الاخبار الرياضية

الأربعاء - 13 ديسمبر 2017 - الساعة 04:22 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/ وكالات


الجزيرة والريال كرنفال واقع من الخيال، حلم الكبار والصغار في الملعب والمدرجات وأمام الشاشات، فلا حديث إلا عنها، ولا شوق إلا لها هنا في أبوظبي عاصمة الأحلام أرض المعجزات بالأفعال وليس بالأقوال.
وعندما تشير عقارب الساعة إلى التاسعة مساء اليوم، يتحول ملعب مدينة زايد الرياضية، إلى وجهة ينظر إليها العالم أجمع، وفيه يلعب الريال ملك الكرة أمام الجزيرة قاهر الأبطال من أوقيانوسيا إلى آسيا، حتى تحقق الحلم وتجسد إلى حقيقة.

اليوم يلعب خصيف ومسلم وفارس وعايض وراشد والعطاس والحوسني وبوصوفة ورومارينيو وسالم عبد الله، وأخيراً مبخوت أمام نجوم اعتادوا أن يروهم من خلف الشاشات، اليوم يتصدى خصيف لتسديدات رونالدو وبنزيمة ويقف فارس في وجه إيسكو، ويسعى العطاس للسيطرة على لوكا مودريتش، حتى وإن فشلوا، يكفي شرف المواجهة واللعب أمام هؤلاء الكبار.

اليوم يحاول بوصوفة التمرير، ويسعى رومارينيو للعبور بسرعة القطار بين دفاع الكبار، فيما يقف مبخوت أمام المنطقة حالماً بنيل شرف التسجيل، فهل يفعلها، ويهز شباك كيلور نافاس حامي عرين الريال.

إنه واقع لا خيال الجزيرة يكتب التاريخ، وليس الريال، فهو من يواجه كبير «الساحرة المستديرة» إن خسر فلا عتاب عليه، ولا لوم على أبنائه، ولكن إن فاز صعد إلى عنان المجد من دون سلم، وسطر تاريخ سترويه الأجيال، وتتناقله الأخبار فهو «قاهر الريال».

عندما تتحدث عن استعدادات الفريقين للقاء، تجد أنه حديث المتعة، وفي الجزيرة تشعر بأن الجميع سعيد ومشتاق والروح القتالية، هي عنوان التدريبات لنيل شرف تمثيل النادي في «الكرنفال»، خاصة بعدما حقق الفريق إنجازاً تاريخياً لم يحققه أي نادٍ إماراتي من قبل بالوصول إلى نصف نهائي البطولة، وضمان المركز الرابع على أسوأ تقدير.
في تدريبات الجزيرة، ترى السعادة ممزوجة بالإصرار، وتلمس أن القتال هو العنوان، وتشاهد تين كات صاحب الوجه الصارم مبتسماً متوهجاً، وترى صاحب الـ63 عاماً، عاد إلى أيام الشباب تراه حالماً، ويقول ليت الشباب يعود، لخوض تجربة المشاركة في مشهد من «رواية الحلم».

يعوض تين كات أحلام الشباب بالتعليمات والتأكيد للاعبيه على اللعب للمتعة والتاريخ، وعدم اللعب تحت ضغوط، فهم أصحاب الدار، وهم من يتحدث عنهم العالم، عند تسجيل هدف ولو كان شرفياً، ولن يتطرق أحد إلى الريال، هم من يتناولهم الإعلام في حال الصمود أو مداعبة نجوم الملكي، ولو بتمريرة أو لعبة من بين الأقدام، أو من فوق الرؤوس.

وواصل الجزيرة الاستعدادات ليل نهار، من خلال حصة يومية مليئة بالقوة والندية، وكذلك أحلام وردية تتهادى في منام لاعبيه، يحلمون بالتاريخ والفخر لوطنهم وناديهم، ولم تكن الأحلام في المنام فقط، ولكنها كانت ولا زلت أحلام اليقظة أيضاً، فلا حديث بين اللاعبين، إلا عن مدريد العنيد عن رونالدو ورفاقه، واللعب أمامهم نداً بند كبير أمام كبير، طالما وصل الجزيرة إلى هذا الدور.

الكل يقف خلف «فخر أبوظبي» صغاراً وكباراً، إدارة وجماهير، فهو الذي يحمل أحلام كل إماراتي وعربي من المحيط إلى الخليج العربي لتسطير تاريخ جديد.

وفي معسكر الريال، كانت الأجواء سينمائية، فحشود الجماهير خلف الفريق في كل مكان في الفندق والتدريب، ربما يريد عشاق «الميرنجي» النوم أمام حافلة الفريق، ترحيباً بـ «الملكي»، ولنيل شرف الحصول على صورة أو توقيع، أو حتى مجرد ابتسامة من نجوم هم أشبه بنجوم هوليود، ويذكر أن القيمة السوقية للاعبي الريال على أرضية ستاد مدينة زايد الرياضية اليوم تقدر بـ 729 مليون يورو (854 مليون دولار)، أي حوالي 3 مليارات و138 مليون درهم.

وخاض بطل أوروبا تدريبين فقط في أبوظبي الأول مساء أمس الأول، وكان تدريباً مليئاً بالقصص والروايات، سواء في الملعب أو المدرجات، حيث كانت الجدية عنوان الاستعدادات، وعندهم كل المباريات بالقيمة نفسها، لا فارق بين فريق والآخر، إلا بالمجهود داخل الملعب.

واختتم «ملوك أوروبا» الاستعداد لنصف نهائي مونديال الأندية، بتدريب خفيف مساء أمس على ملعب المباراة، بمدينة زايد الرياضية، وكالعادة احتشدت الجماهير أمام البوابات وخلف الكاميرات، للتعبير عن فرحتهم بوجود ريال مدريد بينهم وأمامهم.

وشارك في تدريبات ضيف أبوظبي جميع لاعب بالفريق النجوم قبل الصغار، الأمر الذي يعني أن زين الدين زيدان قائد كتيبة الأحلام يخوض اللقاء بتشكيلة أساسية معلناً أنه جاء للجدية وليس «الدلع»، للفوز فقط، لا الاستعراض على أرض الإمارات، حتى وإن كان الطرف الثاني صاحب الدار.

ومن واقع ما حدث في معسكر، سواء في الجزيرة أو الريال، فإن البوادر تشير إلى لوحة كروية فنية من الخيال من وحي بيكاسو ودافنشي وفناني العالم الكبار، وجميعنا لا يملك إلا الانتظار لرؤية ما تكتبه الأقدار.