تحليلات سياسية

الأربعاء - 27 ديسمبر 2017 - الساعة 04:07 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/خاص

أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قرارات جهورية جديدة، أنهت الشراكة بين حكومته وقوى الجنوب المطالبة بالاستقلال والتي انخرطت في معركة التصدي للمشروع الإيراني.

واطاح هادي بأخر ثلاثة من قيادات الحراك الجنوبي هم الدكتور ناصر الخبجي وفضل الجعدي ومراد الحالمي، قبل ان يعين مدنيا على رأس هرم وزارة الداخلية اليمنية.

وأجمع سياسيون وناشطون جنوبيون على ان قرارات الرئيس هادي قد دقت أخر مسمار في نعش الشراكة مع الجنوبيين، فيما أبدأ مسؤولون أمنيون تخوفهم من عملية التغيير التي طالت وزارة الداخلية.

وأفصح مصدر أمني عن أن التغيير الذي طال وزارة الداخلية من اهدافه اطلاق سراح معتقلين على ذمة قضايا إرهابية، دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.

وقالت وسائل إعلام جنوبية "إنه لأول مرة تحدث في تاريخ اليمن، عين الرئيس هادي اليوم شخصية مدنية وزيرا للداخلية، واستبعد هادي اللواء الوكن لخشع بعد ان كان قائما بأعمال وزير الداخلية ومرشحا ليكون وزيرا للوزارة".

وقالت صحيفة شبوة برس "إن هادي خضع لنائبه الجنرال علي الأحمر الذي اقترح استبعاد لخشع من اي تعيين في وزارة الداخلية، مفضلا شخصية مدنية لا علاقة لها بالأمن والداخلية وزيرا للداخلية".

ورأت الصحيفة "ان تعيين المهندس احمد الميسري لوزارة الداخلية دليلا على كارثية القرار كونه لا شأن له بالعمل الامني، علاوة على انه وزيرا فاشل لم يقدم اي انجازات منذ توليه منصب وزارة الزراعة".

وقالت وسائل إعلام جنوبية "إن التعيينات الجديدة اثارات ردود افعال واسعة خصوصا فيما يتعلق بقرار تعيين وزير لوزارة النقل.

وعدت صحف الكترونية "تعيين صالح الجوانبي الذي عرف بخصومته البالغة للمجلس الانتقالي ولدول التحالف وعادة ما كان يظهر عبر وسائل إعلام الجزيرة يهاجم دولة الإمارات وحلفائها المحليين، بأنه فضيحة جديدة للشرعية، في اعقاب تعيين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، صالح الجبواني وزيرا للنقل وهو شخصية جدلية ومتقلبه بين ولائها لحزب الإصلاح وتأييدها لجماعة الحوثي".

الجبواني في منشور سابق له عبر صفحته الرسمية في فيس بوك "اعلن انه جندي من جنود ابو علي الحاكم القيادي الأبرز في جماعة الحوثي .

وقبل ايام من تعيينه دعا الجبواني المعين وزيرا للنقل المملكة العربية السعودية والشرعية التصدي للإمارات".

وقال الجبواني في منشور على صفحته فيسبوك نشره قبل أيام : "يبدو أن مهمة الشرعية اليمنية حالياً هي التغطية القانونية للحرب لا أكثر، وإلا فالتحالف وخصوصاً الإمارات لم تعد تهتم بالشرعية ميدانياً.

وأضاف : الشرعية سمحت بوصول الأمور إلى هذا الحد وهذ أمر خطير جداً، لأن السلطة الموازية طور التشكل تحمل أجندة أخرى، وستقضي على تطلعات اليمنيين في بناء يمن إتحادي جديد من ستة أقاليم وهو الخيار الذي تتبناه الشرعية.

وتابع الجبواني : الشرعية أولاً والمملكة ثانياً مدعوتان لوقفة تجاه ما يحصل من هندسة إماراتية للوضع في اليمن.

واصدر هادي قرارات اخرى صبت في اتجاه تمكين الموالين لعلي محسن الاحمر في محافظات تعز ولحج والضالع، بالإضافة لتعيين وزيرين للنقل والنفط من الموالين لقطر والإخوان.

وتأتي قرارات هادي لاستهداف الشخصيات القيادية في المجلس الانتقالي، تكريسا لنهج الاقصاء الذي اتبعه هادي بناء على مقترحات من نائبه والتاجر النافذ الذي يرتبط بالأحمر في شراكة تجارية احمد العيسي.

الدفع نحو الصدام مع الجنوبيين

وكشف الصحافي ياسر اليافعي رئيس تحرير صحيفة يافع نيوز "إن قرارات هادي هدفها الدفع نحو صدام مع الجنوبيين في حين انه كان من المفترض ان يتم التركيز على انهاء المشروع الإيراني".

وكتب اليافعي على صفحته في فيس بوك " قرار اقالة اعضاء المجلس الانتقالي وفك ارتباطهم مع الشرعية كان متوقع ومنذُ وقت مبكر وليس جديد، كنا نتمنى ان يتم تعيين شخصيات قوية كلاً في مجاله بما يتناسب مع المرحلة لكن لم نعد نفهم ماذا يريد هادي بالضبط في الاخير هذه التعينات لا تقوي موقفه اطلاقاً لأنها ستضعفه اكثر وان ظهر لمناصريه غير ذلك".



وأضاف "يعين شخص مدني وفشل في مهام سابقة وزير داخلية في وقت البلد تشهد فيه حرب ضد الارهاب وهي عضو في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب، ويعين شخص يجيد السب واللعن وكان هادي احد ضحاياه في السب واللعن والشتيمة والمشكلة يعينه وزير للنقل في وقت البلد بحاجة الى وزير نقل قوي يستطيع ان يحدث تغيير بعد الدمار الذي لحق بقطاع النقل".

وقال " المخاوف ليس من القرارات ولكن ما بعدها يبدو ان المحيطين بهادي وعلي محسن اختاروا المواجهة جنوباً وهذا واضح جداً ومؤشراته قوية، الناس تركز في هدف واحد رئيسي القضاء على مليشيا الحوثي الايرانية وهم يسعون الى تفجير الوضع في الجنوب من اجل مصالحهم فقط وليس من اجل الوطن".

ويبقى السؤال المحوري من المستفيد من القرارات الاخيرة؟.

تربط الأحمر الجنرال الإخواني علاقة وثيقة بنظام تميم بن حمد القطري، واختيار شخصيات مقربة منه في مناصب سيادية كالنفط والداخلية والنقل، يعتبر ذلك انتصارا للدوحة التي دخلت في مواجهة سياسية علنية مع جيرانها في اعقاب تحالفها مع طهران.

تقول الأجهزة الأمنية في عدن إنها تعتقل عناصر خطيرة متورطة في قضايا إرهابية وجنائية وعلى صلة بتنظيم الإخوان، وهو الأمر الذي ابدت مصادر أمنية تخوفها من ان تكون هذه القرارات الأخيرة مقدمة لأطلاق سراح تلك العناصر.

وكشف مسؤول أمني رفيع لـ(اليوم الثامن) "أن قرارات جمهورية سوف تصدر خلال الأيام القليلة القادمة خاصة بالعاصمة عدن، أبرزها تعيين شخصية مثيرة للجدل على هرم السلطة المحلية بديلا للمحافظ المستقيل عبدالعزيز المفلحي، وتعيين شخصية أخرى مديرا لشرطة عدن خلفا لشلال علي شائع".

وقال المصدر "إن الهدف من هذه القرارات هو شيطنة المجلس الانتقالي والقوى الجنوبية الأخرى من أجل ضربها في عدن بتهمة تمردها".

ويبدو أن الشرعية اليمنية – كما يقول سياسيون-تحضر لقمع اي نشاط سياسي جنوبي معارض للوحدة اليمنية ومشروع الاقاليم الستة, وهو ما يعني ان المستفيد من هذا الصراع هي الاطراف الاقليمية المعادية مثل قطر وإيران.