المرصد خاص:

الخميس - 11 يناير 2018 - الساعة 05:38 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد: خاص:

نشر إعلامي مؤتمري مقرب من صالح تفاصيل صراع (الدولة) و(المليشيا) في مناطق سيطرة الانقلابيين منذ بدء الانقلاب وسبب الصراع بين الحوثيين وطارق محمد صالح بالذات، وسرد أحاديث لـ(صالح) عن (الحوثيين) تنشر لأول مرة، ولماذا كان يسميهم (جماعة كعل التيس) وحكاية (القائد الحراكي) مع الحوثيين.

وقال نبيل الصوفي في (نص) مقال بعنوان (من اسرار الصراع بين طارق والحوثي عقدة القوات المسلحة الوطنية.. من داعش الى الحوثي): "ضمن الاتفاق السياسي بين انصار الله والمؤتمر الذي ظنناه فاتحة كبرى في تاريخنا الوطني، كان هناك ترتيب محدد للجيش والأمن، اختار الحوثي فيه ان يعين للقوات الخاصة قائدا يرشحه هو مقابل أن يختار المؤتمر شخصية أخرى تقود معسكر الاحتياط (48)، ويرشح الحوثي رئيسا للأمن القومي مقابل ترشيح المؤتمر رئيسا للأمن السياسي.
بعده يتم تشكيل حكومة الانقاذ.. كانت الفكرة الجوهرية التي اتفق عليها المؤتمر والحوثي، هي تشجيع قيادات الجيش على العودة لمعسكراتهم لإدارة الحرب ضد (العدوان)".

وأضاف الصوفي "اقترح الحوثي تعيين عبدالخالق الحوثي للقوات الخاصة، فاقترح المؤتمر طارق محمد عبدالله صالح لمعسكر 48 أو للأمن السياسي.
فقالوا ان عبدالخالق يرى أنه هو من يجب تعيينه قائدا لما يسمونه "الحرس الجمهوري" وهو لم يعد الا لواء.. بدأت المماطلات، ورفض المؤتمر تشكيل الحكومة الا مع اعلان هذه التعيينات. حدثت انكسارات في الجبهات، وجاء ابو مالك يوسف الفيشي مرسلا من عبدالملك للزعيم، مقرا بأن هناك مشكلات تعيق تنفيذ الاتفاق الا بعد تشكيل الحكومة واعدا قطعيا بان تتم التعيينات بعد تشكيلها، وقال بالحرف "ان لم يتم تنفيذه سأعلن بنفسي ان انصار الله خلفوا الوعد".
وكان الزعيم يقول لهم: "لا تفهموا اننا متمسكين بالأمن و48 لكي ننقلب عليكم ولكن لكي تصلح هذه المؤسسات ويعود عمل الدولة، واذا تريدون ان تعينوا لها انتم لوحدكم فتفضلوا ونحن نعتبر الاتفاق السياسي غير لازم، ولن نشغلكم عن مواجهة العدوان شريطة بناء مؤسسات الدولة".

ويتابع الصوفي في مقاله "شكلت الحكومة، وحاول ابو مالك تنفيذ الاتفاق، حتى ان الزعيم سحب اسم "طارق"، وقال: "تشتوا مهدي مقولة، موافقين.. وللأمن السياسي عبدالله قيران".
وصمموا منصبا هلاميا اسمه قائد جبهة صرواح، اصبح به عبدالخالق مشرفا على 48 وللقوات الخاصة في ذات الوقت.
سقط وجه ابو مالك بل تحول مدانا عند الحوثيين انه وافق من نفسه على الاتفاق دون العودة لقيادته، مع ان صالح الصماد كان موقفه من موقف ابو مالك.. وسيأتي الوقت للحديث عنه.
اضطر الفيشي للبقاء غالب وقته في صعدة.. حتى تم سحبه اليها ولم يحدث شيء من التعيينات.
ولم يسمح الزعيم لأي منا بانتقاد هذه التعيينات، وقال: "مستعدين نفلتها لهم لو عيهتموا بإعادة الجيش ولو تحت قيادات منهم".
وكلما اتفق المؤتمر معهم في قضية، نكث فريق منهم".

وقال الصوفي "شكلوا تقريبا تسع لجان للمراجعات العسكرية.. الامنية.. وكلها تشكل مناصفة ثم يرفضونها ويستمرون لوحدهم.
وكان الزعيم يسحب اسم طارق مرة بعد مرة، ويقول: "هذه جماعة كعل التيس.. اذا طلعت واحدة نزلت الثانية".. تتفق مع واحد وكذب الثاني.
كانت هناك محاولات أخرى موازية لإقناع طارق بزيارة عبدالملك.. وكان الزعيم يقول: "هو اتفاق سياسي مع المؤتمر والا يشتونا ندي لهم البيعة".
تذكرون يوم اصابة طارق بجلطة، كان الزعيم قد قرر أن يرسل عارف الزوكا وجليدان وابو حورية للقاء بعبدالملك.. ويكون طارق رفيقا لهم. واصابته الجلطة قبل السفر بساعات.. نقل على اثرها للمستشفى، وحضرت زيارة الشهيد عارف الزوكا والخائن صالح الصماد للمستشفى، وذهب بعدها الزوكا وفريقه لصعدة وعادوا وهو لايزال في المستشفى. وقد ذكر الشهيد ما قاله له عبدالملك في خطابه الشهير في اغسطس.
بقيت كل خيوط الرفض لأي منصب يشغله طارق وأي شخصية من قبل الزعيم في أي منصب امني او عسكري.
سألت الزعيم لماذا لا يرسل طارق لمعرفة ما يريد عبدالملك، فقال لي: ارسل لي عبدالملك اطلع صعدة، فقلت له العاصمة صنعاء جي لها انت.. ونلتقي فيها، قال لي: اطلع وانا أؤمن لك الطريق الى صعدة"، فرديت عليه "الدولة في صنعاء واذا عتجلس برأس الجبل ماعتحكم".

ويوضح الصوفي في مقاله "كان طارق محمد عبدالله صالح القيادي الاول في الجيش الذي حاول التوصل لتفاهمات مع كل القيادات الحوثية من عبدالكريم الحوثي الى صالح الصماد الى المداني.. مع مهدي المشاط مع ابو علي الحاكم.. حتى مع الشباب العاديين في جماعة الطاعون هذه.
وفي المقابل، لم يكن هناك شيء يزعجهم كمثل هذه التحركات من عسكري له علاقته بقيادات الجيش..
كل ما كانوا يريدون منه أن يربط بين المشرفين وقيادات الجيش كأفراد.. لا يكون هناك معسكر ولا قيادة.
وبعد اغلاق كل باب أمام عودته عسكريا في مؤسسات الدولة أسس طارق معسكر الشهيد حسن الملصي، وفي غضون شهر تحول المعسكر التطوعي الى حقيقة ميدانية، وبدأ كل عسكري يضيق بالجماعة يتصل بالمعسكر.
قال لهم طارق: ماتشتوا جيش.. خلاص طيب نعمل كلنا مليشيات، واشرفوا عليها من جيز مليشياتكم..
فجأة حدثت الانهيارات في الساحل الغربي.. جاء صالح الصماد للزعيم ليكرر كلام ابو مالك القديم وعلى طريقة القبائل "شخطة وجه".. وكنت اسخر من ذلك الوجه ومن اصحابنا الذين اعطوه مهلة أخرى، لترتيب اداء الجيش كجيش واخراج الجماعة من ادارته، جيش للدولة اما الجماعة والمؤتمر فأحزاب لا علاقة لها بالسلاح.
كان الزعيم يقول لهم: "الناس تجي تقاتل معكم كدولة كسلطة مش كأنصار الله، اتركوا الدفاع تعمل وأعيدوا الجيش بدل ما تلقوا بالأطفال هذولا للجبهات"..
وكان الصماد يؤكد للزعيم وللمؤتمر أنه يسعى جهده لتفهم جماعته ان الدولة هي الضمانة اما الجماعات فلا يمكن ان تحل محل الدولة.
احتفظ برسالة نصيه من صالح الصماد يصف فيها "عبدالخاق الحوثي ومحمد عبدالسلام وحمزة الحوثي" بـ"السفهان"، وقال انهم يعرقلون اي جهود لإقامة الدولة بالشراكة.
قال انه "منع اثنين منهم من التواصل معه، والثالث سيرفع به لمكتب السيد".. واعدا بإنجاز التعيينات العسكرية والامنية كاتفاق، مقابل دعم الزعيم لهم في تجهيز مقاتلين للجبهات. وبعد شهر آخر عاد الحوثة كلهم للحديث عن خطورة أن يصبح في الجيش قيادة "من غير انصار الله". ولم يذكر الصماد وجهه "البدين" المشخوط عليه.
تضاعفت اعداد الملصي.. عاد كبار القادة العسكريين الذين اقصاهم الحوثة من الجبهات الى الملصي، وبدأ الملصي التحضير لجبهة في الساحل الغربي وزارها طارق راسما خطتها استعدادا لجمع 600 مقاتل لها.
تغدينا سويا في منزل العميد طارق، بحضور الرزامي قبل ايام من ذات المكان الذي حضره ابو علي الحاكم ايضا.
وفيما كان طارق يعد للحرب في الساحل.. كان الحوثي وزبانيته يرتبون لمعركة احتلال "الجزائر"، وهي خطة مشتركة بين الكرار ومحمد علي بدأت من اغسطس.
وعن أحداث ديسمبر يقول الصوفي "في اول مواجهات بديسمبر سألت الزعيم عن سر الحملة على "طارق"، فقال: "ما يشتوا حد يذكرهم بجيش رسمي للدولة".
كان صالح وطارق، يهتمون بكل ما يحدث للمؤسسة العسكرية، كلما اعتقل الحوثي قياديا في الجيش، توسطوا له.. كلما سمعوا بقائد كبير يتعرض لموقف ما اتصلوا به.. كلما حدثت مشكلة في معسكر ساهموا في حلها..
وكان القرار الحوثي الابدي: اهانة الجيش.. ونزع كرامته.
تحويله الى مجرد "حشم" في حضرة السيد وزبانيته.
وكان قادة الجيش غاضبين من مسار التسوية السياسية منذ 2011.. حتى اني سمعت كثيرا منهم ينتقد قبول قائد الحرس الجمهوري بالانتقال للسلك الدبلوماسي.. ولطارق بترك الحرس الخاص.
كانت قيادات الجيش ترى ان واجبها رفض اتفاقات السياسيين بمن فيهم الزعيم نفسه..
وكان النموذج الابرز لهذا هو ابو حرب الذي ترك السفير احمد علي في الامارات وقال له: نحن جيش.. ردونا معسكراتنا.
وحين بدأت هذه الحرب حاول ابو حرب نفسه تشكيل قيادة عسكرية لمجاميع مسلحة من الجيش مطالبا الزعيم بقيادتهم لمواجهة الحوثي والعدوان في وقت واحد.. وهذا بالطبع امر مستحيل في عرف السياسي.. فحمل ابو حرب سلاحه وسمعناه جميعا في اول تسجيلاته يتحدث عن "نحن ابناء القوات المسلحة".
ولعل الحوثي قبلها على مضض.. ولم يكن يتوقع ان يصبح ابو حرب وطنيا عسكريا.. حاول بكل جهد جماعته طمس عسكريته، وبعد استشهاده صفى جبهته من كل القيادات العسكرية وردها لمجاميعه.
ويوم الـ2 من ديسمبر كانت القفزة الحوثية الكبرى.. لا علاقة لها بخطاب الزعيم ولا بأي مواقف سياسية.. ولا بأكاذيب الخيانة والعدوان.. بل كانت ضمن ترتيبات العدوان الحوثي الممتدة ضد العسكريين الذين اعتقلهم وقتلهم وعطلهم وعرضهم للإهانات والاستتابة.
نموذج:
مع ثورتهم 2014 عين الحوثي قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة، من ابناء الحراك الجنوبي، الحريري.
شاب جاء من كندا يظن ان اليمن بدأ عهدا مختلفا مع مؤتمر الحوار الوطني.. ثم ظن ان تعيينه سيكون ايضا فرصة لتأكيد ان الحوثي مختلف فعلا وانه يقبل الشراكة.
نزل مقر المنطقة في الحديدة، لقي مدير مكتبه معينا من "سجاد" اخو محمد علي الحوثي الذي هو مثله مثل عبدالملك الحوثي.. نفسه، مالوش منصب رسمي، الا هو ابو المناصب وامها.
وفي قيادة المنطقة سأل عن الامكانيات الخاصة بالمنطقة فقيل له معك مخصص يومي خمسة ألف ريال باتكون تستملها من مدير مكتبك.. خزن واستمتع بالشراكة".