عرض الصحف

الأحد - 17 يونيو 2018 - الساعة 11:14 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))العرب:

وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في زيارة جديدة إلى صنعاء هي الثانية له خلال يونيو الجاري، وتترافق الزيارة مع تحولات كبيرة على الصعيد العسكري تشير إلى اقتراب خسارة الحوثيين لمدينة الحديدة الاستراتيجية ومينائها.

وتمثل الزيارة قشة نجاة للمتمردين المرتبطين بإيران كونها تعطيهم فرصة أخيرة للقبول بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن بشروط جديدة وبعضها عاجل مثل سحب مقاتليهم من المدينة لمنع انتقال المعارك إلى داخلها.
وقالت مصادر سياسية لـ”العرب” إن زيارة غريفيث إلى صنعاء بعد ساعات قليلة من سيطرة قوات المقاومة اليمنية المشتركة مسنودة بالتحالف العربي على مطار الحديدة، تهدف للتوصل إلى صيغة اتفاق عاجلة تحول دون انتقال المعارك إلى داخل مدينة الحديدة.

ووفقا لمصادر “العرب” تتضمن مبادرة المبعوث الأممي سرعة انسحاب المسلحين الحوثيين من داخل مدينة الحديدة، مقابل وقف العمليات العسكرية والشروع في جولة جديدة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين برعاية الأمم المتحدة.

وتوقعت المصادر فشل المبعوث الدولي في مهمة اللحظات الأخيرة، مشيرة إلى تمسك الحوثيين بالبقاء في الحديدة وموافقتهم ضمنيا على تسليم ميناء المدينة للأمم المتحدة، وهي الصيغة التي لن تحظى بموافقة الحكومة اليمنية والتحالف العربي بعد سيطرة القوات المشتركة على مطار الحديدة الدولي.

وقال مسؤول حكومي يمني لـ”العرب” إن العروض التي قدمها غريفيث في زيارته السابقة لصنعاء مطلع يونيو الجاري وحظيت بموافقة الشرعية في ذلك الوقت لم تعد مقبولة اليوم بعد أن أصبح تحرير مدينة الحديدة أمرا محسوما من الناحية العسكرية في ظل حالة الانهيارات المتسارعة في صفوف الحوثيين.

وعن دلالة زيارة المبعوث الأممي في هذا التوقيت لصنعاء، أشار الباحث السياسي اليمني نجيب غلاب إلى أن هذه الزيارة تأتي بينما الجماعة الحوثية تعاني من التراجع والفشل، جراء التحول المفصلي في المعادلات العسكرية والسياسية والاجتماعية التي ستقود حتما إلى انهيار الجماعة الحوثية في أكثر من مكان.

وقلل غلاب من جدوى أي اتفاق خلال زيارة غريفيث لصنعاء، وذكّر بالتاريخ الحافل بالتلاعب الحوثي بالقرارات الأممية، غير أنه اعتبر أن هذه الزيارة محاولة لإضفاء قيمة وشرعنة لفوضى الميليشيات الحوثية من خلال تقديم مبادرات تمنح الجماعة الحوثية مكاسب سياسية في الوقت الذي تتلقى فيه هزائم قاصمة على طول الساحل الغربي.

وأعلن الجيش اليمني، السبت، تحرير مطار مدينة الحديدة الدولي غربي البلاد من قبضة الميليشيات الحوثية، ودخول قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات المطار.
وقال المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، ‏إن “قوات الجيش مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي، حررت مطار ‎الحديدة الدولي (جنوبي المدينة) من قبضة الميليشيات الحوثية”.
وأضاف البيان المنشور على حساب المركز في تويتر أن “الفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة”.

وأكدت مصادر ميدانية لـ”العرب” تمكن قوات المقاومة المشتركة من دخول مطار الحديدة الدولي والسيطرة على مداخله الجنوبية والغربية وأنها تقوم بتطهير بعض جيوب الحوثيين في مساحة المطار الشاسعة التي تضم المطار العسكري ومعسكر الدفاع الجوي، بالتزامن مع تقدم قوات أخرى باتجاه محور كيلو 16 شرق المدينة بهدف قطع الطريق بين صنعاء والحديدة وقطع طرق الإمدادات على جيوب الميليشيات الحوثية التي ما زالت تتحصن في جنوبي الحديدة، وتضييق الخناق عليها في الأجزاء المتبقية من المطار.

وأفادت المصادر أن القوات المشتركة أحكمت قبضتها على الشريط الساحلي بعد إجهاض محاولات تسلل قامت بها عناصر حوثية في منطقة الفارة (جنوب الحديدة)، مع ورود مؤشرات عن انسحابات حوثية من مدن بيت الجراحي والحسينية وبيت الفقيه وزبيد باتجاه مدينة الحديدة.

واعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني في تصريح لـ”العرب” أن تحرير الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية لمطار الحديدة الدولي مؤشر على التحرير الوشيك لمدينة الحديدة ومينائها في الطريق نحو تحرير كافة المحافظات اليمنية.

وأكد الأرياني أن تحرير الحديدة سيمثل دافعا إيجابيا ربما يجبر الميليشيات على العودة إلى المسار السياسي وإنهاء مظاهر الانقلاب وتسليم السلاح والانسحاب من المدن وفقا للمرجعيات الثلاث.
ووصف محللون وخبراء سياسيون تحرير مطار الحديدة بأنه نقطة تحول محورية في مسار الحرب اليمنية، باعتبار أن خسارة الحوثيين تفتح الطريق أمام خسارتهم للميناء الذي يعد بمثابة الشريان الوحيد الذي كان يزود الميليشيات بالسلاح القادم من إيران.

وتوقع المحللون في تصريحات لـ”العرب” أن ينعكس تحرير المطار بشكل إيجابي على المجالين السياسي والإنساني، مستبعدين إمكانية التوصل إلى أي تسوية يمكن أن توقف عملية تحرير الحديدة في ضوء زيارة المبعوث الأممي الجديدة لصنعاء.

واعتبر الباحث والمحلل السياسي اليمني فارس البيل أن تحرير المطار هو نصف الطريق لتحرير الحديدة، مما يعني أن مساحة التراخي مع الميليشيا قد تقلصت إلى أدنى حالاتها وأن التنازلات التي كانت تقدمها الحكومة والتحالف لإنجاح خيار التسوية السياسية لم تعد واردة.


من جانبه، أكد الباحث السياسي السعودي علي عريشي في تصريح لـ”العرب” أن تحرير مطار الحديدة سيعني بالتالي تحرير ميناء الحديدة الذي حولته الميليشيات الحوثية إلى معبر لإدخال الصواريخ الباليستية القادمة من إيران.
ولفت عريشي إلى أن عملية تحرير ميناء الحديدة إن تمت سريعا ستعني أن اليمن قد قطع ثلاثة أرباع المسافة التي تفصله عن نقطة إسقاط الانقلاب الحوثي وإفشال المشروع الإيراني في جنوب جزيرة العرب.