الشأن العربي

الجمعة - 18 مايو 2018 - الساعة 05:40 م بتوقيت اليمن ،،،

د. علي عبد القادر

العادات والتقاليد. كلمتان مترادفتان، شائعتان، مترابطتان. الأولى تستدعي الثانية، وهما معاً تستدعيان للذهن أفكاراً كثيرة، ومشاعر مختلفة تختلف باختلاف الخطاب ومنتجه ومتلقيه.

في كلمات زايد، يجد الإماراتيون منهجاً أصيلا يستمد أصوله من الدين القويم، والفطرة العربية النقية، يجدون كلمات من ذهب، كلمات عجنت بالحكمة، فلا يملكون إلا أن يترحموا على الشيخ زايد، ويجعلوا حكمته مرجعاً ونبراساًفي المدارس وقبلها في الأسر الأصيلة تعلم الجيل احترام العادات والتقاليد، ومع غزو الإعلام والانفتاح الثقافي تجرأ بعضهم على أن ينتقدها ويعتبرها قيداً، ومع القنوات الخاصة للأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجدت أقلية من المجتمع أنه من السهل الحصول على دور البطولة بالقفز فوق حاجز العادات والتقاليد.

والأمر ليس بهذه البساطة. لا يمكن أبداً أن نتجاهل العادات والتقاليد، فهي مكون أصيل من مكونات المجتمع. وتمثل عندنا – الإماراتيين – نوعاً من البناء الأخلاقي للشخصية.

لكننا في الجانب الآخر لا يحق لنا أن نجعل منها أيضاً أداة للإقصاء، وخنجراً لتقطيع أوصال المجتمع، ومسطرة نضع بها سطراً ننفي فيه من نشاء من المجتمع بحجة الخروج عن التقاليد.

في عام زايد، يستحضر الإماراتيون ذكرى زايد وكلماته. وما اكتشفته وأنا أستمع إلى كلماته، أنه ليس خالد الذكر فحسب، بل كلماته اكتسبت أيضاً سمة الخلود.

في كلمات زايد، يجد الإماراتيون منهجاً أصيلاً يستمد أصوله من الدين القويم، والفطرة العربية النقية، يجدون كلمات من ذهب، كلمات عجنت بالحكمة، فلا يملكون إلا أن يترحموا على الشيخ زايد، ويجعلوا حكمته مرجعاً ونبراساً.

إن الإمارات دولة يراها الناس ككل الدول، ويراها أهلها على درجة من التفرد والتميز الذي لا ترقى له سواها من الدول. يحسب الناس عمرها بالسنوات فيستقلون عدداً لم يتجاوز الخمسين سنة. ولكن أهلها يعرفون انتماءهم لهذه الأرض جسداً وروحاً، لغةً ولساناً، قيماً وأخلاقاً، عادات وتقاليد، تاريخاً وهوية. ويدركون أن جذور هذا الانتماء تضرب في أعماق التاريخ، وتمتد سياقاتها صلبة أمام الرياح التي لا تسكن.

وقيادة الإمارات تضع هذه المبادئ في إطارها المؤسسي، وتعطيها قوة القانون، ومن يتتبع سيجد أن ثمة وثيقة باسم "وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي"، اعتمدت من مجلس الوزراء في دار الاتحاد بتاريخ 27 نوفمبر (تتشرين الثاني) 2012.

تهدف هذه الوثيقة إلى تنشئة جيل إماراتي واعٍ بمسؤولياته وواجباته تجاه وطنه، وأسرته ومجتمعه، وتضم أهم الخصائص والسلوكيات والقيم والمهارات التي ينبغي أن يتحلى بها المواطن الإماراتي.

في البند الأول من هذه الوثيقة، وفي الفقرة (ج) مادة بعنوان (الاعتزاز بالعادات والتقاليد)، وفيها النص التالي: "على المواطن أن:

1- يكون مطلعاً على العادات والتقاليد الأصيلة للدولة التي كان يتمتع بها مجتمع الآباء والأجداد.

2- يطبق القيم والتقاليد الأصيلة في حياته اليومية، ويعكسها في سلوكياته وتعاملاته مع الآخرين.

3- يقدم أفضل صورة عن الهوية الوطنية للإماراتيين في حياته اليومية وتعامله مع الآخرين.

4- يحرص على التعريف بالعادات الإماراتية وإبراز تقاليدها الأصيلة لغير المواطنين شكلاً ومضموناً".

تلك كلمات زايد، وهذه وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي. والباب مفتوح لمن أخطأ أن يعود إلى حصن التقاليد الأصيلة. فالإمارات لا تغلق أبوابها في وجه أبنائها.