهات القتال مع انفراط عقد التحالف بين حزب المؤتمر والحوثيين، في ظل أنباء عن انضمام المئات من مقاتلي حزب المؤتمر وقوات الحرس الجمهوري السابق لقوات الشرعية.

وفي انعكاس سريع لحالة الانهيار التي قد تشهدها جبهات القتال لصالح الحكومة الشرعية المسنودة من التحالف العربي، تمكنت قوات الجيش الوطني في جبهة الساحل الغربي من إحراز تقدم مهم باتجاه مديريتي الخوخة وحيس (جنوب الحديدة).

وقالت مصادر إن قوات الجيش الوطني حررت منطقة “يختل” شمال المخا وباتت على بعد مسافة قصيرة من ميناء الخوخة أولى مناطق محافظة الحديدة الساحلية، بالتزامن مع تحقيق تقدم آخر في منطقة الهاملي (شمال موزع) محافظة تعز، ووفقا لمصادر إعلامية يمنية شهدت منطقة المواجهات انضمام العشرات من قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس الراحل.

ويتوقع مراقبون أن يتكرر سيناريو الانهيارات في جبهات أخرى تلعب فيها قوات الحرس الجمهوري السابق وأنصار صالح دورا رئيسيا كما هو الحال في تعز ونهم وصرواح