الاستطلاعات والتحقيقات

الجمعة - 18 يناير 2019 - الساعة 02:35 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/خاص




لكل دولة مطارها الذي تتباها به والذي تحاول قدر المستطاع بأن تحسن خدمته وتطوره وتنافس به على الأفضل على المستوى الدولي والعالمي.

وشتان بين من يريد التطور ومن يريد التدهور والرجوع للوراء خطوات كبيرة , هذا بالضبط ما يحدث الآن بمطار عدن الدولي الذي كان من أفضل وأنجح المطارات على مستوى الجزيرة العربية إن لم يكن على الوطن العربي بأكمله.

بعد الحرب تغيرت كل الموازين وتحول المطار من مكان لاستقبال المسافرين إلى معسكر يحوي ثكنات عسكرية ممتدة على الشارع وإجراءات مشددة لدخوله وخروجه.

من يدخل للمطار اليوم يجد الفساد منتشر في كل بقعة إدارية وبين الموظفين وحتى بين الأمنيين ومن هو مسؤول عن التفتيش ولا تجد أي مسافر إلا ويشكو من المعاملة السيئة ومن التأخير والمماطلة ومن الرشاوي والوساطات التي تحدث على الملأ دون أن تجد من يوقف كل هذه المهزلة وينهيها.

كثيرة هي المواقف التي تحدث داخل مطار عدن الدولي وكثيرة هي الاشتباكات التي أدت في بعض الأحيان لتوقف الرحلات ومنع المسافرين حتى من دخوله لتصبح حياة المواطنين اللذين هم بحاجة للسفر بشكل سريع لتلقي العلاج مرهونة بالأوضاع السياسية التي تحدث في البلاد ويصبح مطار عدن حدث ولا حرج من كثرة الشكاوى والوضع المهين الذي يحصل فيه.

تم إعداد تقرير عن أبرز المظاهر والأشياء التي تحدث داخل مطار عدن الدولي ومعاناة المواطنين في ظل تجاهل وسكوت الجهات الحكومية والمعنية...



تقرير : دنيا حسين فرحان



*من مطار دولي لموقع عسكري :



من الوهلة الأولى عند ذهابك لمديرية خور مكسر ومرورك بالقرب من المطار سيخيل لك بأنه معسكر بسبب المتارس والمطبات والنقاط التي تمر بها قبل أن تدخل إليه , ولا تكاد تمر إلا وتجد أن هناك خيم نصبت بداخله يكون داخلها أو بالقرب منها مجموعة من العساكر لا نعرف ما هو سبب تواجدهم هل للحماية أو لتشوية المنظر خاصة إذا كانوا يتعاطون القات ولا يراعون الشكل الحضاري للمطار وأن هناك مسافرون ومواطنون يأتون إلية ومنهم نساء وعائلات يرفضون هذه الأشياء أن نحدث بداخله.

ليست هذه هي المشكلة فقط بس كم هي الاشتباكات التي تحدث داخل المطار بين العساكر أنفسهم بسبب تعدد القادة الذي يتبعوهم واللذين حجزوا لأنفسهم مكان داخل المطار ويردون نسبة لهم ولحراستهم مقايل حماية المطار على حسب قولهم واعتقادهم.

وقد تحدث اختلافات كبيرة وتؤدي إلى اقتتال واشتباكات واطلاق نار ويقفل المطار والطرق المؤدية إلية والمتضرر الوحيد هو المسافرون والمواطنون دون أن يعمل لهم أي حساب وكل ما يهم هذه الأطراف إثارة الفوضى والحصول على مقابل مادي مهما كان الثمن.



*أحداث سياسية تؤدي لإغلاق المطار وتأجيل الرحلات الجوية:



لا ننكر أن هناك أوضاع سياسية صعبة تمر بها البلاد وأن تؤثر بشكل مباشر على مختلف المرافق والقطاعات وبكل تأكيد المطار سيكون أكبر المتضررين لما يحدث , فالاغتيالات التي كانت تحدث في عدن ورسائل التهديد التي تصر للمطار من قوى إرهابية أو بلاطجه والاشتباكات التي تحدث داخلة ناهيك عن الخلافات السياسية والإدارية والمشاكل التي كانت تتوالى على مطار عدن واحدة تلو الأخرى أدت إلى عدم فتح أبواب المطار بعد الحرب مباشرة وتأخير افتتاحه إلى أن ام السيطرة على الوضع بشكل مؤقت.

وحتى عندما فتح المطار ودشنت الرحلات الجوية لم تكن تسير في خط مستمر فقد توقفت عدة مرات وأجلت إلى أجل مسمى وكان هناك تتذبذب في استمرار العمل في مطار عدن وتوقفه , وهناك أسباب أخرى تخفيها القوى السياسية التي تتحكم بالسلطة والحكم في البلاد وهي من تختار الوقت المناسب لفتحه وإغلاقه دون مراعاة المسافرين الذي تتعدد أسبابهم للخروج من الوطن والذي قد يكون بدافع العلاج.

*مواقف محرجة ومخزية تحدث داخل المطار للمسافرين:



كم هي المواقف التي حدثت لعدد من المواطنين المسافرين من وإلى محافظة عدن عبر المطار أولها حجز مقاعدهم لأشخاص آخرين لأنهم دفعوا مبالغ مالية لأحد المسؤولين عن حجز مقاعد الطائرة , أيضا فتح المقعد الذي بجانب كابتن الطائرة لمواطن لم يجد مقعد يجلس عليه وسبب فوضى أرادت الإدارة اسكاته بهذه الطريقة ولم يحدث قط في أي مطار بالعالم أن يفتح المقعد الذي بجانب قائد الطائرة إلى في مطار عدن.

مرورا بحادثة الطفلة التي توفت داخل الطائرة وقيل أنه بسبب عدم توفر أكسجين لها برغم دفع والدها مبلغ مخصص له بعد ذلك تم احتواء الموضوع وظهور الأب يقول بأن الوفاة كانت طبيعية , وهناك عدد من المسافرين اللذين أكدوا إقلاع الطائرة وعدم تشغيل المكيفات فيها بسبب نقص الوقود الخاص بالطائرة على حسب قول القائمين عليها.

وهناك رحلة عادت من الجو بعد تنبه قائد الطائرة بنفاذ الوقود وهبوطه في أقرب مطار وهناك شهود كانوا من ركاب هذه الطائرة تحدثوا عن ذلك عبر وسائل الإعلام , والأبشع من كل هذا حالة الابتزاز التي يقوم بها موظفون في المطار لطلب 100 دولار من المسافرين من أجل أن يسمحوا لهم بحجز مقعد وضمان سفرهم في نفس اليوم بل والشيء المؤسف أن يكون هناك أشخاص متخصصون في عملية الابتزاز هذه ويحملون ورقة بكتابة الاسماء وهذا يدل على الفساد الكبير الذي يحدث ويؤكد أن هناك من يقوم بالتلاعب بالرحلات واسماء المسافرين فيها مقابل المال.

المخزي في الأمر أن هناك طائرة واحدة فقط هي من يسافر بها المواطنين وقدم قدرة الحكومة على اعطاء المطار ميزانية خاصة وضخمة لتوفير عدد من الطائرات وبرغم اضافة طائرة أخرى في وقت قريب إلى أن هذه المواقف المحرجة والمهينة للمسافرين مازالت مستمرة تتطلب التدخل السريع والجاد لإنهائها ومحاسبة كل من يقوم بها.



*وتزداد عدد الشكاوى من قبل المسافرين والتذمر من المواطنين لكل ما يحدث داخل مطار عدن الدولي والذي يسيء لمحافظة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد ويمهد الطريق لزيادة الأمر سوءا في الفترات القادمة إذا لم تتدخل السلطات المعنية وتعيد ترتيب الأمور وتقضي على الفساد والخلل الحاصل فيه.